انتقلت عدوى الانفلات الأمنى من الشوارع ليصيب هذا الفيروس سريع الانتقال الجامعات المختلفة الحكومية والخاصة منها.. فما شاهده البعض من انفلات أمنى وأخلاقى فى الشوارع المصرية والذى أصاب العديد بالذعر والخوف انتقل ليصيب الجامعات وفى خلال شهر واحد شهدنا أكثر من واقعة فى الجامعات. وكانت البداية فى جامعة حلوان عندما تم القبض على بلطجى تعدى على مدينة الطالبات، ومن ثم حادثة السرقة التى تعرضت لها الجامعة وعندما تصدى أفراد الأمن المدنى له أصيب أحدهم بخرطوش وهو الآن مازال يتلقى العلاج، ومن جامعة حلوان إلى مودرن أكاديمى حيث المشاجرة العنيفة التى حدثت بين طلبة المدرسة الصناعية وطلاب مودرن أكاديمى وتم فيها تبادل إطلاق الأعيرة النارية وأصيب البعض.. وكان لجامعة عين شمس نصيب من هذه الفوضى عندما تشاجر طلاب الجامعة بالمطاوى و«السنج» وكان منهم أفراد من خارج الجامعة وتسللوا إليها للمشاركة فى المشاجرة . وكذلك طب قصر العينى وما حدث من مشاجرة بين أفراد الأمن المدنى وعساكر الشرطة العسكرية عندما «عاكس» أحدهما ممرضة.. كل هذه الأحداث جزء من الفوضى العامة أم غياب أمن الداخلية عن الجامعة بقرار المحكمة وما البديل لحفظ الاستقرار فى الجامعات وشعور الطلبة والأهالى بالأمان؟!
∎ تحذير أعضاء هيئة التدريس
أثار دهشتنا تكرار نشر تصريحات فى الصحف منسوبة إلى سيادتكم تنادى بإعادة الحرس الجامعى التابع للشرطة إلى الجامعات المصرية (جريدة الشروق 4 و6 أبريل 2102) هذا مع العلم بأن خروج الحرس التابع للشرطة من الجامعات جاء تنفيذا لحكم من المحكمة الإدارية العليا وهو حكم بات واجب النفاذ، وقد رفض السيد وزير الداخلية (جريدة الشروق 5 أبريل 2102) عودة الحرس الجامعى استنادا إلى هذا الحكم، فأصررتم على طلبكم كما لو كنتم مصرين على تجاهل أحكام القضاء وعلى دفع غيركم من أعضاء الحكومة إلى تجاهلها، وهو تصرف لا يليق بآحاد الناس ناهيك عن أن يصدر ممن يشغل منصب وزير التعليم العالى.
ولو أن احترام أحكام القضاء كان يجب أن يكون سببا كافيا لامتناعكم عن هذا المطلب إلا أنه من الواضح من تصريحات سيادتكم أنكم لا ترونه كذلك، وهو ما يدعونا لسرد أسباب إضافية لمعارضتنا لعودة الحرس الجامعى التابع للشرطة، كما يدعونا للرد عليكم وتفنيد الحجج التى تسوقونها سيادتكم لدعم مطلبكم.
تذرعتم سيادتكم بتعرض الجامعات لحوادث أمنية عجز الأمن الإدارى التابع لها عن التعامل معها بالكفاءة المطلوبة لعدم اكتمال هياكله وضعف تدريبه والنقص فى ميزانيته، وردنا على هذا أن:
1- حوادث الانفلات الأمنى التى حدثت فى الجامعات يحدث مثلها كل يوم العشرات فى كل ربوع مصر وتعجز الشرطة عن التعامل معها بأى درجة من الكفاءة، فما الذى يجعلنا نتوقع أن يختلف الأمر فى الجامعات.
2- قد تتذكر سيادتك أنه فى أبريل 9002 وفى وجود الحرس الجامعى قتل طالب فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة أثناء مشاجرة، وأنه فى 4 نوفمبر 0102 فى جامعة عين شمس تعرضت مجموعة من الأساتذة لهجوم من مجموعة من البلطجية وكان هذا فى وجود الحرس التابع للشرطة، بل إن الحرس قد تواطأ لحماية أولئك البلطجية، وهذه مجرد أمثلة يوجد غيرها العشرات لتبرهن أن الحرس التابع للشرطة لم يكن يوما على أى درجة من الكفاءة فى حماية الجامعات ومنشآتها، بل إن كفاءته الوحيدة كانت دائما فى التضييق على الطلاب وملاحقتهم ووأد أنشطتهم.
3- لقد مر على صدور الحكم بإخراج الحرس التابع للشرطة من الجامعات عام ونصف العام، حيث صدر فى 32 أكتوبر 0102، كما أن خروجه الفعلى عقب ثورة يناير قد مر عليه الآن أكثر من عام، وقد كانت هذه المدة كافية تماما لاستكمال تشكيلات الأمن الإدارى التابعة للجامعات وتدريبها لو خلصت النوايا، كما أن التذرع بضعف الميزانيات لا يقنع أحدا، فمسئولية الوزارة ومسئولية السادة رؤساء الجامعات هى أن يبذلوا جهدهم لتدبير تلك الميزانيات، كما أننا رأينا جميعا بالوثائق والمستندات أن الجامعات كانت تصرف من مواردها مكافآت للحرس التابع للشرطة ولرجال الشرطة العاملين فى الأقسام التى تتبعها الجامعة، بل لضباط أمن الدولة، ولا شك أن هذه المبالغ يمكنها الآن أن توجه إلى تدعيم ميزانية أمن الجامعة التابع لها.
سيادة الوزير ننصحكم نصيحة مخلصة أن تبذلوا جهدكم وتحثوا السادة رؤساء الجامعات على بذل جهدهم لحل مشكلة تأمين الجامعات حلا حقيقيا لا يمس استقلالها، وألا تندفعوا فى طريق لن يؤدى إلا إلى تفاقم المشكلة وخلق مشكلات جديدة، ونذكر سيادتكم بأن أسوأ حادث بلطجة تعرضت له جامعة القاهرة فى العام الحالى وقع فى كلية الطب منذ بضعة أسابيع على يد الشرطة العسكرية، فكيف تتوقعون سيادتكم أن نتقبل أو يتقبل طلابنا أن نوكل أمن الجامعات إلى أجهزة لا تتبعها ولا تأتمر بأوامر رؤسائها؟! [د . نبيل دعبس]
∎ دعم الأمن الإدارى
دكتور حسين عيسى - نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الطلاب والعميد السابق لكلية تجارة - قال: منذ أن تم استبعاد الحرس الجامعى من الداخلية بحكم قضائى ونحن ممتنون جدا بهذا الحكم وأود أن أضع التركيز فى نقطة مهمة وهى عدم رغبتنا فى عودة الداخلية للحرس الجامعى.. وما حدث من اختراق للأمن فى الحرم الجامعى واستخدام بعض الطلبة المطاوى و«السنج» وإثارة الذعر لباقى الطلبة ونشر الفوضى فى أرجاء الجامعة يرجع ذلك إلى أكثر من سبب قد تكون ثغرات فى طاقم الأمن .. فعدد طلبة الجامعة 091 ألف طالب مقارنة بالمشاكل التى تحدث فى الجامعة فهى بفضل الله قليلة مقارنة بكثافة الطلبة ولنأمل أن تكون المشاجرات والمشاكل فى الجامعة محصلتها صفرا، وذلك سيتحقق وفقا للخطة التى وضعناها لنسير عليها فهناك مشروعان لكثافة الأمن فى الجامعة أحدهما نعمل به وسنطوره، والخطة الثانية هى الاعتماد على شركة أمن خاصة ومازالت تحت الدراسة بسبب تكلفتها فلابد من دراسة مطولة وميزانية معينة .. النظام الأول الذى نعمل به وهو نظام الأمن الإدارى الذى لم يكن له أى دور سابقا لذلك توجد به ثغرات، ونحن الآن نقوم بتطويره من خلال دعم أفراد الأمن الإدارى وزيادة أعدادهم وتقسيمهم على فترات وتدريبهم لمواجهة المشاكل وتمرينهم على التحكم بالأعصاب والعمل تحت أى ظرف أو ضغط، بالإضافة إلى أننا نقوم بمحادثتهم لحل مشاكلهم المادية والمعنوية ومن خلال تجربتى لأدائهم أثناء عمادتى لكلية التجارة وحراستهم للكنترول أثناء الامتحانات والحفاظ على 06 ألف ورقة طالب كانت تجربة جيدة قد ينقصها الوعى والتدريب، وهذا ما نحاول تزويدهم به الآن .. كما أن الحفاظ على أمن الجامعة لن يتحقق إلا بتغير السلوك الطلابى فلابد أن يتعلم الطالب أنه بدخوله الحرم الجامعى لابد أن يكون ملتزما بالقوانين ومحافظا عليها ومعاونا للأمن وليس هو السبب فى إشعال المشاكل كأن تحدث مشكلة بين طلبة وتصل إلى حد أن تحضر إحدى المجموعتين مجموعة أو عدد أفراد من خارج الجامعة من البلطجية ومحملين بالسلاح ..
وأمن الجامعة يتعرض لضغط أكبر من أمن الكلية لأن أمن الكلية ملتزم بعدد أفراد كلية معينة، وإنما أمن الجامعة المتواجد على الأبواب يتعرض لضغط كبير فى اليوم وأحيانا يتم دخول أفراد من الخارج وعدم تحقق الأمن بالجامعة سببه الإرهاق اليومى لذلك ستتم زيادة عدد أفراد الأمن.. لأن الطلبة يهابون الأمن والهيبة تأتى من زيادة الوعى ومن خلال مظهر الأمن فنحن نحاول أن نضع لهم زيا موحدا وأن نقدم لهم محاضرات توعوية ودورات تدريبية وخاصة لأمن الجامعة أكثر من أمن الكليات لأنه فى المواجهة فهو خط الدفاع الاول.
∎ تدريب الأمن وتزويدهم بالأسلحة
كما قال دكتور سمير الدمرداش - نائب رئيس جامعة حلوان- إثر الواقعتين اللتين تعرضت لهما المدينة الطلابية والجامعة: عندما تم تعيين إدارات أمن لم يهتموا بوضع خطط لهم فهم بحاجة إلى الدعم من جانب التأمين الصحى ووسائل الحماية للتأمين على حياتهم، ولابد أن تكون لديهم وسائل اتصال خاصة بهم للتواصل مع بعضهم ومع القادة فى الحالات الحرجة أو فى مواجهة مشاكل مستعصية، وعلى الرغم من المشاكل التى حدثت إلا أننا أفضل بكثير من تدخل الداخلية فى حماية الجامعة من الداخل وإن يكن فليتوجب على الداخلية أن تكون فى حماية الجامعة من الخارج حتى لا نتعرض لمشاكل من الخارج كحادثة السرقة التى أدت إلى إصابة أحد أفراد الأمن بخرطوش وإجراء عملية له فى قصر العينى الفرنساوى ومن الضروريات أن يتم تسليم أسلحة ضبطية قضائية حتى يتسنى لهم الدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا إلى خطر داهم مثل الواقعة التى حدثت ومن جرائها أصيب أحد أفراد الأمن. [د . حسين عيسى ]
∎ لا مشكلة فى عودة الداخلية
ومن الجامعات الحكومية للخاصة لا يختلف الأمر، حيث تساوى الاثنان فى اللاأمن والتعرض للبلطجة والتعدى.
للدكتور نبيل دعبس - رئيس مودرن أكاديمى - رأى آخر حول مسألة الأمن حيث قال: لابد أن يتواجد أمن الداخلية فى خارج الجامعات ومن الداخل فما هى مشكلة تواجده فى الداخل من الممكن أن يتم تقليص دوره وفى حدود، ولكن أمن الداخلية غاية فى الأهمية لأن له هيبة خاصة عن أفراد الأمن العاديين ومدربون بشكل عالٍ، أما الأمن العادى فيبقى كسائر الأفراد لا يحمل من الهيبة قدر هيبة ضباط أمن الداخلية ... فما حدث من مشاجرة عندنا كانت خارج الجامعة أمامها بين طلاب مدارس الصناعية وطلاب مودرن بسبب نفق المشاة فطلاب المدرسة الصناعية يعتقدون أن هذا النفق خاص بالأكاديمية ونحن من قمنا بعدم فتحه، وفى حقيقة الأمر أن النفق خاص بالمحافظة فلذلك جاءوا ليعتدوا على الأكاديمية، ولكن أفراد الأمن لدينا تصدوا لهم، وما حدث كان خارج الجامعة وليس بالحرم الجامعى، وإذا كان الأمن موجودا بالخارج لكانت الأوضاع أقل مما وصلت إليه