العرض: صيد الأحلام تأليف: رشا عبدالمنعم. سينوغرافيا وإخراج: محمد فوزي. بطولة : نهاد أبو العينين وأحمد بسيم ونشوي إسماعيل وشكري عبدالله ورضا حسنين. ديكور وملابس: محمود حنفي. تصميم وتنفيذ عرائس: عزت حسني. تصميم إضاءة: محمد حسني. تجربة فنية جديدة ومغايرة لما اعتاد عليه المسرح طوال الفترة الماضية تقدم حاليا بقاعة مسرح الغد للعروض التراثية هي عرض «صيد الأحلام» تأليف رشا عبدالمنعم وإخراج محمد فوزي العرض يعتمد في الأساس علي العرائس وخيال الظل، مؤلفة المسرحية الشابة رشا عبدالمنعم اعتادت خلال الفترة الماضية تقديم تجارب مسرحية جريئة ومختلفة كان منها، «أكثر بياضا» إخراج هاني عفيفي ثم «دعاء الكروان» إخراج كريمة بدير وتناولت القصة التي سبق وقدمت في فيلم سينمائي في عرض مسرحي راقص حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وأخيرا تخوض عبد المنعم تجربة مختلفة في عرض مسرحي معتمد في الأساس علي الحكي وخيال الظل وعن هذه التجربة تقول: القصة سبق واشتغلت عليها في «حكاوي الحرملك» لكنها كانت أقصر مما قدم هنا ولأنها لم تكن في نفس سياق العمل قررت أن أقدم نفس الحكاية في عرض مستقل لذلك عندما أراد المخرج ناصر عبد المنعم مدير مسرح الغد، أن يقدم عرض «خيال ظل» وعادة عروض خيال الظل تتطلب حكياً أكثر من التمثيل فجاء في بالي هذه الحدوتة وقررت العمل عليها خاصة أن القصة بها أبعاد صعب تمثيلها مثل الفتاة العارية التي يراها في الحلم فكان من الصعب أن يكون لها معادل موضوعي علي المسرح، فكتبتها وأضفنا بعض الأشياء الجديدة خلال البروفات. وتضيف: إذا كتب النص بشكل جيد ومعه صورة مبهرة وجميلة ولديها جاذبية للمتفرج لا يمكن ان يحدث الملل. وتقول: بعد خروج أكثر من عمل مسرحي لي للنور بشكل متتال هذه الفترة قررت أن أعمل وقفة بسيطة لأنني احتاج للشحن فلابد أن أراجع قراءتي بالفرجة والخيال فدائما الكاتب يكون في حاجة لهذا الشحن الداخلي حتي يستطيع البدء بطاقة جديدة، لذلك قررت تأجيل أي مشروع الفترة المقبلة. وعن تأثرها بتيار المسرح المستقل في كتابتها تقول: كل كاتب مسرح مختلف عن الآخر وهناك كتاب متميزون لكن لم يحصلوا علي فرص والمسرح المستقل لم يضف لي فكرة الجرأة كما يتصور البعض لكنه ساهم بشكل كبير في فكرة التصورات التقنية في الكتابة والممارسة لأن بداية عملي مع المستقل جعلتني أري كيف يتم تجهيز المسرح ليس علي مستوي الكتابة ولكن علي مستوي المسرح نفسه، بمعني أنه كان يجعلني جزءاً من التجربة وهي تنمو من بدايتها لأن المؤلف لابد دائما أن يكون لديه تصور للخشبة ولا يكتب في الفراغ. أما مخرج العرض محمد فوزي فيقول عن التجربة: أقدمت علي هذا العرض بناء علي طرح مدير المسرح ناصر عبدالمنعم لأنه كان يريد أن يعمل علي فكرة مسرح «خيال الظل» وبما أنني كنت متابعا الحركة الحديثة في هذا المجال الفترة الماضية رحبت بالفكرة، وبدأت مع المؤلفة في وضع تصور لقصة العمل الدرامي وهذه العروض عادة لا تزيد مدتها علي ربع ساعة ولأنها تقدم علي شاشة واحدة صغيرة فقط كان من الصعب أن يظل الجمهور طوال الوقت يشاهد العمل وكأنه أمام التليفزيون لذلك حاولت وضع أكثر من شاشة صغيرة وكأنهم أمام "مونيتور" وعملت مونتاجاً للحظات الدرامية الموجودة حتي اكسر الملل وأحاول أن أقدم اسلوباً جديداً لطرح صور متخيلة في العالم السحري لمسرح "خيال الظل" مثل قصة «علي ونور» والأحداث التي يمران بها بدأت في رؤية صور متلاحقة أمام الدراما وحتي أحقق هذه الصورة كان لابد من رؤية عدد من الومضات بنسب تناسب سينوغرافيا المكان هذا بخلاف أن هناك عالماً آخر خلف المسرح مع مسرح خيال الظل فقمت ببناء بلاتوه نستخدمه للتصوير اللايف ونستخدم فيه فيديو وبروجيكتور وهناك ممثل بشري لايف بخلاف محرك العروسة يمشي وراءها طوال الوقت وكأنه مسرح إذاعي يتابع المحرك وهو يحرك العروسة ويؤدي الشخصية وهو يرتدي ملابس الشخصية في العالم الحلو وهذا العالم كان به إثراء في رؤيتي الشخصية للصور المتتابعة في مخيلة الحكاءة قدمتها في فريمات صغيرة مثل كادر سينما فخيال الظل جعل خيالي كبيرا حتي وصل بي إلي أن وضعت البطل فوق سحابة وهي تأخذه وتطير به في الحلم وتنقله للصورة المتخيلة للحكاءة. وعن ضعف إمكانيات المسارح في هذا المجال يضيف فوزي: الإمكانيات أقل من طموح أي مبدع موجود في مصر وكل المبدعين يمرون بنفس الأزمة الخاصة بالمشاكل والتقنيات ولكن أعتقد أن المؤسسة تقوم بدورها في التطوير وأعتقد أن هناك حالة في تطوير خشبة المسرح من خلال عمل أجهزة وتقنيات جديدة وكذلك فكرة إرسال بعثات للفنيين من مصر للخارج حتي نتعرف علي التقنيات الحديثة لأن الأجهزة هنا أصبحت قديمة ومستهلكة، فعلي سبيل المثال إذا أردت أن أحدد مستطيلاً 30سم في 40سم مستحيل علي مستوي المؤسسات في مصر بلا استثناء لأنه ليس هناك أي تحديث للأجهزة المستخدمة، لذلك لابد من وجود دعم حقيقي للصورة النهائية التي يحلم الفنان بتحقيقها في، فهناك أشياء عديدة يحتاجها المبدع حتي تخرج له الصورة النهائية التي يحلم بها في تقنية «الفيديو بروجيكتور» لأنه للأسف خيال الفنان يتحقق منه فقط 50% بسبب هذه الأزمة بجانب هناك أشياء أبحث لها عن حلول حتي تخرج أقرب مما أحلم به لكن في النهاية ليس هو كل طموحي بالعمل فالعرض استغرق تحضيره للتجهيزات الفنية فقط شهرا ونصف الشهر لأن هناك أزمة أخري وهي أننا ليس لدينا مهنة المخرج التقني في مصر فهذه مهنة لابد أن يكون مسئول عنها شخص بعينه لكنني وجدت نفسي مسئولاً عن عمل وتنفيذ كل شيء بمفردي.