يبدأ عرض صيد الأحلام الذي تقدمه الفرقة القومية للعروض التراثية بتوزيع راوية العرض نهاد أبو العينين لورقات بخت صغيرة علي الحضور في قاعة مسرح الغد وبعد الحادث المأساوي الذي شهدته كنيسة الاسكندرية أخيرا أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة, تطالب الراوية الحضور يوميا بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الاسكندرية قبل البدء في رواية أحداث العرض الذي يلعب فيه خيال الظل والحكي دور البطولة. صيد الاحلام بطولة نهاد أبو العينين وأحمد بسيم ونشوي اسماعيل وشكري عبدالله ورضا حسنين وهشام علي ومحمد لبيب ونديم شوقي حجاب وبسنت عباس وديكور وملابس محمود حنفي وتأليف موسيقي هاني عبدالناصر وتصميم وتنفيذ عرائس لعزت حسني وعبدالحميد حسني وإضاءة محمد حسني وسينوغرافيا وإخراج محمد فوزي. وأحداث العرض مستوحاة من قصة فلسطينية عن صياد شاب يلجأ لعالم الاحلام هربا من الفقر والحياة الصعبة التي يحياها وفي هذا العالم يقع في حب فتاة جميلة بعد أن يرها ترقص عارية في الحلم ويقرر أن يخرج بها إلي الواقع حتي لا يفترق عنها ابدا, ويلجأ في هذا إلي الخليفة الذي يدله علي قارون الساحر ليساعده في تنفيذ طلبه, ولكن بعد أن يحقق الصياد علي مراده يصطدم بفتاة أحلامه في الواقع فلا يجد فيها ما كان يتمناه ويراه في الحلم. واعتمد المخرج محمد فوزي علي خيال الظل بشكل أساسي في العرض وطريقة التمثيل الاذاعي حيث يقوم الممثلون بتأدية أدوارهم من خلف شاشات العرض, ويقول المخرج محمد فوزي ان التمثيل هنا أصعب لأن الممثل عليه التعبير عن احساسه بصوته فقط, ويضيف عدد الشاشات البيضاء8 وتم تقسيم صور خيال الظل التي تمثل الحلم عليها حيث أن الخيال من انسب الطرق للتعبير عن الحلم الذي يراه علي الصياد وترويه الحكائة مع وجود شاشة كبيرة مزدوجة يستخدم الجزء العلوي منها في خيال الظل وفي بعض المشاهد الاقرب للواقع يظهر فيها خيال الممثلين بالحجم الطبيعي, بالاضافة إلي أن هذه الطريقة كسرت حاجز الزمن والملل الذي قد يصيب المتفرج من مشاهدة خيال الظل التقليدي علي شاشة واحدة كبيرة, وبحثا عن التنوع أيضا يشير فوزي إلي استخدامه نوعا اخر من فن العرائس في المشاهدة التي يخرج فيها علي من الحلم إلي أرض الواقع لمخاطبة الخليفة وهي العرائس الصغيرة التي يتم تحريكها بعصي مثبتة في الايدي والارجل وهي معروفة بكثرة في أمريكا اللاتينية, إلي جانب استخدام الفيديو بروجكتور في مشهد التحقيق مع علي من قبل جهة أمنية والذي أصاب الراوية بالرعب فلم تستطع التعبير عنه بالكلام, ويقول محمد فوزي انه يعتبر هذا العرض شكلا متطورا لمسرح خيال الظل تم دمجه مع الدراما واسلوب الحكي لتقديم القصة بطريقة مختلفة وشكل أحدث يواكب العصر الحالي, وبذلك يجمع بين خيال الظل الكلاسيكي الذي يعبر عن جزء من تراثنا وبين ما يمر به انسان العصر من أحداث.