كالعادة، وجرياً علي المتبع في مثل هذا التوقيت من كل عام،أعلن د.اشرف زكي رئيس قطاع الانتاج الثقافي والمشرف علي البيت الفني للمسرح حالة الطواريء القصوي استعداداً لبدء أعمال مهرجان المسرح التجريبي،الذي وضع فكرته وبذرته الأولي فاروق حسني وزير الثقافة،وعلي الرغم من عاصفة الهجوم التي يواجهها كل عام، والتي وصلت إلي حد وصفه ب "المهرجان التخريبي"،إلا أنه باق وقادر علي الصمود طالما بقي فاروق حسني في منصبه كوزير للثقافة، وحتي ذلك الحين اعتمد د.أشرف زكي خطة العروض التي تشارك بها فرق مسرح الدولة الثلاث: الغد والطليعة والشباب في الدورة ال 22 للمهرجان التي تنطلق فعالياتها مطلع أكتوبر المقبل،حيث تشارك الفرق الثلاث بأحد عشر عرضاً مسرحياً متنوعة المدارس والأفكار والاتجاهات والالوان الفنية، مما دفع "زكي" للاعراب عن تفاؤله بقدرة هذه العروض علي تحقيق انجاز في مهرجان هذا العام،لافتا إلي أهمية احتكاك شباب المسرح المصري بالتيارات الفنية العالمية . من ناحيته كشف المخرج ناصر عبد المنعم مديرالفرقة القومية للعروض التراثية (الغد) النقاب عن العروض الثلاثة التي تشارك بها الفرقة في الحدث، منوهاً إلي أنها تحمل في طياتها كل المقومات والملامح التراثية التي تعبر عن هدف وفلسفة الفرقة، وعلي رأسها " المولد " بطولة حمادة شوشة وهبة عصام وجيهان سرور ووائل الصياد، تأليف واخراج سعيد سليمان الذي قال عن العرض "هواستلهام حر للمولد بكل طقوسه وألعابه وموسيقاه معتمدا في ذلك علي شخصيات هامشية في المولد لكنها أبطال في العرض مثل الشحات والعبيط والغازية والمهرج" مشيرا الي انه سيقدم من خلال العمل الموسيقي والآلات الشعبية والإنشاد الديني والرقص بمختلف أنواعه الصوفية والشعبية. أما ثاني العروض فهو "دعاء الكروان " المأخوذ عن رواية عميد الأدب العربي د.طه حسين ،والعرض دراماتورج رشا عبد المنعم وإخراج كريمة بدير وبطولة رجوي حامد وهايدي هاني وهاني حسن و منة الهندي والبطولة الغنائية لمنة بدير وأحمد سلام وهاني السيد ومحمد سيد وديكور محمود حنفي وموسيقي أحمد سلام وتقول مخرجته:"أنا في الأصل راقصة ومصممة رقص حديث لهذا عالجت القصة من خلال الدراما الحركية مع قليل من الحوار المنطوق". وضمن العروض أيضاً تشارك رشا عبدالمنعم كمؤلفة لعرض "صيد الاحلام" المستوحي من حكاية شعبية فلسطينية يلعب ادوار البطولة فيها نهاد أبو العينين ومحمد لبيب وعبد الحميد حسني ورشا حسنين ونديم شوقي حجاب وديكور محمود حنفي وموسيقي هاني عبدالناصر من إخراج محمد فوزي، الذي يصف عمله بانه زيارة لعوالم الحلم الثرية بالافكار والاحباطات والرغبات، من خلال صياد تزوره فتاة في الاحلام ويقع في غرامها ويحاول عبر السحر اخراجها من عالم الاحلام الي الواقع المعاش، ويطرح العرض تساؤلاً عما إذا كانت الأحلام تسكننا أم نحن الذين نسكنها . ومن جانبه اعتبر المخرج هشام عطوة مدير فرقة مسرح الطليعة ان تقديم عروض قادرة علي المنافسة في التجريبي جزء من خطة الفرقة وفلسفة عملها مشيرا الي ان التجريب والطليعية وجهان لعملة واحدة وقال "عطوة" أن مسرح الطليعة يقدم أربعة عروض مسرحية هي : "أحدب نوتردام" إخراج محمد علام (رؤية جديدة اعدها محمود جمال عن نص فيكتور هوجو الشهير يتم تقديمه بشكل مختلف،حيث يقوم ثمانية أشخاص بحكي المسرحية بثماني لغات مختلفة مع تقديم شخصية الأحدب من خلال وجهي الطيب والقبيح ) و"آخر حكايات الدنيا" إخراج محمد الدرة (حفيد اعتاد سماع الحواديت من جده وعندما يموت يحاول أن يقلده في الحكي يفشل لأنه إعتاد علي الإستماع فقط ) و"حكمة القرود" لمحمد مرسي التجريب في شكل الكتابة الاقرب الي السيناريو السينمائي والاعتماد علي الحركة مع تقليل الحوار،فضلا عن تحول الممثل الي حيوان ثم عودته مرة اخري اثناء التشخيص) و"آنا كرستي " تأليف يوجين يونيل وترجمة وإعداد أسامة نور الدين وإخراج أحمد رجب (أب يترك ابنته سنوات طويلة دون أن يعلم عنها شيئا وعندما تعود يكتشف أنها تعمل بائعة هوي) ووصف "عطوة" العروض بانها تشهد حالة تنوع واضحة حتي في نوعية التجريب الذي تقدمه. وعلي اكثر من خشبة تمتد بروفات عروض فرقة الشباب علي مدار 12 ساعة يوميا استعدادا للمهرجان التجريبي، حيث تسعي للمشاركة باربعة عروض مسرحية جديدة يشير إليها المخرج شادي سرور مدير الفرقة بقوله :"قائمة العروض تضم : "صحراوية" للمخرجة عفت يحيي و"المطعم" لأكرم مصطفي و"قداس جنائزي لموتسارت" لمحمد ابو السعود و"شيزلونج" للمخرج محمد الصغير، وقد تم اختيار مخرجي العروض الاربعة علي اساس التنوع سواء في الفكر او فيما يتعلق بكونهم اعضاء في الفرقة أو مخرجين متميزين من الخارج اثبتوا وجودهم في الحركة المسرحية، حيث يقدم المخرج اكرم مصطفي مسرحية "المطعم" المأخوذة عن نص "مطعم القردة الحية" للكاتب التركي غونكور ديلمن وتناقش قضية فرض هيمنة الغرب علي الشرق في اطار من الفانتازيا.. بينما يتناول عرض "صحراوية" قضية قهر المرأة من خلال سبع شخصيات نسائية تمثل عصوراً مختلفة. أما عرض "قداس جنائزي لموتسارت" فمأخوذ عن مسرحية قصيرة كتبها الروسي الكسندر بوشكين تخليدا لذكري "موتسارت" بعنوان "موتسارت وساليري" تحولت في السينما الامريكية الي فيلم يحمل اسم "أماديوس"،وتتناول قصة موت احد عظماء الموسيقي وهو فولفجانج أماديوس موتسارت ويصور بوشكين المؤلف الموسيقي انطونيو ساليري قاتلاً لموتسارت نتيجة حقده وغيرته من نجاحه وشهرته. . أما عرض "شيزلونج" فهو نتاج ورشة "حلم الشباب" وتدور احداثه داخل مصحة للامراض النفسية والعصبية تضم نماذج مختلفة من البشر.