حماية الكنائس مسئولية جميع المصريين (1) - ارتفع قداسة البابا فوق الأحزان، وخرجت الكلمات من فمه هادئة ضعيفة، ولكنها كانت مثل النسمات الباردة التي تطفئ النيران، وتلطف مشاعر الغضب والثورة. - انتصر قداسة البابا للعقل ومصلحة الوطن، في مواجهة دعاوي الغضب والفرقة والتشرذم، ووضع النقاط فوق الحروف، لضرب المزايدات المغرضة التي تحاول الخروج بالحادث الإرهابي عن إطاره. - انتبهوا أيها الغاضبون والمتظاهرون، فمصر هي المستهدفة، وهذا ما يريده الإرهابيون بالضبط، أن تتفتت وحدة الأمة، ويقف أبناء الوطن الواحد علي طرفي المواجهة. (2) - استقرار الوطن هو الدرع الذي يحمي جميع أبنائه، ويصون حياتهم وممتلكاتهم، ومن يهز هذا الاستقرار، فهو يضرب ميثاق التعايش والتآخي الذي يربط مسلمي مصر وأقباطها. - لو جاءوا بجيوش الأرض، فلن يحمي مصر إلا أبناؤها، ولن يدافع عنها إلا شبابها، أما هؤلاء المتربصون بها، فلا يضمرون إلا شراً، ويظهرون كالثعالب الماكرة. - المسلم يعيش مع المسيحي في نفس الشارع والبيت ويجلسان معاً علي نفس المقهي ويركبان الأتوبيس، فكيف نحمي هذا من ذاك، وهل يمكن وضع حراسة مشددة حول كل واحد منهما؟ (3) - ارتفع قداسة البابا فوق الأحزان، وأكد بصوت عالٍ أن أقباط مصر سوف يحتفلون بعيد الميلاد، وسوف تفتح الكنائس أبوابها لاستقبال إخوانهم المسلمين للتهنئة بالعيد المجيد. - في كل كنيسة يجب أن يقام قداس، وأن ترتفع الترانيم خفاقة في السماء، تحمل عبق مصر وتسامحها وقوتها وشموخها، مصر الواحدة التي تقف علي قلب رجل واحد. - حماية الكنائس مسئولية المسلمين، لأن دور العبادة لها كل القدسية والاحترام، ومن يعتدي عليها كمن يعتدي علي مسجد، ويجب أن تقطع ذراعه التي تهددها بسوء. (4) - قداسة البابا كان في أوج تألقه، وهو ينتقل من قضية لأخري بروح وطنية خالصة، تعي جيداً أن أقباط مصر هم جزء من نسيجها الوطني الذي يضرب في أعماق التاريخ. - كشف النقاب عن العناصر المندسة التي استثمرت الغضب للحديث باسم الأقباط، أنهم نفس المحتقنين والمهيجين الذين يتظاهرون في شوارع القاهرة، يندسون وسط الأقباط. - «لهم أهداف خاصة» هكذا وصفهم البابا، وبعضهم حاول استخدام العنف وتهييج المشاعر والخواطر، والوصول بالمظاهرات إلي نقطة صدام دموي. (5) - الجانب المضيء في الحادث المأساوي هو ثورة الغضب التي اجتاحت مصر كلها ضد الحادث الإرهابي الجبان، وانضم المسلمون إلي إخوانهم المسيحيين للتعبير عن الإدانة والاستنكار. - «عدو مشترك»، يجب أن يتصدي له الجميع، أما أن تخرج المظاهرات التي ترفع شعارات وهتافات تتجاوز الأدب والقيم وتستخدم العنف، فمثل هذه التصرفات لا تخدم إلا هذا العدو. - «البلد بلدنا جميعاً، والضرر ضرر لكل واحد فينا».. ووجه البابا حديثه للشباب مشدداً علي ضرورة الابتعاد عن التصرفات الخاطئة وألا يتركوا سبباً يجعل الغير يتدخل في أمورهم. (6) - «رب ضارة نافعة»، وحادث كنيسة القديسين يجب أن تكون نقطة فاصلة، تبدأ بعدها المواجهة الضارية والشاملة مع كل صور التطرف التي ابتليت بها البلاد. - التطرف الفكري والتلوث الإعلامي ودعاة الفتنة والفرقة، فأمن الوطن فوق كل شيء، أما هؤلاء الذين يلعبون بالنار، فيجب التصدي لهم بمنتهي القوة والحزم. - لا وقت نضيعه في الجري وراء الشعارات البراقة والخطب الحماسية، وأن تبدأ علي الفور حملة تطهير الأجواء من كل صور وأشكال التطرف. (7) - جاءت الفرصة علي طبق من ذهب لفتح كل الملفات وتطهير كل الجراح، تحت مظلة «بيت العائلة المصرية» التي طرحها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لتكون بداية المواجهة. - عقلاء المسلمين والأقباط يجب أن يقودوا الأمة، وأن يرسموا طريقها إلي المستقبل، وأن يسحبوا السجادة من تحت أقدام المتطرفين والمشعوذين وأصحاب الأجندات الخارجية. - البداية هي احتفالات ليلة 7 يناير، مصر كلها تهنئ الأقباط بعيدهم وتقول لهم إنه مصاب مصر كلها.. وكل سنة وأنتم طيبون. E-Mail : [email protected]