أكد قداسة البابا شنودة الثالث ان بعض التيارات والقوي السياسية ركبوا موجة تظاهرات الاقباط بعد الحادث الاجرامي الاخير وقال قداسة البابا ان هؤلاء اشتركوا في الهتافات مع المسيحيين ولكن أسلوبهم غير أسلوب المسيحيين وقيمهم غير قيم المسيحيين وأكد قداسته إندساس عناصر داخل هذه المظاهرات وهي لها اتجاهات خاصة لذلك صدرت منهم هتافات وتجاوزات تبعد عن كل الأدب والقيم وجاءوا بأمور لا نرضي عنها ولا يمكن ان تصدر عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالقيم والخلق الجميل بل ان بعضهم حاول استخدام العنف وهذا ليس من أسلوبنا. من أجل هذا وأكد قداسة البابا ان هناك عناصر أندست وتكلمت باسم الاقباط وهم بعيدون عن الأقباط وعن قيم الاقباط ونحن لا نقر هذا الفعل جاء ذلك في حوار قداسة البابا مع الاعلامي عبد اللطيف المناوي في برنامج لقاء خاص والذي أذيع علي التليفزيون المصري في أول لقاء له بعد الحادث الاجرامي علي كنسية القديسين بالاسكندرية وأكد البابا أنه سيحتفل بعيد الميلاد المجيد لان ميلاد المسيح هو حدث هام ولولاه ماصرنا مسيحيين وعدم الاحتفال به معناه أننا غير متدينين من جهة ونصعد مع الدولة من جهة أخري ووصول الامر الي منطقة خطرة ولا توصل الي نتيجة وهذا نوع من الاحتكاك مع الدولة وهذا معنا أننا يحكمنا الغضب وليس الحكمة والعقل نعم نعترف ان هناك مشاكل للأقباط نحتاج الي حلها ولكن هذا يكون علي مدي زمني تحل فيه الامور لان مثل هذه الامور تحتاج الي دراسة كما انه ليست بهذه الطريقة التي تحل بها الأمور. ووجه البابا نداء لأقباط المهجر قائلا ينبغي ان يكون لكم للكنيسة الأم سياسة واحدة كما وجه كلمة لأبناء الوطن قائلا البلد بلدنا كلنا والخير فيها خير لنا جميعا والضرر لنا ضرر لنا جميعاً. وناشد البابا أبناءه قائلا المشاكل كلها تحل بالهدوء والحكمة وليس بالهياج والتظاهرات وليس معني هذا كبت المشاعر ولكن هناك بعض الاخطاء تعطل قضيتنا بما يحدث. وأشار البابا الي ان لقاءه بشيخ الازهر كان مثمرا وكان للتعزية والتفكير في تكوين ما يسمي بالعائلة المصرية وأضاف البابا ان اكثر من عشرة وزراء من وزراء الحكومة قدموا لنا التعازي كما أنني تلقيت تعازي كثيرة من المسلمين والبلد كلها شعرت بالكارثة يعني وحدت بين المسلمين والمسيحيين ولم يحدث صدام بينهما بل علي العكس كثير من المسلمين انضموا الي المسيحيين في تعبير واحد وعلي رأي المثل الشعبي »اللي بيتغذي بأخويا ممكن يتعشي بي« هناك أمور تريد زلزلة هذا البلد والعبث باستقراره وسلامه الاجتماعي نحن لا نريد ذلك واعترف البابا بأن كل المسئولين يبذلون جهودا كبيرة لتتبع الجريمة ومرتكبيها والمحرضين عليها وهذا جهد مخلص نشكرهم عليه كما نشكر الاطباء والقطاع الطبي لتوفير كل الامكانيات حتي الاسعاف الطائر والبلد كلها تتكاتف وتحاول الخروج من هذه المشكلة.. وقال قداسة البابا ان كلمة المواطنة جميلة ولكن كثيرا من الناس لا يفهمون ما هي المواطنة ومن رأيي ان كل إنسان في مصر يتمتع بكافة الحقوق بلا توافق أو تميز ولكن الناس يتفننون بهذه الكلمة دون تفعيل لها وحول تجمع أبناء الوطن كله في صف واحد قال قداسة البابا أن السلطة لابد ان تكون شريكا والا فالبعض سيلجأ الي الهياج للمطالبة بحقوقهم لذلك لابد ان يجتمع الجميع والعمل علي حل جميع المشاكل. وأشار قداسة البابا الي أن الوحدة الوطنية لابد أن تكون وحدة مشاعر وعمل وفكر حتي تتجسد بصورة اكبر كما أنه لابد من وحدة الاحزاب السياسية بحيث لا يكون هناك اتجاه هو اتجاه معاكس له وأضاف البابا بأنه من الممكن البناء علي هذا التوحد والذي صنعته الكارثة بشرط الا يكون توحدا مؤقتا ونحتاج الي تفاهم بين أبناء الوطن ويشترك فيه كل الفئات بما فيها الاعلام بكل صوره.