أكد الصادق المهدي زعيم حزب الامة السوداني أن الحرب قابلة للاشتعال في أي وقت بالسودان في أكثر من منطقة توتر لكنه استبعد أن تكون هناك حرب بين الشمال والجنوب ويوافق عليها كل من الرئيس عمر البشير ونائبه سيلفاكير لأنهما يعرفان أنهما مراقبان من كل مكان في العالم. وقال المهدي في حوار ل"روزاليوسف" إن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب عززت من فرص الانفصال وإن الانتخابات الأخيرة زادت الطين بلة في السودان وزادت من حالة الاستقطاب السياسي والقطيعة بين الحكومة واحزاب المعارضة. بداية كيف تقيم الإجراءات والترتيبات الخاصة بالاستفتاء حتي الآن؟ - المهم أن يكون الاستفتاء حرا ونزيها وأن يحسم الطرفان القضايا الخلافية، وهذه القضايا لن تنتهي إلي حل إلا إذا تم اسناد إدارة الاستفتاء إلي جهة محايدة تضم دولا معينة تحت مظلة الأممالمتحدة لأن أي جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها. ولماذا لم يلجأ السودان إلي هذه الآلية التي تقترحها؟ - للأسف حتي الآن الاسرة الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة غير مهتمة بنوع الاستفتاء ولا يعنيها سوي شكله الظاهري فقط وهو ما أراه سيناريو كارثيا علي السودان، فالمجتمع الدولي يسعي إلي الظهور في شكل المؤيد للجنوب أمام الرأي العام الأمريكي الذي يطالبه بذلك وتشكل بالاضافة إلي إسرائيل «لوبي» ضاغطاً وبقوة علي الجنوبيين لفصلهم. وكيف تري الوضع إذا بقيت إدارة الاستفتاء علي ما عليه الآن؟ - كما قلت فإن أي جهة سودانية ستشرف علي الاستفتاء سوف يطعن في نزاهتها، ثانيا: فإن الاستفتاء "المضروب" أيا كانت نتائجه سوف يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل من السودان "جبل مغناطيس" يجذب إليه كل قضايا وتناقضات المنطقة سواء فيما يتعلق بنزاعات القرن الأفريقي أو حوض النيل أو قضايا الشرق الأوسط ونزاعات غرب أفريقيا. الواقع في الجنوب يسير إلي الانفصال. كيف تري الوضع مع هذا الخيار؟ - إذا جري الاستفتاء في جو صحي ونزيه وتمت معالجة القضايا الخلافية بالتراضي سينهض السودان، أما إذا كان الاستفتاء غير ذلك ستنفجر براكين قتالية في الشمال والجنوب وبينهما. المؤتمر الوطني يعتبراتفاقية نيفاشا انجازا أوقف سنوات مريرة من الحرب بين الشمال والجنوب؟ - الاتفاقية شابتها عيوب جسيمة فرغم أنها أكدت علي أن الوحدة خيار جاذب ولكنها في الواقع عززت من فرص الانفصال بموجب بروتوكولين أولهما بروتوكول ميشاكوس الذي قسم السودان علي أساس ديني مما خلق استقطابا.. وثانيهما بروتوكول تقاسم الثروة الذي خصص للجنوب 50% من إيرادات بتروله مما جعله يتطلع لأن يحتفظ بكل إيراداته فيما بعد. وما تقييمك لأداء الحكومة في فترة الحكم الانتقالي؟ - زادت الطين بلة وعززت الاستقطاب بسبب التباين الأيديولوجي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حيث يري الاول العودة إلي "الإسلامو عروبي" والثاني يتطلع إلي "علمانو افريقي". خضت الانتخابات الماضية علي مقعد الرئيس ثم انسحبت منها. كيف تقيم تلك الانتخابات؟ - الانتخابات جرت في أجواء تشبه الحرب الباردة بين شريكي الحكم وبموجبها سيطر المؤتمر الوطني في الشمال علي 90% وبنفس النسبة سيطرت الحركة الشعبية في الجنوب مما جعل كل منهما يتهم الآخر بالتزوير. وما مردود نتائجها علي الخريطة السياسية في السودان؟ - الانتخابات شوهت الجسم السياسي السوداني لأنها أدت إلي مزيد من الاستقطاب بين الشريكين كما أدت إلي مزيد من الجفوة بين المؤتمر الوطني والقوي السياسية الأخري ومنذ ابريل 2010 الذي جرت فيه الانتخابات تدهور الوضع في دارفور، كما تعد النتيجة السلبية الأبرز لهذه الانتخابات أنها ألقت بظلالها علي الاستفتاء علي اعتبار أنها أكدت أن من يسيطر علي جهة سوف يتحكم في عملية التصويت بها. من وجهة نظرك هل يمكن انجاز القضايا العالقة بين الشريكين؟ - كما قلت لن يتحقق الرضا التام لنتيجة الاستفتاء إلا بإشراف جهة محايدة حيث إن المفوضية منقسمة علي نفسها وهناك خلاف حول كيفية تصويت الجنوبيين في الشمال والخارج كما توجد مشكلات أخري جسيمة قبل الاستفتاء تتعلق بالجنسية والعملة ووضع الوحدات المشتركة المدمجة. ماذا عن مشاكل ترسيم الحدود؟ - اتفاقية 2005 نصت علي ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بعد 6 أشهر من توقيعها، ورغم انتهاء الترسيم الفني إلا أن هناك مشكلات سياسية قابلة لاشعال الحرب في أي وقت غير أن شخصية كل من الرئيس عمر البشير ونائبه سيلفاكير ليستا "مارشالية " فهما لا يفكران في الحرب وجديان في تجنبها لانشغالهما بمصالح الحكم كما أن السودان تحت نظر العالم وكل من الطرفين يدرك أن سكناته قبل حركاته محسوبة عليه. الشئون العربية بالشوري تحذر من انفصال جنوب السودان.. وتصفه بالخطر علي الأمن المصري حذرت لجنة الشئون العربية والأمن القومي من خطورة انفصال جنوب السودان عن شماله وأجمع النواب علي خطورة ذلك علي أمن المنطقة العربية بشكل عام، كما دعا المشاركون في الاجتماع الذي نظمته اللجنة لمواجهة الإرهاب والتصدي له باستخدام جميع المداخل التشريعية والثقافية. قال ناجي الشهابي: انفصال جنوب السودان عن شماله ضربة قاصمة للأمن القومي المصري داعيًا للاهتمام بالبعد الإفريقي خاصة دول حوض النيل واعتبر محسن عطية عضو المجلس تقسيم السودان احياء لمشروع الشرق الأوسط الكبير لتفتيت المنطقة، وأشار د.رفعت السعيد لأهمية عدم إهمال العلاقات مع دول حوض النيل. ودعا النواب لضرورة التصدي للإرهاب بالقانون مهاجمين ما أسموه بالأجندة الخارجية التي تستهدف تفتيت النسيج الوطني.