نعم علينا توقع المزيد من عمليات التجسس من قبل الصهاينة ليس فقط علي مصر وإنما علي كل البلدان والأقطار العربية بل والإسلامية فكل الحقائق والمعطيات تؤكد أنه لن تكون الأخيرة تلك العملية المتهم فيها أحد الشباب الذي ينتمي إلي أدني الطبقات الاجتماعية والتي تكشف سيرته الذاتية أنه كان يحمل إمكانيات تؤهله لممارسة عمل شريف بعيد عن الخيانة والتجسس بالاشتراك مع ضابطي الموساد الصهيوني بل وتم تكليف هذا الشاب الخائن لوطنه ولأمته بتجنيد العديد من ذوي المهن المختلفة في بعض البلدان العربية المرتبطة في حدودها مع الكيان الصهيوني. نقول: إن هذه العملية من التجسس لن تكون الأخيرة لعشرات العوامل ولتوافر الظروف الداعمة والمساندة للقيام بهذه العمليات والتي يمكن تحديدها في صنفين من العوامل وهما: 1- عوامل ترتبط بالكيان الصهيوني فالصهاينة طبعا وطابعا يعتمدون علي الخيانة والتجسس وهم يدركون جيدا أنهم يشكلون العدو الأول للأمة العربية وأنه الكيان السرطاني الذي تم غرسه في جسم الأمة العربية بفعل التآمر الاستعماري علي الأمة العربية ولتخليص أوروبا من شرورهم وتآمرهم وخيانتهم. كما أن الكيان الصهيوني تأسس - كما يقول الخبراء والمحللون - علي فكرة التخابر خاصة علي مصر والتي تشكل هاجساً أمنيا للصهاينة ومن ثم تزايد عمليات التجسس عليها ولقد شهدت مصر منها العشرات منذ قيام الكيان عام 1948 وكان من المتوقع أن تخف هذه العمليات بعد اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام عام 1978 ولكن حدث العكس حيث تزايدت هذه العمليات خاصة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي وما تلاه من عقود وحتي اليوم: ففي عام 1985 وكما هو معروف تم الكشف عن شبكة تجسس تم تجنيدهم من قبل الصهاينة وكانوا ضمن أحد الأفواج السياحية وفي عام 1986 تم القبض علي شبكة تجسس من الباحثين والعاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة كما تم ضبط - وفي العام نفسه - عدد من الجواسيس في شرم الشيخ وأيضا وفي عام 1987 وفي شرم الشيخ أيضا تم ضبط شبكة تجسس من سياح الصهاينة. وعلي مستوي تجنيد بعض العملاء والخونة ممن ينتمون زورا وبهتانا إلي مصر التاريخ والحضارة وفي هذا المجال لا يمكن أن ننسي القبض علي جاسوس مصر في عام 1990 وحدث في أعوام 1992، 1996، 1997 الكشف عن العديد من هؤلاء العملاء والخونة ولا يمكن أن ننسي العميل شريف الفيلالي عام 2001 والطالب الأزهري كندي الجنسية والذي تم القبض عليه عام 2007 وتم الحكم عليه بالسجن 15 عاماً وأخيراً وليس آخراً القضية التي وقع فيها الشاب المصري وماتزال منظورة أمام القضاء. وهذا ينقلنا إلي الصنف الآخر من العوامل وهو: 2- عوامل تتعلق بالداخل المصري والعربي بصفة عامة حيث بدأت عمليات تزييف الوعي من قبل بعض وسائل الإعلام وقيام العملاء ودعاة التطبيع بتجميل وجهة الصهاينة وأن هذا الكيان السرطاني أرض الحرية والديمقراطية مما كان له تأثيره في هجرة العديد من الشباب المصري والعربي لهذا الكيان بل والتغني بثقافته والتفاخر بالجنسية الإسرائيلية ومن هؤلاء يسعي الصهاينة إلي تشكيل الخلايا السرية والعملاء والجواسيس. ومن العوامل أيضا اختراق الصهاينة لكل البلدان العربية بفعل عمليات التطبيع علي جميع المستويات وفي كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية بل ومن المخجل والمخزي أن هناك من البلدان العربية من تدعي مقاومة التطبيع وهي تمارسه في كل مجالاته وفي نطاق أكثر اتساعا وخطورة. كما أنه من الصعب تجاهل الظروف المجتمعية والاقتصادية التي يعيشها العديد من الشباب وتدفع بالعديد من فاقدي الولاء والانتماء للوطن للوقوع فريسة للعمالة والخيانة. عشرات العوامل التي تؤكد أنه من المتوقع وقوع المزيد من عمليات التجسس وما علينا إلا مواجهة هذه العمليات ومقاومة العوامل التي تدفع للقيام بها وفي هذا المجال التحية والتقدير للمخابرات المصرية ذات التاريخ العريق وذات السمعة الدولية التي تليق بمكانة مصر ودورها في تأمين الأمة العربية والحفاظ علي أمنها القومي.