انفجرت أزمة مياه الشرب في جمهورية أيرلندا الشقيقة. يعيش الألوف بدون مياه نقية منذ أيام طويلة.. وصور العطاشي تتناثر علي الشاشات في كل المحطات بطريقة توجع القلب.. ولست أدري لماذا لم يستقل وزير الإسكان أحمد المغربي حتي الآن؟! ما يجري في أيرلندا.. البلد الذي كان واعدًا حين زرته قبل أربع سنوات.. ولمست نهوضه.. والإقبال الاستثماري عليه من مختلف أنحاء العالم.. والطفرة التي حققها في مجال صناعة المعلومات.. ما يجري هو أمر لا ينبغي السكوت عليه.. ولابد للمعارضة في مصر أن تتخذ موقفًا قاسيا تجاه الحكومة المصرية التي لم توفر المياه لهؤلاء المحتاجين لها.. الحل ببساطة أنه لابد أن يستقيل المغربي. صورة الأيرلنديين المتقدمين وهم يقفون طوابير أمام صنابير المياه تهز المشاعر.. وتثير التعاطف.. لا يمكن لأحد من المسئولين في مصر أن يتخذها مبررًا لكي يقول إن الأزمات في الخدمات تحدث في كل أنحاء العالم.. وحتي في الدول المتطورة.. ولابد أن نعاقب الحكومة المصرية.. وأن نسلخها وبعد السلخ نشفيها وبعد التشفية نقطع أوصالها قطعة وراء قطعة.. إذ حتي لو كانت قد تمكنت من السيطرة علي احتياجات المياه النقية في مصر.. لابد أن تساءل عما يجري في أيرلندا. لو كان برنامج «القاهرة اليوم» علي قيد الحياة الآن لكان قد فضح هذه الكارثة.. ووجه اتهامات محددة لكل مسئول في الدولة.. وتغني طويلاً وندب كثيرًا وأبكانا مريرًا علي ما يجري في المحافظات الأيرلندية التي تعاني.. وذكرنا بمأساة الحكم فيها.. وأكد لنا أن المشكلة في «بكوات الحزب الوطني» الذين لا يشعرون بالناس.. ولا يلمسون معاناتهم.. وينامون دون أن تؤنبهم ضمائرهم.. هذا طبيعي جدًا.. فما يجري في أيرلندا لا يمكن السكوت عليه والصمت تجاهه. والواقع أنه لا ينبغي أن يستقيل وزير الإسكان وحده.. لابد أن تستقيل الحكومة كلها.. ذلك أن المعاناة في إيطاليا أيضاً أظهرت كما تقول الدراسات الموثقة والأكيدة.. أن ربع الإيطاليين لا يمكنهم أن يواجهوا أي مطالبة بمصروفات طارئة.. يعني إذا كان مطلوبًا منهم فورًا دفع 750 يورو فإنهم لن يقدروا.. فقر حقيقي.. وهذا يكفي سببًا لكي نطيح برئيس الوزراء أحمد نظيف. وما يؤكد وجود ذلك هو أن هناك دراسات أخري صادرة عن جهات دقيقة تقول إن عشرة في المائة في إيطاليا هم الذين يملكون نصف ثروة البلد.. أي تفاوت طبقي حاد.. وعدالة منعدمة.. واحتكارات.. وثروات.. وسرقات.. وجوع.. وضياع.. وانهيارات.. وصقيع.. وبشر لا يجدون شيئًا بينما الأغنياء يرفلون في النعيم المقيم. استقل يا دكتور نظيف.. فورًا لو سمحت. ولست أدري لماذا يسكت النظام علي هذه الحكومة وقد وصل الحال إلي هذا الدرك الأسفل في إيطاليا وفي أيرلندا.. كيف يسكت إذا كان أكثر من ربع الإيطاليين يعيد بيع هدايا أعياد الميلاد التي يتلقاها في هذه الأيام.. وأقل منهم قليلاً يفعلون ذلك في فرنسا وألمانيا.. ما يعني أن الغلابة في أوروبا لا يمكنهم الاحتفاظ بما يحصلون عليه من هدايا في الكريسماس.. وهذه مأساة.. سببها فوز الحزب الوطني بأغلبية مجلس الشعب باكتساح وخروج الإخوان منه. هذه أوضاع لا يمكن أن نتغافل عنها.. خصوصًا إذا كان في الصين 600 مليون شخص تحت خط الفقر. والأهم لأن جدة غرقت بالأمس في مياه الأمطار لأنه لم يحدث إصلاح حقيقي للبني التحتية بعد مأساة العام الماضي.. كما أن مشكلة الاحتجاجات في تونس تظهر إلي أي مدي تضغط أوضاع البطالة علي حكومتنا غير الرشيدة.. وزد علي ذلك مشكلة الحصول علي شقق من الدولة تلك التي فجرت احتجاجات أخري في الجزائر.. ألم أقل لكم إن علي الوزير أحمد المغربي أن يستقيل. الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net البريد الإليكترونى: [email protected]