يعيش أكثر من 25 ألف نسمة بقرية «العوني» بالفيوم مأساة حقيقية مع المياه الجوفية التي تهدد منازلهم بالانهيار منذ 5 سنوات دون تحرك من المسئولين.. وتتبع قرية «العوني» مركز يوسف الصديق، وتبعد عن مدينة الفيوم حوالي 40 كيلو متراً.. ولأن أغلب سكانها الفقراء الذين يعتمدون علي الصيد من بحيرة قارون كمصدر رزقهم الوحيد، فإن منازلهم من الطوب اللبن لتظهر القرية كأنها «حوش كبير» يتوسطه مجموعة من المنازل القديمة التي أوشكت علي الانهيار بسبب المياه الجوفية، التي وصل ارتفاعها إلي نصف متر في بعض المنازل. رشاد محمد صابر - مزارع - يؤكد أن أبناء القرية دفعوا ضريبة ضعف نائبهم الإخواني في الدورة الماضية لمجلس الشعب الذي تجاهل غرق أكثر من 100 منزل، مطالباً بسرعة إنقاذ القرية. ويضيف محمد علي عبد العليم - محام - أنه قام بشراء 20 حمولة تراب لردم منزله الذي غرق في المياه الجوفية، متسائلاً لماذا قام المسئولون بالمدينة بتوفير الخدمات لقرية «كحك» التي تجاور قريتهم دون النظر إلي قرية «العوني». وتشير منازل عزيز إبراهيم - ربة منزل - إلي أنها أصبحت بلا مأوي بعدما أغرقت المياه الجوفية منزلها بالكامل، حيث انهارت الحوائط وأصبح المنزل الذي تقيم فيه هي وأولادها عبارة عن بحيرة من المياه لا تصلح إلا لتربية الأسماك. وتكمل أنها تقوم هي وبناتها «بنزح» المياه بعد أن فشلت كل سبل ردم أرضية المنزل والذي كلفها مئات الجنيهات دون جدوي. ويؤكد حسن سلطان موظف بمحكمة أبشواي أنهم ملوا من وعود المسئولين بهدف منحهم الأمل الذي طال لأكثر من عامين، موضحاً أن أغلب منازل القرية أصبحت آيلة للسقوط وعلي مرأي مسئولي الوحدة المحلية وهيئة مياه الشرب. وعلق د. ماهر والي عضو مجلس الشعب عن الدائرة بأنه سيسعي خلال الفترة القادمة لوضع خطة عاجلة لتنفيذ شبكة الصرف الصحي وخاصة أن هناك العشرات من المنازل انهارت بالفعل والبعض الآخر مهدد، مشيراً إلي أنه من غير المعقول أن تتمتع القري المجاورة بخدمة الصرف الصحي وتحرم منه قرية «المناعي». أما د. جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم.. فأعلن أنه سيتم تنفيذ شبكة الصرف الصحي بداية العام القادم واعتماد مبلغ 4 ملايين جنيه لهذا الغرض فور ترسية المشروع علي إحدي الشركات.