تحدثت عن الأحزاب السياسية ودورها المتقاعس في الحركة السياسية المصرية، خاصة بعد أن أفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن فوز ضئيل لتلك الأحزاب وبعضها لم يحصد صوتاً واحداً، وذلك يعتمد أساساً علي شخصيات بعينهااستطاعت أن تحصد أصوات بعض الدوائر لعلاقاتها الشخصية وسيرتها الذاتية بعيداً عن برامج بعينها تقدم بها النائب عن حزب من الأحزاب التي دخلت معركة الانتخابات، ولعل القارئ للتاريخ يجد أن لا حزب سياسياً يأتي بقرار حكومي، حيث الحزب الشعبي هو من يشكل بإرادة شعبية، وينشأ من تجمع مصالح شعبية أيضاً وسياسية، ويصبح الحزب علي المحك، حينما يمتلك برنامجاً ويمتلك حلولاً لمشاكل الوطن في كل مناحي الحياة. وحتي في الحالة المصرية، وهي عودة الأحزاب إلي الحياة السياسية بعد توقف زاد علي خمسين عاماً. منذ قرار حل الأحزاب السياسية عام 1952-وعودتها عام 1978 علي هيئة منابر تمثل اليمين واليسار والوسط ثم عودة الأحزاب، وترك الباب مفتوحاً للانضمام وكان علي رأسهم حزب الوسط (الحزب الوطني الديمقراطي) واليمين (حزب الوفد الجديد)، واليسار (حزب التجمع)، وتولي الرئيس "محمد أنور السادات" رئاسة حزب الوسط وتولي حزب الوفد "فؤاد باشا سراج الدين"، وحزب التجمع تولاه "خالد محيي الدين" (أحد ضباط ثورة يوليو)!! واستطاع الحزب الوطني الديمقراطي ولوجود الرئيس "السادات" علي رأسه أن يستقطب أغلب المصريين المعنيين بالعمل العام، وأيضاً المؤمنين بمسيرة الرئيس "السادات" ورؤاه للحرب والسلام والتنمية والانفتاح. وفي عهد الرئيس "محمد حسني مبارك" منذ عام 1981 زادت الأحزاب السياسية من أربعة أحزاب إلي أكثر من عشرين حزباً سياسياً، لا يستطيع أحد أن يذكر أسماءها جميعاً، ومن خلال التجارب في الحياة السياسية المصرية، فقد أثبتت بأن هذه الأحزاب، غير قادرة علي اجتذاب جماهير أو تشكيل قواعد شعبية ذات أوزان أو تكتلات للأصوات أثناء مجريات أي انتخابات عامة، وظلت تظهر علي الساحة قبل أي مناسبة انتخابية ببعض شهور تعد علي أصابع اليد الواحدة و لكي تهاجم الحزب الوطني الديمقراطي، ولا تقدم بديلاً عما يقدمه حزب الأغلبية، وربما الشيء الوحيد الذي قد هز ذلك المشهد، هو الانتخابات المحترمة التي تمت في الهيئة العليا لحزب الوفد، ومجيء الدكتور "السيد البدوي" رئيساً للحزب بعد الأستاذ "محمود أباظة"، والحركة التي بدأت تدب في أوصال هذا الحزب، بمجموعة انضمامات جديدة أظهرها إعلام الحزب علي أن هناك تغييراً يتم وأن هناك حزباً شعبياً يتشكل، إلا أن ذلك لم يظهر له نتائج إيجابية في التجربة التي خاضها الحزب في الانتخابات البرلمانية بعد عدة شهور من هذا التبديل الجوهري في مؤسسة الحزب. ولعل حزب الوفد- قد أصبح حزباً جديداً بعد تعديل هيكله. وللحديث بقية.........!!