مصطفي أبو العزائم رئيس تحرير أخر لحظة عصر الأربعاء بدأ حوار امتد إلي ما قبل مغرب نفس اليوم بين كاتب هذه الزاوية والزميلين الأستاذ أحمد إمبابي وولاء حسين، الصحفيين بدار روز اليوسف المصرية، وهي دار تصدر عنها مجلة «روز اليوسف الأسبوعية».. ومجلة «صباح الخير» وصحيفة «روز اليوسف» اليومية. جاء الحوار من داخل مكاتب «آخر لحظة» خلال لقاء تم مع الزميلين العزيزين عقب عودتهما ضمن مجموعة من الصحفيين المصريين من مدينة جوبا عاصمة دولة الجنوب المرتقبة، وكان من المفترض أن يتم هذا اللقاء قبل سفر الأستاذ إمبابي إلي جوبا، وقد اتفقنا علي ذلك هاتفياً بعد وصوله من مصر مباشرة.. وكنت قد تعرفت عليه قبل سنوات قليلة في سوريا ونحن في ضيافة وزارة السياحة السورية وفي ضيافة مهرجان طريق الحرير.. ثم توطدت العلاقة بيننا بعد ذلك. محور الحوار الأساسي كان هو المبادرة التي أطلقناها قبل أسابيع قليلة حول ضرورة قيام منبر اتحادي حر يدعو للاتحاد مع مصر أو يبحث عن أي شكل من أشكال الوحدة معها.. وقد وجدت المبادرة صدي طيباً في المجتمع السوداني ودعمها ودفع بها إلي الأمام السيد الشريف صديق الهندي والسيد المهندس عبد الله علي مسار، ونفخ فيها روح الحماسة المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، ليتوالي بعد ذلك ركب المؤمنين بالفكرة، وقد رأي بعضهم أن الدعوة للوحدة أو الاتحاد أو التكامل مع الشقيقة مصر تأخرت كثيراً. لا أريد أن أفسد علي الزميلين العزيزين جهدهما وعملهما بنشر تفاصيل الحوار، وأحسب أنهما سيستكملانه مع السيدين الشريف صديق الهندي والمهندس عبد الله مسار، لكنني أريد التوقف عند نقطة مهمة في حوارهما الذي أجرياه معي، وهي سؤال ذكي يقول: (لماذا لا تتسع الفكرة والمنبر لضم دولة الجنوب المقترحة؟). إجابتي- حقيقة- كانت بأنه لا مكان لدولة الجنوب الجديدة في الإطار الذي اقترحناه، لأن دولة الجنوب الجديدة ليست لديها توجهات نحو الوحدة الداخلية، لذلك لا نحسب أنها سترحب بالوحدة مع الغير.. خاصة الشمال.. وشمال الشمال، فهي تريد أن تنكفئ علي نفسها وعلي جيرانها القدامي، ثم أضفت لذلك أن المواطن الشمالي لم تعد له رغبة في إشراك دولة الجنوب المرتقبة بقياداتها الحالية في أي عمل مستقبلي، لأن الثقة باتت مفقودة في هذه القيادات، ولأن العقل السياسي والقناعات التي تؤسس لوحدة بين الشمال والجنوب لم يعد لها وجود.. ثم أهم من هذا وذاك أن الاتجاه نحو الشقيقة مصر هو ضرورة استراتيجية وأمنية في ظل انفصال الجنوب، لأن شمال السودان- كما قال السيد الشريف صديق الهندي- ضحي بوحدته مع مصر وبعلاقاته مع عالمه العربي والإسلامي في سبيل الإبقاء علي السودان وطناً واحداً يمتد من «حلفا» إلي «نمولي» وبالانفصال المرتقب، تزول الأسباب التي تمنع أي تقارب سياسي بين شطري وادي النيل. ... و... جمعة مباركة نقلاً عن جريدة «آخر لحظة» السودانية عدد الجمعة 10 ديسمبر 2010