الفن الثامن هو فن التزوير ويأتي بعد استعراض كل الفنون حتي الفن السابع وهو فن السينما. ولقد بدأ هذا الفن خلال عمليات تقليد العملات النقدية والأوراق المالية والعقود وجوازات السفر وتقليد اللوحات الفنية ثم اتسع النطاق ليشمل شهادات التخرج وبيانات تهم أصحابها عند المنافسة علي المواقع الوظيفية ثم وصل هذا الفن الثامن إلي تحسين الأرقام والبيانات عند طلب القروض من البنوك بنية الضرب عليها أو التقاضي في المحاكم وبالتبعية خلال عملية الانتخابات كما سيرد بعد تفصيلا. وأيضا للإسراع في انجاز البحوث والتقارير والرسائل العلمية بغرض الترقي وهو ما يعرف باسم السرقات العلمية في العصر الحديث. وأصبح فن التزوير له سوق رائجة بين أصحاب المصالح وله أيضا من يقدر المجهود المبذول في هذا الفن الذي يتخطي كل الفنون بل ويتفوق عليها جميعا ، حتي أنه اجتذب عدداً من المحترفين في علوم الحاسب الآلي كي يتم تنفيذ العمل بكل دقة وبكل سرعة ممكنة. وأصبحت عمليات الفرز بين الأصلي والتقليد أو بين الحقيقي والمضروب صعبة للغاية ، ولقد بدأت العلاقة المعرفية بالتزوير عند أفراد أو عصابات تعمل في قطاع تقليد أوراق النقد وتداولها وكانت تقع في شباك القانون بسرعة حيث كانت وسائلهم قاصرة ليس لها الدقة العالية والخامات الصحيحة برغم أنها تطورت من أيام المهارة اليدوية حتي عصر الكمبيوتر ، كلنا نسمع ونقرأ عن وقوع شبكات التزوير للعملات الورقية منها ما هو محلي مثل الجنيه المصري أو النقد المستورد وبالطبع أهمها الدولار عليه اللعنة!!. أشهر عمليات التزوير التي تمت لأعمال فنية لبعض المشاهير مثل جوجان وفان جوخ و رينوار وبيكاسو ووصل الحال إلي اكتشاف الحقيقة بعد أن تمت الاستعانة بمعامل متخصصة لفحص اللوحات قبل تداوله في سوق المزادات الفنية لدرجة أن بعض المتاحف تعرض اللوحات المقلدة بينما تحتفظ باللوحة الأصلية تحت سابع أرض حتي لا تتعرض للقطع والاختفاء مثلما حدث لزهرة المخدرات التي تملأ رءوس أهل المحروسة ، ويتابع العالم باهتمام معظم قضايا التجسس التي تقع في أيدي الأجهزة الأمنية ويتضح أن هناك عدة جوازات سفر من بلدان مختلفة وبأسماء متباينة لنفس البيه الجاسوس وأقرب الحوادث كانت الموساد في اغتيال المبحوح ، والتي غطت علي ماكان يفعله جيمس بوند أيام الصبا والشباب في دور السينما عبر العالم ، وتطالعنا الصحف المصرية الغراء بأخبار القبض علي طبيب كان في الأصل حلواني أو سباكاً ثم فتح عيادة بل وربما فتح بطن عديد من الناس ويتضح أن الشهادة وكارنيه النقابة وكل عدة النصب مضروبة أي عديمة الأهلية . كله كوم وعضوية البرلمان كوم لوحده هل من المعقول أن يتبوأ أحدهم مقعدا تحت تكييف القبة وهو من جامعي الأصوات والتي أدلي بها شخص واحد بديلا عن المئات وربما من بينهم الغائب في سفر أو في قبر ؟ ، طبعا عيب !! هذا الفن الثامن وهو فن التزوير ابتدعه قدماء المصريين ، كان الفنان المصري يرسم لوحاته علي البردي أو الجدران وفيها النساء كحيلات الأعين بشعور لها ضفائر والرجال لهم أكتاف عريضة وخصور نحيلة وعضلات مفتولة. وبالطبع كان هذا يتم دون اللجوء إلي الفيتو شوب والبرامج المشابهة، حتي المرأة نالها الفن الثامن فن التزوير ، من شعر رأسها إلي أخمص قدمها ( ؟ ) من الشعر المستعار والباروكة إلي الشعر المصبوغ والموصول ، ومن الرموش الإضافية إلي العيون الملونة صناعيا ومن الاستدارات المضافة من السيليكون في كل من البسط أو المقام لأي سيدة ، وصولا إلي النيو لوك الكامل ربما تستعين بصفين أسنان من اللولي كما قال عمنا محمد عبد الوهاب. كاتب وأستاذ جامعي