تتجه أنظار العالم اليوم صوب العاصمة السويسرية زيورخ معقل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ..لمتابعة اللحظة المرتقبة التي سوف يعلن فيها أسماء الدول الفائزة بحق تنظيم كأس العالم 2018 و2022، وذلك من خلال التصويت السري الذي سيشارك فيه ال22 عضوا الباقين باللجنة التنفيذية للفيفا عقب إيقاف النيجيري أموس آدامو والتاهييتي رينالد تيماري من قبل لجنة القيم لتورطهما في طلب رشاوي لبيع أصواتهما. ولم يحدث من قبل أن قرر الفيفا اختيار المنظمين لبطولتين في نفس التوقيت ، حيث كان الاختيار دائما لمنظمي بطولة واحدة. وتتنافس أربعة ملفات هم إنجلترا، روسيا، وملفان مشتركان لإسبانيا مع البرتغال وبلجيكا مع هولندا علي حق استضافة مونديال 2018 مقابل خمسة ملفات علي استضافة مونديال 2022 حيث تشتد المنافسة بين قطر ، أستراليا ، الولاياتالمتحدة ، كوريا الجنوبية ، واليابان. أعضاء اللجنة وتتكون اللجنة التنفيذية من السويسري جوزيف بلاتر -رئيس الفيفا- بجانب ثمانية نواب يتم تعيينهم، وهم الكاميروني عيسي حياتو (ممثلا لإفريقيا)، والكوري الجنوبي وتشونج مونج جون (ممثلا لأسيا)، والترينيدادي جاك وارنر (ممثلا لكونكاكاف)، والإسباني أنخيل ماريا فيار والفرنسي ميشيل بلاتيني (ممثلين لأوروبا)، والإنجليزي جيف تومسون (ممثلا لاتحادات بريطانيا)، والأرجنتيني خوليو جروندونا (ممثلا لأمريكا الجنوبية)، والتاهيتي رينالد تيماري (ممثلا للأوقيانوس). أما باقي أعضاء اللجنة التنفيذية فهم 15 عضوا، وهم البلجيكي ميشيل دوجه، والتركي سينيس إرزيك، والقبرصي ماريوس ليفكاريتيس، والألماني فرانز بيكنباور، والروسي فيتالي موتكو (أوروبا)، ومن أمريكا الجنوبية البرازيلي ريكاردو تيرا تيكسيرا، والبارجوياني نيكولاس ليوز، ومن أسيا القطري محمد بن همام، والتايلاني وراوي ماكودي، والياباني جونجي أوجورا، ومن الكونكاكاف الأمريكي تشاك بليزر، والجواتيمالي رافاييل سالجويرو، ومن إفريقيا الإيفواري جاك أنوما، والمصري هاني أبو ريدة، والنيجيري آموس أدامو. كيفية التصويت سيجري التصويت علي جلستين منفصلتين، كل منهما تخص بطولة واحدة فقط ؛ من أجل فصل ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كل مونديال منها عن بعضها، وستكون أصوات الأغلبية كافية لمنح أحد الملفات حق استضافة نهائيات كأس العالم . وفي حال لم تسفر الجولة الأولي من التصويت عن فائز واضح (يحصل علي 12 صوتا)، سيتم استبعاد الملف الحاصل علي أقل عدد من الأصوات في هذه الجولة، قبل إجراء جولة تالية.. ويستمر العمل بهذه الطريقة إلي أن يحصل أحد الملفات علي 12 صوتا أو أكثر. وفي حال تعادل الملفين المتبقيين في الجولة الرابعة، بمعني حصول كل منهما علي 11 صوتا، سيكون من حق رئيس الفيفا جوزيف بلاتر الإدلاء بالصوت الحاسم . مونديال 2018 رغم إلغاء سياسة المداورة "التبادل" التي ابتدعها الفيفا وطبقها لمنح الفرصة إلي جميع القارات لاستضافة فعاليات بطولة كأس العالم ، ، يبدو من المؤكد إقامة بطولة 2018 في القارة الأوروبية نظرا لإقامة بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا لتكون أول بطولة تستضيفها القارة الأفريقية ومنح حق استضافة مونديال 2014 إلي البرازيل. وبذلك، أصبحت فرصة الدول الأوروبية هي الأفضل في طلبها لاستضافة مونديال 2018 بينما أعلنت الدول غير الأوروبية المرشحة تركيزها في المنافسة علي طلب استضافة مونديال 2022 . ومع انسحاب الولاياتالمتحدة قبل أسابيع قليلة من الصراع علي مونديال 2018 لتركيز جهودها في المنافسة علي استضافة مونديال 2022 اقتصر عدد الملفات المتنافسة علي مونديال 2018 علي أربعة ملفات تتضمن ست دول. والملفات الأربعة المتنافسة منها اثنان يخصان روسياوإنجلترا وملف مشترك بين أسبانيا والبرتغال وآخر مشترك بين هولندا وبلجيكا. وسيكون مونديال 2018 هو بطولة كأس العالم الحادية عشر التي تستضيفها أوروبا وفي حالة فوز الملف الإنجليزي أو الملف الأيبيري "أسبانيا والبرتغال" ستكون المرة الثانية التي تقام فيها البطولة في إنجلترا أو أسبانيا. ولم يخل السباق والصراع علي استضافة نهائي كل من البطولتين من الجدل. ونال الملفان الروسي والإنجليزي دعاية سيئة بسبب التصريحات التي أطلقها المسئولون عن كل من الملفين كما تقدمت إنجلترا بشكوي رسمية بشأن الانتقادات التي وجهها الملف الروسي إلي الملف الإنجليزي. وقبل شهور قليلة ، كان الملف الإنجليزي هو المرشح الأول لاستضافة مونديال 2018 لتكون المرة الثانية في تاريخ إنجلترا التي تقام فيها البطولة بهذا البلد بعدما استضاف مونديال 1966. ولكن الفضيحة التي كشفتها صحيفة "صنداي تايمز" قبل أسابيع قليلة وأسفرت عن إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا يعتقد أنها أضعفت فرص الملف الإنجليزي وربما سمحت للملف الروسي إلي القفز نحو صدارة الترشيحات. وما يدعم الملف الأيبيري "الأسباني البرتغالي المشترك" أن المنتخب الأسباني توج بلقب بطولة كأس العالم في منتصف هذا العام. ولكن ما يدعم الملف الهولندي البلجيكي المشترك هو عدم وجود أي قيود للمرور بين البلدين بالرغم من أن كل دولة منفصلة عن الأخري مونديال 2022 يشتعل الصراع علي الفوز بحق استضافة مونديال 2022 بين العديد من الدول ، إذ تحلم أستراليا وكوريا الجنوبيةواليابان بجلب المونديال إلي القارة الآسيوية، بينما تسعي الولاياتالمتحدة إلي استضافة الحدث مجدداً بعد مونديال 1994 الذي أُقيم علي أراضيها ، أما قطر فتسعي لنيل شرف استضافة المونديال للمرة الأولي في الشرق الأوسط. ترفع الولاياتالمتحدة راية نجاحها في استضافة مونديال 1994 لكرة القدم، في سعيها إلي جلب الحدث الكروي الأكبر في العالم مرة جديدة الي شمال القارة الأميركية، وذلك من خلال ترشحها لاستضافة نسخة 2002. ويعول الامريكيون علي السوق الهائلة في أمريكا الشمالية من الناحيتين الاقتصادية والتسويقية والقدرة الاستيعابية المذهلة للملاعب، وهي مزايا قد تلعب دورها في منافسة باقي المرشحين لاستضافة نسخة 2022 أي قطر، كوريا الجنوبية، اليابان، وأستراليا. فبعد 21 شهرا من الحملات الترويجية المستمرة للملفات المرشحة، تبدو الولاياتالمتحدة في موقع فريد، اذ تعتبر الدولة الوحيدة من خارج كنف الاتحاد الآسيوي المرشحة لاستضافة كأس العالم 2022 . أما قطر تأمل ان تحتضن نهائيات المونديال للمرة الاولي في منطقة الشرق الاوسط وهي تواجه منافسة من الولاياتالمتحدة واستراليا وكوريا الجنوبيةواليابان. وتعول قطر علي بطولة مدمجة تأخذ في عين الاعتبار مصالح جماهير المنتخبات وما يتكبدونه من مشقة سفر لمتابعة منتخباتهم الوطنية من خلال ترشيحها لاستضافة كأس العالم 2022 . ولأن الملاعب المعتزم تشييدها لهذا الحدث الكبير لا يفصل بينها سوي بضعة كيلومترات، فان هذا الامر سيتيح للجمهور امكان مشاهدة اكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما يقلص عن كاهلهم اعباء المشاكل اللوجستية التي يعانونها في التنقل من مدينة الي اخري لمؤازرة منتخباتهم الوطنية وصعوبة ايجاد فنادق في بعض الاحيان. وتضم قطر 1.5 مليون نسمة وهي تتقدم بترشيحها نيابة عن منطقة الشرق الاوسط بأكملها، وهذا ما أكده المدير التنفيذي لملف قطر 2022حسن الذوادي خلال مؤتمر 'اسباير فور سبورت' الذي عقد أخيرا في الدوحة بقوله: 'اقامة كأس العالم في منطقة الشرق الاوسط من شأنه ان يبعث روح الوحدة اكثر واكثر في هذه المنطقة بالاضافة الي ايجاد التنوع الاقتصادي الذي يجتذب تدفق المشاريع التجارية في اسواق جديدة، مما يزيد من فرص العمل ويعلي شأن قطر والمنطقة. وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، صرح لدي زيارته الي الدوحة في ابريل الماضي بانه فوجئ بالنمو الهائل الذي شهدته قطر في السنوات الاخيرة علي الصعيد الرياضي والبني التحتية، مما جعلها مسرحا للتظاهرات الرياضية في المنطقة. وقال بلاتر: 'العالم العربي يستحق استضافة كأس العالم وقطر تملك حظوطا جيدة لتصبح اول دولة في المنطقة تنال هذا الشرف مضيفا: 'اقوم بزيارات متكررة الي قطر وفي كل مرة اندهش من التطور الهائل الذي طرأ عليها. في المقابل تحلم أستراليا بجلب نهائيات كأس العالم لكرة القدم الي القارة الوحيدة التي لم تحتضن هذا الحدث العالمي في السابق، وهي تأمل أن تحصل علي هذا الشرف عام 2022. ومن النقاط الإيجابية التي تطرق اليها الملخص التقييمي لملف استراليا، المواصلات والبني التحتية والاتصالات والأمن وتاريخ هذا البلد في استضافة احداث كبري، خصوصا أولمبياد سيدني 2000 وكأس العالم للرجبي عام 2003. علي جانب أخر لم تتأخر كوريا الجنوبية كثيرا في اعلان رغبتها في استضافة كأس العالم لكرة القدم، فبعد عام 2002 عندما استضافت النهائيات مشاركة مع اليابان، يعود الطرف الجنوبي من الجزيرة الكورية هذه المرة منفردا من خلال الترشح لاستضافة نسخة 2022. ويدرك مسئولو ملف كوريا الجنوبية ان استضافة نسخة 2002 قد لا تصب في مصلحتهم لنيل شرف تنظيم مونديال 2022 نظرا إلي الفارق الزمني القصير نسبيا بين النسختين، لذلك قرروا تحويل شعار ملفهم الي دعم السلام في المنطقة المتوترة بصراعات قد تتحول الي نووية في يوم من الايام مع جارتها الشمالية. كما تدخل اليابان السباق لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 منفردة هذه المرة، بعد ان احتضنت المونديال للمرة الاولي في القارة الآسيوية بالمشاركة مع كوريا الجنوبية عام 2002 معولة بدرجة رئيسة في ملفها علي تطورها التكنولوجي، اذ وعدت ببث المباريات وفق تقنية ثلاثية الأبعاد (ثري دي) في جميع انحاء العالم. وتضمن الملف الياباني خطة عالمية للجماهير تبلغ تكلفتها 550 مليار ين (ستة مليارات دولار)، تسمح لنحو 360 مليون شخص حول العالم بمشاهدة المباريات وفق تقنية 'ثري دي' في نحو 400 ملعب يتم اختيارها في الدول المنضوية تحت لواء 'الفيفا' إذ ستعرض المباريات علي شاشات عملاقة.