48 ساعة فقط باتت تفصل العالم عن اللحظة المرتقبة التى سوف يعلن فيها الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» أسماء الدول الفائزة بحق تنظيم كأس العالم 2018 و2022، وذلك من خلال التصويت السري الذي سيشارك فيه ال22 عضوا الباقين باللجنة التنفيذية للفيفا عقب إيقاف النيجيرى أموس آدامو والتاهييتى رينالد تيمارى من قبل لجنة القيم لتورطهما فى طلب رشاوى لبيع أصواتهما. وقد حصلت «الشروق» على نسخة من ملف التقييم الذي أعدته لجنة التفتيش على الدول المتقدمة لطلب الاستضافة، وهو نفس التقرير الذي سوف يعرض على أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا بعد غد الخميس قبل التصويت. وسننشر ابتداء من اليوم وعلى مدار اليومين المقبلين حتى يوم التصويت جداول التقييم التي ستقدم إلى أعضاء اللجنة التنفيذية قبل اختيار الدول الفائزة بحق الاستضافة. الحلقة (1) : صراع أوروبى مثير على استضافة مونديال 2018 على الرغم من إلغاء سياسة المداورة (التنظيم بالتبادل) بين القارات، يبدو من المؤكد إقامة بطولة 2018 فى القارة الأوروبية نظرا لإقامة بطولة كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا لتكون أول بطولة تستضيفها القارة الأفريقية ومنح حق استضافة مونديال 2014 إلى البرازيل. وبذلك، أصبحت فرصة الدول الأوروبية هى الأفضل فى طلبها لاستضافة مونديال 2018 بينما أعلنت الدول غير الأوروبية المرشحة تركيزها فى المنافسة على طلب استضافة مونديال 2022. ومع انسحاب الولاياتالمتحدة قبل أسابيع قليلة من الصراع على مونديال 2018 لتركيز جهودها فى المنافسة على استضافة مونديال 2022 اقتصر عدد الملفات المتنافسة على مونديال 2018 على أربعة ملفات تتضمن ست دول. والملفات الأربعة المتنافسة منها اثنان يخصان روسياوإنجلترا وملف مشترك بين إسبانيا والبرتغال وآخر مشترك بين هولنداوبلجيكا. وسيكون مونديال 2018 هو بطولة كأس العالم الحادية عشرة التى تستضيفها أوروبا وفى حالة فوز الملف الإنجليزى أو الملف الأيبيرى (إسبانيا والبرتغال) ستكون المرة الثانية التى تقام فيها البطولة فى إنجلترا أو إسبانيا. ولم يخل السباق والصراع على استضافة نهائى كل من البطولتين من الجدل. ونال الملفان الروسى والإنجليزى دعاية سيئة بسبب التصريحات التى أطلقها المسئولون عن كل من الملفين كما تقدمت إنجلترا بشكوى رسمية بشأن الانتقادات التى وجهها الملف الروسى إلى الملف الإنجليزى. وقبل شهور قليلة، كان الملف الإنجليزى هو المرشح الأول لاستضافة مونديال 2018 لتكون المرة الثانية فى تاريخ إنجلترا التى تقام فيها البطولة بهذا البلد بعدما استضاف مونديال 1966. ولكن الفضيحة التى كشفتها صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية قبل أسابيع قليلة وأسفرت عن إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا يعتقد أنها أضعفت فرص الملف الإنجليزى وربما سمحت للملف الروسى إلى القفز نحو صدارة الترشيحات. وقرر الفيفا فى منتصف شهر نوفمبر الحالى إيقاف النيجيرى آموس آدامو ثلاث سنوات عضو اللجنة التنفيذية والتاهييتى رينالد تيمارى رئيس اتحاد كرة القدم بمنطقة أوقيانوسيا ونائب رئيس الفيفا وعضو اللجنة التنفيذية بالفيفا لمدة عام عن ممارسة أى أنشطة تتعلق باللعبة مع تغريمهما بسبب ما كشفته الصحيفة البريطانية عن عرض تيمارى وآدامو لبيع صوتيهما فى عملية التصويت على استضافة البطولتين لصالح ملفين بعينهما مقابل الحصول على مبالغ مالية لاستخدامها فى إقامة منشآت ومرافق رياضية فى بلديهما. وما يدعم الملف الأيبيرى (الإسبانى البرتغالى المشترك) أن المنتخب الإسبانى توج بلقب بطولة كأس العالم فى منتصف هذا العام. ولكن ما يدعم الملف الهولندى البلجيكى المشترك هو عدم وجود أى قيود للمرور بين البلدين بالرغم من أن كل دولة منفصلة عن الأخرى. وخلال السطور المقبلة سنحاول استعراض أهم معالم وإيجابيات 3 ملفات متقدمة لتنظيم مونديال 2018، وهى ملفات إنجلترا، والملف المشترك بين إسبانيا والبرتغال، وملف هولنداوبلجيكا. ** إنجلترا تعتمد على التاريخ والتراث استضافة البطولة لا تعنى بالنسبة لإنجلترا مجرد دعم قوى لمنتخبها وتعزيز لفرصته فى الفوز باللقب ولكنها تتعلق أيضا بزيادة ومضاعفة تراث هذا البلد من خلال ما ستخلفه البطولة وكذلك أوليمبياد لندن 2012 من إرث رائع لهذا البلد. وما يدعم الملف الإنجليزى لطلب استضافة المونديال عام 2018 أن إنجلترا تمتلك بالفعل الإستادات التى تحتاجها البطولة وهى نقطة قوة رائعة تتفوق بها إنجلترا على باقى منافسيها وخاصة روسيا التى تحتاج إلى ضخ مئات الملايين فى مجال الاستثمارات لإنشاء إستادات ومرافق رياضية تتفق مع المعايير الدولية. وطبقا لقواعد ومعايير الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، سيكون إستاد «ويمبلى» الجديد مقرا للمباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة فى حالة فوز الملف الإنجليزى نظرا لأن سعة هذا الاستاد تبلغ أكثر 80 ألفا بينما ستنتشر باقى المباريات فى أنحاء إنجلترا حيث الاستادات مختلفة السعة. وأصبح وجود ديفيد بيكهام القائد السابق للمنتخب الإنجليزى ونجم فريق لوس أنجلوس جالاكسى الأمريكى فى فريق العرض النهائى للملف أمرا مؤكدا لمضاعفة الاحترام للملف الإنجليزى. ولكن فوز الملف الإنجليزى بحق الاستضافة سيتوقف فى النهاية على مدى اقتناع اللجنة التنفيذية للفيفا بأن الوقت حان فعلا لإقامة البطولة مجددا فى إنجلترا. ويتنافس الملف الإنجليزى على حق استضافة مونديال 2018 مع ثلاثة ملفات أخرى أحدها من روسيا والثانى ملف التنظيم المشترك بين إسبانيا والبرتغال والثالث هو الملف المشترك بين هولنداوبلجيكا. وقد يعتمد الملف الروسى على مدى مساهمة البطولة فى دفع عجلة إعادة تطوير وتنمية البنية الأساسية بينما سيعتمد الملف الهولندى البلجيكى على نجاح البلدين سابقا فى التنظيم المشترك لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) بينما يعتمد الملف الأيبيرى (الإسبانى البرتغالى المشترك) على العديد من نقاط القوة. ولكن إنجلترا أظهرت قدرتها على تنظيم بطولة دولية ناجحة أيضا من خلال يورو 1996 وقد يصبح أمرا منطقيا أن تكافأ إنجلترا بحق استضافة مونديال 2018 بعد انتظار دام 44 عاما. ** الملف البلجيكى والهولندى يتمسك بالفرصة قبل عشرة أعوام، نجحت بلجيكاوهولندا بشكل رائع فى استضافتهما لفاعليات بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) لكرة القدم بالتنظيم المشترك بينهما. ويسعى البلدان حاليا إلى نيل جائزة أكبر من خلال طلبهما استضافة فاعليات كأس العالم المقررة عام 2018. وفى عام 2006 أعلنت الدولتان للمرة الأولى عن رغبتهما (بالتعاون مع لوكسمبورج) فى طلب التنظيم المشترك لمونديال 2018. ولم تكن هناك أى نية لاستضافة أى من مباريات البطولة فى لوكسمبورج. وحاولت اللجنة المسئولة عن الملف البلجيكى الهولندى المشترك لطلب استضافة مونديال 2018 التخلص على الأقل من مخاوف الفيفا من التنظيم المشترك والتى نتجت عن التنظيم المشترك لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وتعلل مسئولو الملف البلجيكى الهولندى بأن بلديهما تحظيان بوضع مختلف نظرا لأنهما يتبعان نفس نظام الحكم وهو النظام الملكى إضافة إلى عدم وجود أى قيود مفروضة على الحدود بينهما نظرا لعضويتهما فى الاتحاد الأوروبى. ولكن إحدى المشكلات التى تواجه هذا الملف أن أيا من بلجيكاوهولندا لا يوجد بهما إستاد فى الوقت الحالى تبلغ سعته 80 ألف مقعد والذى تشترط قواعد الفيفا وبطولات كأس العالم وجوده من أجل استضافة المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة. ولكن مجلس مدينة روتردام الهولندية أعطى الضوء الأخضر لبدء العمل فى تشييد استاد يطابق كل المعايير الضرورية المطلوبة فى حالة فوز البلدين بحق استضافة البطولة. ويواجه الملف الهولندى البلجيكى المشترك منافسة قوية على حق الاستضافة من ثلاثة ملفات أخرى وهى ملفان من إنجلتراوروسيا والثالث هو الملف الأيبيرى (إسبانيا والبرتغال المشترك). ويتضمن الملف البلجيكى الهولندى اقتراحا بتنظيم البطولة فى 12 مدينة منها سبع مدن بلجيكية هى أنتويرب وبروج وبروكسل وشارلروا وجنك وجنت ولييج وخمس مدن هولندية هى إيندهوفن وأنشخيده وهيرنفين وأمستردام وروتردام كما يتضمن الملف إقامة المباريات على إستادين مختلفين فى كل من أمستردام وروتردام. وأوضح تقرير لجنة التقييم التابعة للاتحاد الدولى للعبة (فيفا) بعد زيارة التفتيش وجود العديد من نقاط الضعف ومنها ضعف إمكانات الإقامة عن المستوى المطلوب بالإضافة لبعض المشاكل التى تتعلق بالفرق المشاركة مثل تأمين ملاعب التدريبات وفنادق إقامة المنتخبات. ** الثقة تسود الملف الأيبيرى رغم المنافسة القوية التى يواجهها الملف الأيبيرى، يسود شعور من الثقة الشديدة فى إسبانيا والبرتغال بفرصة ملفهما المشترك للفوز بحق استضافة فاعليات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم. وأظهرت استطلاعات الرأى التى أجرتها العديد من الصحف الإسبانية والبرتغالية على مواقعها بالإنترنت أن أكثر من نصف مواطنى البلدين يعتقدون بأن الملف الأيبيرى (الإسبانى البرتغالى المشترك) سيحظى بثقة واختيار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للعبة (فيفا). وعلقت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية فى وقت سابق من نوفمبر الحالى على هذا الموضوع بقولها «إسبانيا والبرتغال لديهما مجموعة رائعة من الإستادات المتميزة، كما تمتلك الدولتان شبكة نقل ومواصلات من الدرجة الأولى، ويحظى البلدان بتاريخ طويل وحافل فى التعامل الجيد مع الزائرين كما تتوافر لدى البلدين الخبرة فى استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة». واستضافت إسبانيا كأس العالم عام 1982 كما حققت مدينة برشلونة الأسبانية نجاحا أكبر عندما استضافت فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1992. كما حققت البرتغال نجاحا جيدا فى استضافة فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004. وتلقى الملف الإسبانى البرتغالى المشترك خبرين سارين مؤخرا. وكان أولهما نابعا من تقرير التقييم الصادر عن لجنة التقييم التابعة للملفات والذى أكد أن الملف الأيبيرى ينطوى على «نسبة ضعيفة من المخاطرة». كما أكد الفيفا براءة الملف الأيبيرى من تهمة التواطؤ والتعاون مع الملف القطرى ليساعد كل منهما الآخر فى عملية التصويت نظرا لدخول الملف القطرى فى منافسة شرسة على حق استضافة مونديال 2022. وقال خايمى ليسافيتزكى وزير الرياضة الإسبانى إنه «أمر إيجابى بالفعل أن تنجلى هذه الشائعات». وأضاف «إسبانيا والبرتغال تقدمان ظروفا وأجواء رائعة للغاية ليقع عليهما الاختيار لاستضافة البطولة وذلك من خلال بنيتنا الأساسية الرياضية وحماس المشجعين ومساندة ودعم الحكومتين والمجالس المحلية بالإضافة إلى جونا (المعتدل) وثقافتنا وطقسنا». ورغم ذلك، هناك عامل واحد قد يعوق مسيرة الملف الأيبيرى والمتمثل فى المشكلات التى تصاحب التنظيم المشترك بين بلدين. ورغم ذلك، سارع المسئولون فى إسبانيا والبرتغال إلى توضيح حقيقة مهمة وهى أن بلديهما ينتميان للاتحاد الأوروبى مما يعنى عدم وجود أى قيود فى الانتقال عبر الحدود كما يوجد بهما نظام انتقالات ومواصلات متكامل ويتعاملان بنفس العملة وهى اليورو.