من سيناء إلي مطروح.. ومن الوادي الجديد وأسوان إلي دمياط، انتشر مراسلونا وموفدونا بين لجان الفرز، ودخلنا عددًا كبيرًا منها بتصاريح خاصة وأخري دون تصاريح، ورصدنا طيلة ساعات الفرز التي بدأت بعضها في حوالي الثامنة من مساء أمس، فيما بدأت أخري في حوالي الحادية عشرة. ووسط دراما مثيرة أديرت عملية الفرز بين دوائر هادئة انعكس هذا علي تجمعات أنصار المرشحين الضعيفة أمام اللجان، وأخري بالآلاف إن كان من أنصار الإخوان المصدومين من الهزيمة الصعبة التي تعرضوا لها في فضيحة مدوية، فلجأوا للوقفات الاحتجاجية والهتافات الدينية والمسيرات التي قوضها الأمن للتغطية علي الفضيحة، ولجأنا أخري كانت تجمعاتها عمالية وعائلية وقبلية، وتجاوزت الأحداث النتائج دون أحداث دموية، كما كان متوقعًا رغم التجمهر الكبير. في التقارير التالية رصد شهود عيان عمليات الفرز وحتي المؤشرات الأولية للنتائج واتهامات البعض بالتزوير وإعادة بعض الصناديق المشكوك فيها واشتباكات أنصار المرشحين الفائزين والخاسرين. «معًا نصلح الدنيا بالدين».. هكذا كان الشعار الذي رفعه مرشحو جماعة الإخوان المحظور «إلي جانب شعارات أخري» في الانتخابات لكن الواقعة التي كشفتها عناصر الجماعة تؤكد عكس ذلك تمامًا، وتؤكد أيضًا أن عمليات التزوير والتأثير في النتائج لم تكن مقصورة علي مرشحي حزب بعينه. ففي دائرة التبين والصف كشف أحد عناصر الجماعة ل«روزاليوسف» قيامه وزملائه بتسويد بطاقات التصويت لصالح مرشح الجماعة جمعة البدري مناصفة مع مندوبي مرشح الحزب الوطني غير أن مرشح الجماعة لم يتمكن من الفوز لضعف قدرة أفراد الجماعة علي الحشد بالمقارنة بجميع الانتخابات الماضية، حتي إنه قال إن بعض الإخوة العاملين «درجة تنظيمية مرتفعة» لم يذهبوا للتصويت بأنفسهم علاوة علي عدم حشد الأعداد المطلوبة منهم. وفي بنها كشف أحد أنصار النائب محسن راضي أنه قام بتوزيع أموال علي الناخبين لشراء أصواتهم وتفاوتت المبالغ بين 20 و100 جنيه، ورغم ذلك فشل راضي في الحفاظ علي مقعده. وفي دائرة الباجور بالمنوفية قال أحد عناصر الجماعة إنهم رافقوا أحد المرشحين المنشقين عن الحزب الوطني وقاموا بتسويد الأصوات لصالح المرشح المستقل ومرشح جماعة الإخوان غير أنهما لم ينجحا أيضًا. وفي دائرة المطرية وعين شمس رصد محرر «روزاليوسف» أنصار المرشح الإخواني سيد جادالله يقومون بإرفاق صورة ضوئية من بطاقة الرقم القومي مع صورة من البطاقة الانتخابية لأي من الأسماء المدونة في كشوف الناخبين، ويتم إعطاؤها لعدد من الشباب الذين جرت الاستعانة بهم كي يصوتوا بدلاً من الناخبين. يأتي ذلك في الوقت الذي كان مرشد الجماعة المحظورة محمد بديع قد وجه كلمة إلي عناصر الجماعة قبل عمليات التصويت جاء فيها: إنكم مقبلون علي مرحلة حساسة من تاريخ أمتكم، فكونوا كما يحب ربكم ويرضي، وتحلوا بخلق الإسلام ومبادئه وقيمه في كل وقت وحين، وبخاصة في يوم الانتخابات فأنتم أصحاب دعوة: فلتؤدوها بحقها، وأخلصوا النية لله، واتركوا النتائج عليه، فهو ولينا ونعم النصير «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز». في السياق ذاته اقترب التحقيق في الواقعة التي أبلغت عنها اللجنة العليا للانتخابات باعتراض أنصار أحد المرشحين المستقلين بفارسكور في محافظة دمياط للسيارة التي كانت تحمل صناديق الاقتراع بإحدي اللجان، وحرقت محتويات 3 صناديق وبعثرت محتويات 9 صناديق أخري ودفع السيارة إلي أحد المصارف وألقت قوات الأمن القبض علي المتهمين وتمت إحالتهم للنيابة للتعرف علي محرضهم. وقال المستشار أحمد شوقي رئيس غرفة العمليات في اللجنة إنه رغم التجاوزات، وتوقعنا حدوث أعمال عنف من قبل أنصار بعض المرشحين إلا أن الاقتراع تم بسلام، مشيرًا إلي أن اللجنة العليا رشحت مبادئ جديدة للديمقراطية فرغم تهديدات العنف فإن عددًا من الناخبين اصطحبوا معهم أطفالهم ما يؤكد عدم اكتراثهم بالتهديدات وشعورهم بالأمان. وقال شوقي: إن الاقتراع تم في 10 آلاف مقر انتخابي، لافتًا إلي إلغاء 35 صندوقًا بمركز سنورس بالفيوم من أصل 225 صندوقًا لحدوث اشتباكات في اللجان فيما أوقفت اللجنة الانتخابات في لجنتين لمدة نصف ساعة بعد مشادات ثم استأنفت التصويت. وأعلنت اللجنة ضبط أحد الأشخاص قاموا بالسطو علي أحد المقار الانتخابية بمركز ميت غمر محافظة الدقهلية منتحلاً صفة «ضابط من جهة سيادية» حصل علي عدد من الأوراق الانتخابية وتمت مطاردته حتي تم القبض عليه. كما تمت ملاحقة أحد الأشخاص الذين قاموا بسرقة 500 ورقة انتخابية من إحدي الدوائر بمركز العدوة محافظة المنيا.
