تناولنا منذ فترة قضية أهالي طحا الأعمدة والتي كانوا يطالبون فيها الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط بسحب دفتر توثيق الزواج من القس لوكاس نبيل باعتباره ليس من أبناء القرية وكذلك طالبوه بإرجاع اسم طحا الاعمدة لختم المطرانية وقاموا بوقفة احتجاجية ورفعوا مطالبهم لوكيل المطرانية إلا أنه لم يستجب لهم أحد. وفي تصعيد للموقف قام الأهالي برفع دعوي قضائية لسحب الدفتر من القس لوكاس وكذلك قاموا بعمل مذكرة وبشكواهم كانوا ينوون إرسالها لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية للبت في شكواهم. إلا أنهم وفي لطمة قوية لإرادة الشعب أرسل لنا القص مرقص اميل وكيل المطرانية رد الأنبا بفنوتيوس علي مطالب شعبه والذي تلخص في استبعاد القس بيمن من الإيبارشية وهو الطرف الذي كان يريده الشعب وذلك بناء علي رغبة الآباء الكهنة نتيجة لطلب قُدم له موقع من جميع الكهنة ما عدا القس لوكاس نبيل. وجاء طلب الكهنة باستبعاد القس بيمن بناء علي ثلاثة أسباب رئيسية وكان نفس الطلب كما أرسل لنا كالآتي: مناشدة لأبينا الأسقف المكرم الأنبا بفنوتيوس نناشد نحن مجمع كهنة ايبارشية سمالوط، أبانا الأسقف المحبوب نيافة الأنبا بفنوتيوس بالتدخل وحسم اضطرابات كنيسة مارمينا بطحا الأعمدة. نحن عهدنا في نيافتكم اللطف الشديد وطول الأناة مع شعبك وكهنتك، كما أننا لن ننسي مواقف نيافتكم المشرفة علي مدي أربعة وثلاثين عاماً مليئة بالإنجازات الكنسية والإدارية والمعمارية وموقف نيافتكم الصامد في حادثة استشهاد المتنيح أبونا إبراهيم ميخائيل والشماس محروس ميلاد والشماس ناصف فهيم، كما أنه في حالة وجود أخطاء من أحد الكهنة لم يسبق لنيافتكم أن عاقبتم أحداً عقوبة شديدة ولا طردتم أحداً من الإيبارشية تناغماً مع قوانين الكنيسة مثل قانون 19 مجمع «سرديقة» الذي يوصي «أن يستعمل الأسقف طول الأناة والصبر علي المتشامخين من القسوس». ولكن لأن الأمور في طحا الأعمدة تزداد تفاقما، ومشاكل القس بيمن لم تتوقف: 1 قد حول كل طاقاته التي كان ينبغي أن يخدم بها الكنيسة إلي وسائل يثير بها قلاقل، وقد استخدم أمراً بسيطاً «دفتر التوثيق» وهو من صلاحيات الأب الأسقف أن يعطيه لأي كاهن يراه مناسباً استخدم هذا في صنع مشكلة لا حد لها، وحول الأمور الكنسية إلي مسائل سياسية واجتماعية مطروحة للبحث والجدل من الجميع. 2 نقل الأمر ليس فقط إلي الشارع بل إلي الصحف والمجلات، وهو لم يتوقف عن أن يملأ قلوب الجميع بالضغينة والكراهية لنيافتكم «قانون 57 مجمع قرطاجنة. أن القسوس الذين يحركون الجمهور ضد أسقفهم هم مغرورون وجهلة ومارقون لأنهم يرفعون رؤوسهم علي أسقفهم». 3 هو دائم الاعتراض علي قرارات أبينا الأسقف، وشديد الاعتزاز بذاته بصورة غير سوية وحيث إن القس بيمن لم يعترف بأخطائه، ولم يتراجع عنها ويصححها، كما أنه لم يقبل الاعتذار لأبينا الأسقف رغم الإلحاح عليه، لذا فقد تيقن لنا أنه سيبقي غريباً وشاذاً بيننا «قانون 10 مجمع قرطاجنة: إذا تشامخ قس علي أسقفه فليكن ملعوناً»، إذ إنه حتي عندما مثل أمام المجلس الإكليريكي بالمطرانية رفض بصلابة وتحد تقديم أي أجوبة للمجلس. ونحن لم نعهد مثل هذا السلوك في الأوساط الكنسية، وخاصة في مجمع كهنة هادئ كايبارشيتناالمحبوبة النموذجية سمالوط. وقد سبق بعض الآباء الكهنة والآلاف من أبناء شعب طحا كتبوا لنيافتكم مستنكرين ورافضين تصرفات القس بيمن المعيبة. لذلك نطالب نيافتكم بإنهاء خدمة القس بيمن من أيبارشيتنا. متضرعين لإلهنا أن يحفظكم لنا سنين كثيرة وأزمنة هادئة مديدة. والغريب في الأمر أن الأنبا بفنوتيوس وافق علي استبعاد القس بيمن للأسباب السالفة الذكر بالرغم من وجود تشابه كبير بينه وبين القس بيمن فيما قام به فالأنبا بفنوتيوس حول كل طاقاته التي كان ينبغي أن يخدم بها الكنيسة إلي معارضة البابا شنودة في كثير من الأمور وهو رئيسه المباشر». حيث كتب الكثير من الكتب منها ما تحدث فيه حتمية الإصلاح الكنسي، وآخر احتوي علي لائحة جديدة لانتخابات البطريرك والذي تقض فيها اللائحة المعمول بها الآن بالرغم من أن يعرف يقيناً أن هذا الموضوع يثير البابا شنودة شخصياً، وكذلك كتاب «الأسقف رئيس كهنوت أم رئيس كهنة». وكان السبب الثاني في استبعاد القس بيمن نقل الأمر ليس فقط إلي الشارع بل إلي الصحف والمجلات «بالرغم من أنه لم يقم بأرسال أي شيئ لنا» مشيرين أنه لم يتوقف عن أن يملأ قلوب الجميع بالضغينة والكراهية للأنبا بفنتيوس مستشهدين بقانون 57 من مجمع قرطاجنة وهو أحد المجامع الذي أقيم علي مستوي كنائس العالم والذي نص علي أن القسوس الذين يحركون الجمهور ضد أسقفهم هم مغرورون وجهلة ومارقون يرفعون رؤوسهم علي أسقفهم، والعجيب أن الأنبا بفنوتيوس شخصياً يقوم بنقل الأمر إلي الصحف والمجلات ويرسل كتبه التي تحتوي علي أشياء كثيرة لا تحبذها البابا إلي الصحف والمجلات ويحول الأمور الكنسية إلي مسائل سياسية واجتماعية وهي أشياء قمنا نحن بنشرها عن طريقه أكثر من مرة. أنا لا أقصد الهجوم علي شخص الأنبا بفنوتيوس ولكن أتعجب لماذا يوافق علي أسباب يقوم هو بعملها، وماذا سيكون موقفه إذا اتخذ البابا مثل هذا القرار معه نتيجة لنفس الأسباب، فهل يعقل أن يحلل له ما يحرمه علي الآخرين لمجرد أنه طالب بحق من حقوقه، أليس من المفترض أن يكون القس بيمن قد أخذ من الأنبا بفنوتيوس أسقفه قدوة له، فقام بما قام به الأسقف سلفاً.