في تصعيد كبير لأزمة طحا الأعمدة التي بدأت منذ ما يزيد علي أسبوعين، قرر أهالي القرية ارسال التماس لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية موقع من أكبر عدد من أقباط البلدة احتجاجاً علي رفض الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط الاستجابة لمطالبهم الذي ذيل بطلب هو الأول من نوعه، حيث طالب الأهالي قداسة البابا بفصل قرية طحا الأعمدة عن ايبراشية سمالوط وضمها للمنيا أو تكون تابعة للبابا شخصيا مؤكدين أنه في نفس الوقت تقدم أحمد الشيخ المحامي نيابة عن عمدة ومشايخ قرية نزالي طحا وأعضاء المجلس المحلي الأقباط بطحا الأعمدة وأهالي وشعب القرية برفع دعوي قضائية لرئيس محكمة الأحوال الشخصية لشئون الأسرة بسمالوط حملت رقم 31 لسنة 2010، لإيقاف ترشيح القس لوكاس نبيل شوقي موثقا لدائرة توثيق نزالي طحا للمسيحيين الارثوذكس، وذلك لعدم إقامته بين أهالي الدائرة ولعدم موافقة الأهالي علي ترشيحه وجاء نص الالتماس المرفوع لقداسة البابا والذي مفاده تلقت «روزاليوسف» نسخة منه علي النحو التالي: بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعد تقبيل يمناكم الطاهرة وطلب صلواتكم عنا في قرار لا معني له ولا مُبرر، قرر نيافة الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط وطحا الأعمدة في منتصف شهر سبتمبر 2010 ترشيح القس لوكاس نبيل شوقي لتولي مسئولية دفتر توثيق عقود الزواج الخاص بكنيسة مار مينا الأثرية بطحا الأعمدة، متجاهلاً بذلك 3 آباء كهنة بنفس الكنيسة أكبر سناً وأقدم كهنوتاً عنه ومن أبناء البلدة ومُقيمين بها وعلي دراية ومعرفة تامة بأهلها ومشهود لهم من الجميع، كما تجاهل نيافة الأسقف استياء الشعب ورفضهم لهذا القرار غير العادل، ورفض مقابلة وفود شعب طحا التي ظلت تتردد علي المطرانية لأكثر من أسبوعين منذ سماعهم للقرار لمحاولة مقابلته وإبلاغه احتجاجهم علي هذا القرار وغيره من الأمور المتعلقة بالخدمة بكنيسة مار مينا بطحا الأعمدة، وكان ضمن من ذهبوا لمقابلة نيافة الأسقف ورفض مقابلتهم عمدة البلدة ومشايخها وأعضاء المجلس المحلي وأعضاء مجلس الكنيسة وشخصيات أخري معروفة ولها مكانتها في البلدة، ولما رفض نيافته مقابلتهم جميعاً، نظم عدد من أقباط قريتي طحا الأعمدة ونزالي طحا مساء الاثنين الموافق 27 سبتمبر 2010 وقفة احتجاجية بدار مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس، رافعين لافتات منددة بالقرارات غير المدروسة وغير المُبررة التي يصدرها أسقف سمالوط بحقهم وحق كهنتهم وكنيستهم العريقة، وقدم المحتجون مطالبهم للقس اسطفانوس شحاتة المفوض من قبل نيافة الأسقف للتفاهم معهم (مرفق المذكرات التي قدمها شعب طحا للاحتجاج علي هذا القرار والمذيلة بتوقيعات أعداد كبيرة منهم في مقدمتهم عمدة البلدة ومشايخها وأعضاء المجلس المحلي وأعضاء مجلس الكنيسة)، وقد وعدهم هذا الكاهن بالاستجابة المرضية لهم ولمطالبهم صباح الثلاثاء الموافق 28 سبتمبر، غير أنه لم يحدث شيء مما وعد به، وتيقن الأهالي أنه تم خداعهم لمجرد الانصراف من دار المطرانية.، وفي محاولة أخيرة من شعب البلدة للتفاهم مع نيافة الأسقف اجتمع بالكنيسة بطحا حوالي 70 قبطيا من البلدة ممثلين لكل عائلات البلدة وتدارسوا الأمر من جميع النواحي وقرروا تشكيل وفد برئاسة عمدة البلدة ومشايخها وأعضاء مجلس كنيستها للتوجه للمرة الأخيرة لنيافة الأسقف ومحاولة مقابلته لتقريب وجهات النظر، وبالفعل توجه هذا الوفد لدار مطرانية سمالوط يوم السبت الموافق 2 أكتوبر 2010 غير أنه رغم محاولاتهم العديدة رفض نيافته استقبالهم والاستماع إليهم، ومن ثّم تقرر رفع الأمر لقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وأحبار الكنيسة الأجلاء للنظر في هذا التعنت والتجاهل التام لمطالب شعب البلدة العادلة التي فجرها من مكمنها قرار أسقفهم الأخير، والتي تتلخص في الآتي: - ضرورة احترام رأي مجلس وخدام وشعب كنيسة مار مينا الأثرية بطحا الأعمدة، وعدم انفراد نيافة الأسقف بالرأي. - الاهتمام بإحياء مجد طحا الأعمدة التي رُسم أسقفاً لها والتي كانت إحدي أهم مدن وإيبارشيات القطر المصري في العصور القديمة وكان بها 360 كنيسة غير الأديرة، وعودة اسم طحا إلي خاتم المطرانية وجميع مطبوعاتها ومكاتباتها، والاهتمام بزيارتها دورياً باعتبارها الكرسي الثاني بالإيبارشية. - الكشف عن ميزانية كنيسة مار مينا بطحا الأعمدة أولا بأول لكهنة ومجلس وشعب الكنيسة، وتقديم بيان بأراضي الوقف الخاصة بها، وتحصيل إيراداتها بمعرفة مجلس كنيسة مار مينا بطحا الأعمدة للصرف علي الخدمة وفقراء البلدة، والكف عن محاولات بيع هذه الأوقاف من قبل نيافة الأسقف. - نرفض محاولة نيافة الأسقف استقطاع جزء مهم من البلدة وضمها رعوياً إلي عزبة مجاورة! لولا تصدي شعب طحا ورفضهم لهذا القرار غير المدروس من جميع الأبعاد. - نشجب إهمال نيافة الأسقف ترميم الكنيسة الأثرية والتي يرجع تاريخها إلي ما قبل سنة 750م رغم موافقة الجهات المختصة بذلك. - نرفض نقل آثار كنيستنا الغالية بطحا والتي حافظ عليها الآباء والأجداد إلي كنائس أخري بالإيبارشية مثل نقل أيقونة السيدة العذراء إلي دير العذراء بجبل الطير ومخطوط الشهيد أبو فام الجندي الطحاوي إلي مطرانية سمالوط، ونطالب بعودة هذه الآثار الثمينة والعزيزة علينا جميعاً لكنيستنا بطحا الأعمدة. - نشجب استبعاد نيافة الأسقف لكنائس الإيبارشية ومنها كنيسة طحا الأعمدة من جميع الأنشطة العامة بالكرازة المرقسية لأسباب غير معروفة. - نطالب نيافة الأسقف بالتأني والتروي قبل إصدار أي قرارات خاصة بالخدمة في كنيسة مار مينا بطحا الأعمدة تجنباً لحدوث فتنة وانقسام بين الآباء الكهنة والخدام وأفراد الشعب ، مما يؤدي إلي تدهور الخدمة الروحية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالبلدة ونمو الطوائف البروتستانتية بها. - نطالب بحسن معاملة كهنة الكنيسة، وعدم مضايقتهم أو تهديدهم دون ارتكابهم أخطاء أو مآخذ تستوجب ذلك، ونطالب بعدم التفرقة بينهم في التعامل. ونظراً لإصرار نيافة الأسقف علي رفض الاستجابة لهذه المطالب العادلة، نطالب بالانفصال عن إيبارشية سمالوط، والتبعية مباشرة لقداسة البابا المعظم، أو لإيبارشية المنيا المجاورة، ونفوض الأمر لحكمة قداسة البابا شنودة الثالث وجميعنا ثقة في محبته وحسن تدبيره، ومرفق توقيعات الأهالي في هذا الشأن. وفي نهاية الالتماس يتساءل الأهالي عن إصرار أسقف سمالوط علي تجاهلهم وجعل الأمور تصل إلي هذا الحد؟ مؤكدين: أن الحل كان في متناول يده بالاستجابة المرضية لمطالب شعبه، صارخين في وجهه قائلين: «يا صاحب النيافة الأسقف بالشعب ولا داعي للتعالي علي شعبكم ورعيتكم. والمشكلة الحقيقية الآن تكمن في سؤال مهم جدا هل سيلبي البابا نداء الأهالي أم سيجدوا بابا موصدا أمامهم مثلما يحدث كثيرا مؤخرا داخل الكنيسة الأرثوذكسية أم أن البابا سيلتفت للخلافات الشخصية بينه وبين الأنبا بفنوتيوس وسيتخذ القرارات اللازمة، وإلي متي سيترك البابا رعيته تتمزق في أيدي الجلباب الأسود؟! سؤال يحتاج لإجابات كثيرة ووافية لا أحد يستطيع الإجابة عنها سوي البابا شنودة بنفسه.