بقلم : هانى بدر الدين المصالح القومية تملي علي الدول أن تدخل في تحالفات مع دول أخري في حالة التوافق في السياسة، وبطبيعة الحال فإن ذلك التحالف له العديد من الدرجات التي يمكن أن تعبر عنه. وقد يكون التعاون الدولي أحد أشكال التحالف، وبطبيعة الحال فإنه في عصر تتشابك فيه العلاقات، ويمتزج فيه الشأن الداخلي بالشأن الخارجي فإن التعاون والتحالف أمر أصبح ضرورة قصوي. المقدمة السابقة كانت ضرورية للدخول إلي بيت القصيد، ولكنه قبلها يجب التذكير بنقطة مهمة، وهي أنه عندما تتعرض مصر لهجوم إعلامي خارجي فإن المساندة الخارجية أيضا هي أمر يكون له تأثيره لرد تلك الهجمات، وألا تكون مصر فريسة سهلة لجبهات متحالفة لها قوة إعلامية ونفوذ وتأثير إعلامي تستطيع من خلاله ترسيخ مزاعمهما الكاذبة علي مصر التي تكون بمفردها تدافع عن نفسها، فالصوت المصري الواحد مهما كان صدقه وقوته لا يستطيع أن يقف أمام أصوات عديدة غوغائية، ومن هنا أيضا تبرز أهمية التعاون والتحالف. القضية المهمة التي أرغب الحديث عنها هي الصراع المشتعل حاليا ما بين نيجيريا وإيران علي خلفية السفينة التي دخلت المياه النيجيرية وتوقفت بأحد موانيها وهي تحمل علي متنها أسلحة مختلفة دون الإبلاغ عن تلك الأسلحة للسطات النيجيرية وهو الشكل الذي يحكم نقل أي أسلحة وفقا لقواعد القانون الدولي، مما يعد انتهاكا صارخا للسيادة النيجيرية، وتهديدا للأمن القومي النيجيري. نيجيريا دولة أفريقية تعد من الدول الكبري في القارة الأفريقية وتلعب دورا حيويا في أمن واستقرار القارة من خلال مشاركتها بقواتها ضمن قوات حفظ السلام المنتشرة في القارة، وتربط علاقة وثيقة ما بين مصر ونيجيريا، كما أن نيجيريا -في هذه القضية الخلافية مع إيران- تعتبر صاحبة الحق ولذا فلابد من أن تقف مصر ومن يتحالف معها من الدول العربية موقف الداعم لنيجيريا في الصراع مع إيران التي تعد محور التحالف المعادي لمصر في المنطقة. الصراع ما بين نيجيريا وإيران انتقل إلي الساحة الدبلوماسية، حيث أبلغت نيجيريا مجلس الأمن بسفينة الأسلحة الإيرانية، ويتوقع أن يشتعل الصراع ما بين الجانبين، والغريب أننا لم ندعمها وما زلنا نقف موقف المتفرجين من هذه القضية التي تمس السيادة الإقليمية تماما كما وقفت دول الجوار العربية والأفريقية إزاء مصر عندما كانت تتعرض لهجمة إعلامية شرسة في أوقات عدة سواء بالنسبة لتدعيم الحدود المصرية الشرقية ضد التهريب، غيرها من المواقف. وإذا بنا نرغب أن نكون محصنين ومدعومين من الدول المجاورة فعلينا أن نتقدم خطوة للأمام، ولا نقعد بمقاعد المتفرجين عندما يخوض غيرنا صراعا يدافع فيه عن حقوقه ويتعرض لهجوم من قوي تريد خلط الأوراق لتحقيق مصالحها. فإذا كانت إيران قد استباحت نيجيريا اليوم لتنتهك سيادتها وتقوم بتهريب السلاح عبر أراضيها ومياهها، فقد تقدم مستقبلا علي خطوة مماثلة تمثل تهديدا لأمن مصر القومي، ومن هنا يجب القيام بالخطوات الاستباقية الضرورية. باختصار علينا ألا نترك جيراننا وخاصة الأفارقة - الذين تثبت الأيام يوما بعد يوم أننا في أمس الحاجة إليهم- يخوضون صراعات مع قوي الظلام بمفردهم، خاصة إذا كنا نؤمن بعدالة قضيتهم.