تعبير «الجيل الضائع» يشير عادة - علي الأقل في أوروبا- إلي الجيل الذي افني شبابه بين الحربين العالميتين الأولي والثانية التي يسميها بعض المؤرخين الشطر الثاني من الحرب العالمية الأولي أو تكملتها. التعبير له أيضا مغزي آخر خصوصا في الأدب وتحديدا بين جالية كبيرة من كبار الأدباء الأمريكيين الذين خرجوا من ضيق الأفق في أمريكا إلي رحاب الفكر والفن والأدب في أوروبا وأبدعوا. كانت الهجرة أغلبها إلي فرنسا وإلي باريس تحديدا، ومن هؤلاء الأدباء الكاتبة «جرترود شتين» والشاعر العظيم الذي هاجم أمريكا بشدة وساند «موسوليني» والفاشية عن سوء فهم، بسبب كراهية شديدة للرأسمالية الأمريكية وهو الشاعر الكبير «أزرا يوند» وآخرون غيرهما ولكن كان أهمهم بالنسبة لي هو «أرنست هيمنجواي». أما كلمة «فياستا» فهي كلمة إسبانية وتعني الحفل الكبير أو العيد، هذا بالإضافة إلي أنها الاسم المختصر لرواية «هيمنجواي» الشهيرة «تصعد أيضا». أحداث الرواية تجري بين باريس وإسبانيا، حيث كان أبطال الرواية من «الجيل المفقود» يتنقلون باحثين عن الحب والسلوي وربما الذات أيضا. بطل القصة الأمريكي جرح في الحرب بحيث أصبح من المستحيل عليه أن يعبر عن حبه إلي محبوبته الإنجليزية التي قابلها في باريس كرجل. الرواية كلها صيحة مؤلمة ضد غباء الحروب والتدمير والقتل، علي الرغم من أن عبقرية هيمنجواي مكنته من كتابة ذلك دون الحديث بأي صراحة عن الحروب وويلاتها. لقد ذاقت أوروبا الأمرين من الحروب ويبدو أنهم أخيرا وبعد الدمار الذي لحق بهم بعد الحرب الأخيرة عادوا إلي عقولهم وقرروا عدم جدوي الحروب. من هذا الدمار صعد «فينكس» السلام والتقدم والرخاء الذي نراه الآن في أوروبا، وعلي الرغم من أهمية الوصول إلي الاستنتاج المنطقي لعدم جدوي الحروب، كانت هناك شروط لابد أن تستوفي، فلا يكفي أن يكون هناك رجل عاقل متدين مثل كونراد أديناور مستشار ألمانيا يتفاوض مع زعيم عظيم مثل الفرنسي شارل ديجول. ونكمل غدا