علي الرغم من الزوبعة الشديدة التي أحدثتها فتوي الدكتور محمد شامة مستشار وزير الأوقاف وأستاذ اللغة الألمانية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر التي أكدت عدم وجود حد ثابت للردة إلا أن الدكتور شامة اطلق دعوة جديدة في اطار الموسم الثقافي للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية الأسبوع الماضي يدعو فيها إلي ضرورة السماح لغير المسلمين المصريين بالحضور للاستماع للدروس العلمية داخل الكليات الأزهرية، وهو ما أثير عام 2008 عندما قام المحامي القبطي ممدوح نخلة برفع دعوي قضائية ضد جامعة الأزهر لرفضها التحاق المسيحيين بها، معتبرا أنها جامعة غير دستورية "لعدم مساواتها بين المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات كما ينص الدستور". وحول سبب تجديد الدعوة قال الدكتور محمد شامة مستشار وزير الأوقاف إن الأزهر ليس للمسلمين فقط وإنما لغير المسلمين أيضا سواء من مصر أو غير مصر لأنه مؤسسة دينية ودعوية ، وغير المسلم يجب أن يتاح له دخول الازهر ليستمع إلي ما يريد ، وذلك دون أن يحصل علي شهادة تخرج لأن حضوره للمعرفة فقط. ويدلل شامة علي إمكانية التطبيق بأن هناك باحثين ألمان يأتون للاستماع للمواد والمناهج التي يتم تدريسها بقسم اللغة الألمانية، مشيرا إلي أن جامعة الأزهر تسمح بذلك لكن لا يحصلون علي شهادة تفيد بانهم تدربوا في الأزهر إلا أن وزارة الأوقاف اكدت أن آراء الدكتور شامة ليست معبرة عنها ، وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف إن آراء الدكتور شامة معبرة عن شخصه ، وما يقوله لا يحسب علي وزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ، وليس معني أنه مستشار وزير الأوقاف ان كلما يقوله هو لوزير الأوقاف". موقف الجامعة وحول موقف جامعة الأزهر اكد مصدر مسئول برئاسة الجامعة رفض ذكر اسمه ان تلك الفكرة عرضت ورفضت نهائيا عندما كان الدكتور أحمد الطيب رئيسا لها ، واعتبرت فكرة تحاول إيجاد فتيل فتنة جديد لتاكيد ان هناك تفرقة داخل الأزهر للمواطنين المصريين. بينما أوضح الدكتور حسين عويضة رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر أن رفض قبول المسيحيين بالأزهر يستند إلي القانون رقم 103 لسنة 1961والخاص بتطوير التعليم الأزهري، والذي قام بتنظيم المسألة المتعلقة بالالتحاق بجامعة الأزهر من الخارج مشترطا أن يكون مسلما حاصلا علي شهادة أزهرية لا تقل عن الثانوية، ويمكن لخريجي الجامعات العامة دخول الجامعة عن طريق الانتساب بعد إجراء الاختبارات اللازمة. وبالرغم من التحديد القانوني المنظم لعملية القبول بالكليات الأزهرية إلا أن الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية أصول الدين سابقا يري أنه من الممكن التطبيق لدعوة شامة في التحاق غير المسلمين داخل الأقسام الحرة عن طريق الاستماع للمحاضرات المعرفية فقط بالإسلام، ودون الحصول علي شهادة أزهرية. وقال :" لدينا القسم الحر في الأزهر وهو يدرس العلوم الإسلامية ، ومن وجهة نظري الشخصية لا مانع ان يدخل الازهر ويحضر هذه الدروس.أما الكليات المتخصصة ليس بها قسم استماع وكلهم منتظمون بالدراسة أما المنتسب لم يحصل علي حق الانتساب إلا لحصوله علي الثانوية الأزهرية، وهو غير متحقق في غير المسلم الذي يريد دخول الأزهر ، بينما القسم الحر غير مقيد بذلك فاهلا باي مصري او غير مصري من غير المسلمين للاستماع للمحاضرات العلمية عن الإسلام . وأكد أن الأزهر يؤمن بأن كل إنسان له الحق في المعرفة ، لكن الحضور في الكليات الأزهرية المتخصصة لن يساعد في البحث عن المعرفة، حيث إن من يدخل تلك الكليات المتخصصة يبحث عن شهادة تنبئ بالحصول علي شهادة موثقة من جامعة الأزهر، وعليه إذا كان الراغب غير مسلم في الحضور بالقسم الحر لمعرفة العلوم الإسلامية فله ذلك، وإن أراد الالتحاق بالكليات الإسلامية فليبدأ من الابتدائي الازهري حيث ان هناك شروطا تطبق علي المصريين جميعا فليبدأ مع اخوانه المصريين جميعا من اول السلم كما يبدأون لأن المساواة والعدالة هنا شرط وواجب. المحاضرات العامة فقط بينما يرفض الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الشريعة السابق دعوة شامة ويوضح أن أي شخص أن يحضر أي درس علمي سواء كان في المسجد أو في حلقة عامة او في محاضرة عامة ذلك ان التعليم مباح للجميع وحق دخول المسجد لأي شخص فلغير المسلمين أن يدخلوا ويسمعوا ويناقشوا ما دام النقاش في حلقات العلم الضيقة ، وليس علي نطاق واسع . وأضاف :" إن جامعة الأزهر مكان وفصول منظمة وطلابها مقيدون ومن ثم لا يجوز لغير الطلاب هذه الدروس ، أما المحاضرة العامة أو الدورات التي تعقد للمعرفة العامة في الدين داخل جامعة الأزهر فلا مانع من دخول غير المسلمين والحضور فيها.