حذر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي من أن أي مشروع عربي سني في العراق سيقابله مشروع إيراني شيعي مشددا علي أن بغداد «لن تحكم بالصفوية كما لن تحكم بالعثمانية». وأكد المالكي، حسبما كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ل«روزاليوسف»، خلال لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي الأسبوع الماضي، رفضه أي تدخل من قبل دول الجوار في الشأن العراقي، وأوضح أن تشكيل الحكومة العراقية ربما يعلن خلال أسبوع وفقا للتحالف الأكبر والسياقات القانونية. وعلق رئيس الوزراء علي ما أشيع عن وجود اقتراح سعودي لعقد اجتماع لدول جوار العراق لبحث أزمة تشكيل الحكومة، مؤكدًا رفضه لهذا الاقتراح إلا أن موسي نفي له وجود مثل هذا الاقتراح من الأساس. وأشار المالكي إلي أنه بقدر ما يعارض تدخل أي دولة عربية في العراق بقدر ما يرفض التدخل الإيراني في بغداد. وكشف عن اعتزامه المطالبة بتعديل قانون اجتثاث حزب البعث بهدف الاستفادة من البعثيين ممن لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي، ولفت إلي أن المشكلة ليست مع المواطن العراقي البعثي ولكن مع حزب البعث وفكره، داعيا سوريا إلي عدم مساندة حزب البعث العراقي مثلما لا تساند بغداد حزب البعث السوري. في غضون ذلك رحبت مصر بالمبادرة التي أطلقها مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق بدعوة ممثلي الأحزاب العراقية الرئيسية إلي مائدة مستديرة في أربيل لبحث سبل تخطي أزمة تشكيل الحكومة. وأعرب السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن تطلع مصر إلي نجاح هذه الخطوة للخروج من الأزمة الحالية وإدماج جميع مكونات المجتمع العراقي في الحكومة المقبلة بشكل يعكس واقع التعددية العراقية علي أن تكون مشاركة الجميع بشكل فعال وملموس ومؤثر. وأوضح زكي أن مصر تري أن تسوية أزمة تشكل الحكومة يجب أن تكون مرهونة بإرادة العراقيين بعيدا عن أي تدخلات سلبية خارجية في شأنهم مع تشجيع جميع القيادات السياسية العراقية علي التواصل والحوار والابتعاد عن المخاصمة الطائفية من أجل الوصول إلي صيغ للحكم تكون مقبولة عراقيا أولا ثم إقليميا ودوليا.