من المعروف أن بعض المعلمين يتفننون في استخدام وسائل الترهيب والتخويف للتلاميذ، وسائل كالخرطوم والعصا ولا يشعرون بأنفسهم وهم ينهالون علي الأجساد النحيلة ضربا وركلا لينتهي الأمر بتدمير عين تلميذة صغيرة أو كسر قدم تلميذ صغير. أعرف معلما ألقي بتلميذ صغير من الدور الأول والسبب أنه لا يجيد القراءة ولولا وجود كومة من الرمل لحدث ما لا تحمد عقباه. الغريب أن أحدا لا يلتفت إلي هذه التصرفات المشينة إلا بعد وقوع مصيبة من المصائب حيث يبادر ولي الأمر بإبلاغ السلطات التي تتولي التحقيق مع المعلم المعتدي. لا شك بأن العزوف عن الدراسة والانقطاع عن المدرسة هو النتيجة الحتمية لتكرار سيناريو الضرب. وفي المقابل هنالك معلمون يتفننون في استخدام وسائل تكنولوجية حديثة لجذب التلاميذ وهؤلاء المعلمون لقوا التقدير المستحق من الوزارة علي اعتبار أنهم نماذج طيبة قد يتأسي بها جميع عناصر التعليم. المثير للدهشة أن وسائل الإعلام التي سرعان ما تتناقل أخبار وصور المعلم حين يرتكب جريمة إحداث عاهة مستديمة لتلميذ من التلاميذ لا تلتفت إلي هؤلاء المعلمين الأكفاء المخلصين. والأكثر دهشة أن بعض مسئولي التعليم في محافظاتهم لا يهتمون بهم ولا يحتفون بهم وكأن تحقيق النجاح لا يعنيهم في شيء. لقد قدمت لنا وزارة التربية والتعليم تقليدا طيبا طالما افتقدناه في السنوات الماضية، وهذا التقليد يتمثل في الاحتفاء بالموجهين المتميزين في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وبرمجيات الكمبيوتر. لقد قام الدكتور زكي بدر وزير التربية والتعليم بتكريم الموجهين الذين نجحوا في نشر هذه الوسيلة الفعالة في نطاق المدارس التي يشرفون عليها. وهؤلاء الموجهون استطاعوا تشجيع وتدريب نسبة كبيرة من معلمي هذه المدارس في كيفية الاستفادة من الحاسب الآلي في تدريس اللغات في المعمل أو الفصل. لقد فاز بالمركز الأول علي مستوي المحافظة وعلي مستوي الجمهورية في محور الموجه المتميز تكنولوجيا عام 2010م موجه لغة انجليزية بإدارة نصر النوبة التعليمية بمحافظة أسوان يدعي شاذلي إسماعيل الذي قام الوزير بدعوته وتكريمه في حفل ديوان عام الوزارة الذي أقيم في2 أغسطس الماضي حيث تسلم شهادة تقدير وميدالية ووسام الوزارة. لعل بعض المغرضين قد يشككون في هذا الانجاز قائلين إن الوساطة والمحسوبية تلعبان دورا مهما في مثل هذه المناسبات وخاصة عند اختيار الفائزين بالمراكز الأولي علي مستوي الجمهورية. ولهؤلاء نقول إن الموجه الفائز بالمركز الأول لا وساطة له سوي جهده وعمله حيث تولت لجان متخصصة علي مستوي كل مديرية ترشيح وانتقاء وتقييم العناصر المشاركة طبقا للشروط الموضوعة سلفا ثم بعد ذلك تولت لجان متخصصة علي مستوي الوزارة وشركة الانتل لتكنولوجيا المعلومات عملية التقييم وتحديد الفائزين. وقد استندت هذه اللجان لمعايير محددة وإنجازات ملموسة عند تحديد الفائزين بالمراكز الأولي. لقد نجح موجه إدارة نصر التعليمية في تشجيع استخدام التكنولوجية الحديثة في المؤسسات التعليمية التي يشرف عليها في محافظة أسوان حيث عمل علي تفعيل برمجيات الكمبيوتر والانترنت في تدريس مادة اللغة الانجليزية واستطاع أن يحفز 80% من المعلمين الذين يعملون في نطاق إشرافه علي استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر في تدريس المناهج الدراسية وكان هذا كافيا لتشجيع التلاميذ علي البحث والاستنباط والاستنتاج وتنظيم المعلومات. كما سعي لتشجيع المدرسين من خلال المسابقة التي أعدها ونظمها للحاصلين علي برنامج دورة الإنتل في جميع المراحل التعليمية حيث تنافس المدرسون في تحضير دروس المناهج الدراسية باستخدام برنامج العروض التقديمية. وبالإضافة إلي ذلك فإنه قام بإنشاء مواقع ومنتديات تعليمية علي شبكة الانترنت ونجح في تصميم برامج تعليمية، منها برنامج يشتمل علي قواعد اللغة الانجليزية وبرنامج آخر يتناول أحدث الطرق في تدريس اللغة الانجليزية. الغريب أن هذا الموجه المتميز الذي حصل علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية والذي كرمته الوزارة لم يلق ذات الحفاوة والتقدير والتكريم في المحافظة التي ينتمي إليها، التكريم الذي حظي به زملاؤه في المحافظات الأخري كمحافظة الفيوم ومحافظة قنا والذين لم يحققوا نفس التميز والانجاز في مجال استخدام التكنولوجيا. ولكن الأمر الأشد غرابة هو أن المديرية التي رفع رايتها والتي وضعها علي خريطة الانترنت لم تلتفت إلي أهمية التكريم ودوره في تشجيع الآخرين وتحفيزهم لتحقيق انجازات مماثلة، إذ لم تكلف المديرية نفسها بإقامة حفل شاي للاعتراف بالانجاز الذي تم. إنني علي يقين راسخ لا يخالجه شك بأن اللواء المتميز مصطفي السيد محافظ أسوان رجل يقدر العلم ويكرم المجتهدين والمتميزين: وإنه لن يقف مكتوف اليدين تجاه هذا التجاهل لأبناء أسوان الذين يتفوقون علي أبناء كل محافظات الجمهورية في مجال تكنولوجيا التعليم والمجالات الأخري.