وسط كل ما نعيشه من صخب غنائي يصل إلي حد الاستعانة بالجملة الشهيرة مطرب لكل مواطن ظهرت مجموعة من الموسيقيين السكندريين فضلوا أن يكونوا صوتا مميزا وسط هذا الزحام الموسيقي ليعبروا بكلماتهم وألحانهم عن أفكار الشباب وطموحاتهم وأحلامهم ونتعرف علي حكاية فرقة "صوت في الزحمة" التي أصبحت اليوم واحدة من أهم الفرق الموسيقية المستقلة. يروي محمد فوزي عازف الجيتار بالفرقة وأحد مؤسسيها. منذ أن كان عمره 11 عاماً و هو مهتم بسماع موسيقي الروك ومتمرد علي الأغاني العاطفية لأنه كان يبحث عن أغان تعبر عن الواقع الذي نعيشه، ورغم حداثة سنه في ذلك الوقت إلا أنه أعجب بجملة "عش حياتك من خلال الموسيقي" وهو ما أتبعه بالفعل ثم تعلم العزف علي الدرامز، وكانت نقطة التحول بالنسبة له عندما شاهد العروض الفنية بمهرجان الفرق المستقلة عام 2003 . وبعد حضور محمد فوزي لهذا العرض لفت انتباهه آلة الجيتار الكهربائي Base getar والذي يجمع صوته بين الجيتار العادي والدرامز ومع الوقت بدأ يتعرف علي محبي الموسيقي أثناء دراسته بكلية التجارة جامعة الإسكندرية والتواصل معهم وكانت نقطة التحول عندما تعرف علي عازف الجيتار نديم حبشي الذي تعلم منه الكثير و أتاح له الفرصة عندما أخبره برغبة شقيقه أدهم حبشي تكوين فرقة موسيقية، ومن هنا تكونت الفرقة التي زاد عدد أفرادها بالتدريج ووصل إلي 9 أفراد ليقدموا أولي حفلاتهم عام 2005 أي بعد حوالي عام من تكوين الفرقة. ويذكر محمد فوزي معاناة أفراد الفرقة في البداية مع إيجاد المكان المناسب لإجراء البروفات حيث كانت مصروفات إيجار الاستديو مرتفعة جدا عليهم لذلك كانوا يؤجرون شققا صغيرة كانوا فيها يضطرون في كثير من الأحيان إلي وضع المخدات حول الآلات حتي لا تصدر أصواتا تزعج الجيران ويذكر أيضا أنهم استأجروا محلا تحت الانشاء وكانوا يحصنون الآلات من الفئران الموجودة بالمكان. مع الوقت بدأ صيت الفرقة ينتشر وأكثر ما يعتز به أعضاء "صوت في الزحمة" أن نجاحهم بدأ من الاسكندرية وانتشر منها إلي القاهرة ويؤكد فوزي أن الكلمات المعبرة عما يشعر به الشباب والألحان المميزة هي سر نجاحهم والذي لم يأت بين يوم وليلة، حيث تنقلوا بين الجهات الثقافية وعرضوا عليهم إقامة الحفلات لديهم،كما استعانوا بالبوسترات التي علقت في كل مقاهي الإسكندرية حتي أصبحت موضة يقلدها الآخرون. ومع بداية عام 2008 وإطلاق الموقع الالكتروني والتواجد علي الفيس بوك زادت شهرتهم ومشاركاتهم الفنية وعرفوا بأغاني "ابنو الحيطان- صباحك يابلدي- قلبك"، ويشير إلي أنهم دائمو التجديد في عروضهم والجديد أنهم عادوا للفلكلور القديم ولكن علي طريقتهم الخاصة.