ثلاثة لقاءات مهمة عقدها الرئيس حسني مبارك أمس لإنقاذ عملية السلام وإتمام المصالحة الفلسطينية وبحث جهود تشكيل الحكومة العراقية. بدأ الرئيس مبارك نشاطه الرئاسي أمس بلقاء الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. تناولت المباحثات تطورات الأوضاع بالشرق الأوسط ثم التقي الرئيس مبارك بمقر رئاسة الجمهورية الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما تناولت المباحثات تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية والموقف من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل استمرار الاستيطان والتحركات العربية المطلوبة حياله. كما استقبل الرئيس حسني مبارك ظهر أمس إياد علاوي الذي وصل إلي القاهرة في زيارة تستغرق يومين في إطار جولة عربية بحث خلالها جهود تشكيل الحكومة العراقية. ومن جانبه أكد بركات الفرا السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوبها لدي الجامعة العربية في تصريح خاص ل«روزاليوسف» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث مع الرئيس حسني مبارك تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية خاصة تعثر المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب استمرار الاستيطان. وأضاف أن هذا اللقاء اكتسب أهمية كبيرة خاصة أنه يأتي قبيل اجتماعات لجنة لمتابعة مبادرة السلام العربية التي ستعقد في سرت بعد غد الجمعة، حيث ستبحث تطورات الأوضاع بشأن المفاوضات وتقييم الموقف برمته واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنه. وفي وقت سابق أكد عريقات أن مرحلة البدائل والخيارات قد بدأت حيث تم بحث عدد من الخيارات والبدائل والاجراءات اذا استمر الاستيطان دون الكشف عنها مؤكدا أن علي اسرائيل أن تتحمل مسئولية تعطيل المفاوضات. ومن جانبه شدد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» علي أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع الذهاب الي مفاوضات جديدة مع إسرائيل شعارها الارض مقابل السلام بهدف إنهاء الاحتلال الاسرائيلي بينما الارض تسرق والاستيطان يتعمق. وقال شعث خلال توقفه أمس بمطار القاهرة الدولي إن مسئولية تدمير عملية السلام تقع تماما علي عاتق إسرائيل. وأضاف: لا مصداقية لعملية سلام ترعاها الولاياتالمتحدة وهي لا تستطيع فرض التزام رئيسي علي إسرائيل بالكف عن مزيد من الاحتلال. وتابع: المرونة الوحيدة الممكنة التي يمكن للسلطة أن تعطيها هي عبر وقف الاستيطان وقفا كاملا لمدة أربعة أشهر شريطة إنهاء التفاوض حول الارض والحدود خلالها وانه إذا فشلت إسرائيل في الوصول الي اتفاق علي أساس حدود 1967 يستمر التجميد الكامل. وقال إن مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشيل بذل جهودا كبيرة خلال لقاءاته التي أجراها أخيرا لوقف الاستيطان الا أنه يبدو أن جهوده فشلت. وأكدت مصادر فلسطينية أن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه سيكون بإمكان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التوصل عبر مفاوضات حثيثة الي اتفاق بشأن الحدود في غضون شهرين لذلك اقترحت أن ترسل رسالة ضمانات الي الحكومة الاسرائيلية توقف بموجبها الاستيطان لفترة شهرين. وأضافت المصادر التي لم تكشف الصحيفة هويتها أن الاشكالية في رسالة الضمانات الامريكية هي انها تتحدث عن تمديد تجميد الاستيطان شهرين دون امكانية أي تمديد آخر في الوقت الذي ليس من الواضح أو المؤكد أنه سيكون بالامكان التوصل الي اتفاق خلال تلك الفترة. كما كشف مسئول فلسطيني أن السلطة الفلسطينية تلقت تأكيدات من المبعوث الامريكي الخاص لعملية السلام جورج ميتشيل بأن ورقة الضمانات الامريكية التي ستقدم الي إسرائيل مقابل تمديد تجميد الاستيطان فترة شهرين لا تتضمن اي تعهدات بتواجد إسرائيل طويل المدي في غور الاردن. في المقابل دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد الي تفعيل إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 والتوجه الي الاممالمتحدة بطلب العضوية لدولة فلسطين. كما دعا الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر إسرائيل الي التخلي عن طموحاتها للاحتلال والسيطرة علي الاراضي الفلسطينية. وعندما سئل كارتر في مقابلة تليفزيونية عن احتمالات السلام في منطقة الشرق الاوسط قال إن الوقت قد حان بالنسبة للتخلي عن بناء المستوطنات علي الاراضي التي يدعي الفلسطينيون أنهم يملكونها.