في الوقت الذي تنشط فيه منظمات فلسطينية تتخذ من سوريا مقرًا لها في الهجوم علي المفاوضات المباشرة التي تواصلت أمس بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس بعد جولتين في واشنطن والقاهرة.. عاد الملف السوري ليفرض نفسه في ظل ما وصفه مراقبون للأوضاع في المنطقة بأنه قد يكون محاولة سورية للحاق بركب المفاوضات المباشرة، وإحياء هذا المسار الذي تعطل عقب خروج الوسيط التركي. فبينما عقدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لقاء في القدس أمس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يصل إلي دمشق اليوم المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل للقاء الأسد وسط تسريبات إسرائيلية عن إمكانية التوصل لاتفاق سلم في غضون عام بين إسرائيل وسوريا، لكن مراقبين في المنطقة يتخوفون من أن إعادة إحياء المسار السوري المتوقف منذ سنوات قد يتيح للقيادة الإسرائيلية فرصة للمناورة بين المسارات التفاوضية المختلفة، ما يمنح نتانياهو الفرصة لإنهاء فترة رئاسته للحكومة دون إنجاز حقيقي علي المسارين. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه أن اجتماع أمس ركز علي جدول أعمال المفاوضات المباشرة، وحول تصريحات المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل حينما أشار إلي يهودية الدولة الإسرائيلية قال عبدربه لا نريد التوقف عند بعض تصريحات المجاملة. وبينما جدد الناطق باسم الوفد الفلسطيني المفاوض حسام زوملط الموقف الفلسطيني بشأن الاستيطان بالتأكيد علي أن الفلسطينيين سينسحبون فورا من المفاوضات حال استأنفت إسرائيل عمليات الاستيطان في الضفة الغربية تستعد لجنة التخطيط ببلدية القدس لمناقشة خطط بناء 1362 وحدة سكنية جنوبالقدس وتباينت ردود الأفعال داخل إسرائيل إزاء المفاوضات وإن كان القاسم المشترك بينها هو التبشير بانهيار الائتلاف الحكومي في تل أبيب حيث دعا شالوم سمحون وزير الزراعة الإسرائيلي حزب العمل إلي الانسحاب من الحكومة إذا لم تحقق عملية السلام نتائج ملموسة فيما هدد عضو الكنيست أوري أوربخ بانسحاب حزبه «البيت اليهودي» من الحكومة إذا لم تستأنف الحكومة الاستيطان. وعلق وزير الداخلية الإسرائيلي «إيلي يشاي» علي المفاوضات قائلاً إنه لا يثق في أن الفلسطينيين راغبون في السلام واعتبر جميع شروط الفلسطينيين تهدف لإحباط محاولات السلام. وأضاف إننا نطالب بأمور بسيطة منها الاعتراف بدولة يهودية وهو أمر بسيط لكن الفلسطينيين لا يستطيعون الاعتراف بذلك لأنهم قرروا أن فلسطين لن تحرر إلا بإلغاء الكيان الإسرائيلي فهم لا يفهمون بأنه ليس هناك حق عودة. في الوقت نفسه يناقش مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية في دورته العادية ال134 التي تعقد اليوم مشروع قرار حول القضية الفلسطينية يؤكد مجددًا أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للعرب. ويؤكد القرار الذي أعده المندوبون الدائمون للدول العربية في اجتماعاتهم التي اختتمت أمس علي أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة حتي حدود 4 يونيو 1967 والتوصل إلي حل شامل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 وأستناداً للمبادرة العربية للسلام. وقام عدد من نشطاء اليمين الإسرائيلي بتشويه عشرات الملصقات لشخصيات فلسطينية تدعو للسلام، من بينهما «صائب عريقات» و«جبريل الرجوب» حيث غيروا الجمل المرافقة لتصبح من «راغب في أن أكون شريكك» ل «قاتل يرغب في أن يكون شريكك». وفي الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية أن نتانياهو وعباس سيتوجهان السبت المقبل لنيويورك لحضور قمة ينظمها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون علي هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها إلي واشنطن للقاء الرئيس أوباما . وأعلن مسئول أمريكي أمس أن مبعوث واشنطن للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور سوريا اليوم لإجراء مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفًا أنه سيتناول في مباحثاته عملية السلام بالمنطقة وكيفية الإسهام السوري في مساعدة الجهود الأمريكية لإحلال السلام بالشرق الأوسط، ومن جانبها توقعت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن ميتشل سيبحث في دمشق إجراء محادثات سلام مباشرة بين إسرائيل وسوريا. وتأتي زيارة ميتشل لدمشق ضمن تحركات عديدة تجري لتفعيل المسار السوري - الإسرائيلي وفي أعقاب زيارة مبعوث السلام الفرنسي جان كلود كوسران الذي سلم رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي الأسد حول إحياء عملية السلام مع إسرائيل ورحب الرئيس السوري بالجهود الفرنسية مطالبًا فرنسا بضرورة الأخذ في الاعتبار الدور التركي حتي يتم البناء علي ما انتهت إليه المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل التي رعتها تركيا وتوقفت مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة واستجاب كوسران للمطلب السوري فانتقل إلي زيارة أسطنبول عقب انتهاء زيارته لدمشق، وجاء ذلك مواكبا مع الكشف عن رسالة من نتانياهو للأسد أكد فيها إمكانية التوصل إلي اتفاق إطار بين سوريا وإسرائيل خلال عام. وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن زيارة ميتشل لسوريا تثير تكهنات بتطورات محتملة لتحقيق السلم في الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة في تقرير أوردته في موقعها الإلكتروني: إن العديد في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جادل - لبعض الوقت - بشأن أن اتفاق سلام إسرائيلي مع سوريا أمر محتمل وأن اتفاقا من هذا القبيل سوف يبدل الوضع في المنطقة برمته للأفضل. وأشارت الصحيفة إلي الاجتماع الذي عقده المبعوث الفرنسي للشرق الأوسط جان كلود مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي انتقد السياسات الإسرائيلية إلا أنه أكد رغبة بلده في السلام. وحذر يحيعم شاشون رئيس مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي الأسبق من أن حماس ستقدم علي تنفيذ هجمات انتحارية في الضفة وأوضح أن التقدم في المفاوضات سيزيد من هذه العمليات لكنه شدد علي ضرورة عدم وقف المفاوضات بقوله «لا شك أن وقف المحادثات يخدم مصلحة حماس». وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن صاروخًا أطلق من قطاع غزة مساء أمس الأول تزامنا مع جولة شرم الشيخ سقط قرب مدينة عسقلان جنوب إسرائيل دون أن يتسبب في وقوع إصابات. وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه سادس صاروخ يطلق منذ صباح الأحد من غزة علي إسرائيل. وفي وقت قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قذيفتي هاون أطلقت من غزة سقطت أمس في جنوب إسرائيل. علي الجانب الآخر أصيب فلسطينيان علي الأقل في قصف مدفعي إسرائيلي لمنطقة جحر الديك شرق مدينة غزة وصفت جروح أحدهما ب «الخطيرة» وذكر شاهد عيان أن الجيش الإسرائيلي قام «بإطلاق أربع قذائف مدفعية أدت إلي وقوع إصابتين علي الأقل. وقالت كتائب المقاومة الوطنية الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان إن إحدي مجموعاتها «اشتبكت مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في منطقة جحر الديك بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي في إطار تصديها للعدوان وأشارت إلي أن قوات الاحتلال ردت بإطلاق نيرانها بشكل عشوائي. واتهمت منظمة «بتسليم» الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان حكومة بنيامين نتانياهو والجيش الإسرائيلي بانعدام المسئولية لعدم التحقيق في مقتل فلسطينيين علي أيدي جنوده «مؤكدة أن إسرائيل لا تحقق كما يجب في مقتل المدنيين الفلسطينيين علي أيدي جنودها وتقدمت المنظمة إلي النيابة العامة مطالبة بالتحقيق في 148 حالة. وعلي جانب آخر صرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بأن إجمالي عدد العابرين الفلسطينيين والأجانب من وإلي قطاع غزة منذ فتح الميناء أول يونيو الماضي بلغ 81 ألفا و101 فرد.. حيث وصل إلي مصر 38 ألفاً و981 فرداً، وغادر البلاد إلي القطاع غزة 42 ألفاً و120 فرداً.