توقع الرئيس الأمريكي بارك أوباما «عقبات هائلة» في طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل لكن اعتبر الأمر مخاطرة تستحق العناء وأكد أن بلاده ستواصل مساعيها لانجاح هذه المفاوضات وقال أوباما في مؤتمر صحفي أمس الاول في البيت الابيض إن محادثات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اللذين من المقرر أن يجتمعا مجددا في مصر في 15 من الشهر الجاري تمثل فرصة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل. وأضاف أن كلا الطرفين بحاجة إلي الآخر وفي نهاية المطاف سيكون الأمر بيديهما. وأوضح أوباما أنه مازال متفائلا وأنه رغم أن هذا سيكون صعبا فإنها مخاطرة تستحق العناء لأن البديل هو الوضع الراهن وهو غير قابل للاستمرار ولذلك إذا انهارت المحادثات فسنظل نحاول. وكشف أوباما عن أنه أبلغ نتانياهو أنه من المنطقي تمديد تجميد البناء الاستيطاني مادامت محادثات السلام بالشرق الأوسط بناءة. وقال إن التوصل إلي اتفاق سلام سيخدم جهود التعامل مع إيران ومواجهة الارهابيين في الشرق الاوسط، وأكد أن إدارته تدافع بشكل ثابت عن أمن إسرائيل في مواجهة التهديدات الخارجية. وفي مدريد أعلنت الحكومة الاسبانية أنها قررت أن ترفع إلي بعثة دبلوماسية مستوي التمثيل الفلسطيني في بلادها تمهيدا لقيام دولة فلسطينية والاعتراف بها. وقالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان إن الممثلية العامة لفلسطين الموجودة في العاصمة الاسبانية منذ 1986 ستصبح البعثة الدبلوماسية لفلسطين وستتعامل السلطات الاسبانية مع رئيسها بوصفه سفيرا. وأكدت جوب عدم انتهاك مكاتب وأرشيف ووثائق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية علي غرار أي سفارة أجنبية أخري وأوضحت أنها تجدد عبر هذه المبادرة تأكيد الصداقة والتضامن اللذين يجمعان بين الشعب الاسباني والشعب الفلسطيني. وأوضحت أن هذا القرار يندرج في اطار التطلع الي قيام دولة فلسطينية والاعتراف بها في وقت غير طويل وكنتيجة لعملية التفاوض التي انطلقت مجددا بعد قمة واشنطن في الثاني من سبتمبر الماضي ويأتي القرار بعد أيام من اجتماع عقد الثلاثاء الماضي في مدريد بين رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو. عربيا تبرعت الامارات بمبلغ قدره 42 مليون دولار للسلطة الفلسطينية معززة الدعم للرئيس محمود عباس الذي تواجه سلطته ضائقة مالية مع استعدادها لاجراء محادثات سلام، وقال مصدر عربي في واشنطن إن هذا التبرع الذي أكده متحدث باسم الحكومة الفلسطينية جاء بعد نداءات متكررة من جانب مسئولين أمريكيين كبار لتقديم مزيد من الدعم العربي للمساعدة في بناء قدرات الحكومة الفلسطينية. وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه إنها لفتة دعم في الوقت المناسب للمحادثات ومشروع بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية بالاضافة الي أنه استجابة للحث العلني من جانب الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وأكد غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية تبرع دولة الامارات العربية المتحدة ولكنه امتنع عن اعطاء تفصيلات أخري، وقال إن المبلغ يهدف الي دعم ميزانية الحكومة. وكانت السلطة الفلسطينية قد شهدت تراجعا في التمويل من الدول العربية وفرضت تخفيضات في الانفاق حتي مع سعيها لتوسيع المهام الحكومية، خاصة أن الدولتين العربيتين الرئيسيتين اللتين تمنحان مساعدات للسلطة الفلسطينية وهما السعودية ودولة الامارات قد تراجعت بشكل كبير مساهماتهما هذا العام عما كانتا تقدمانه سنويا منذ 2007 .