ترجمة: محمد بناية تضمنت صحيفة ال"فايننشال تايمز" أمس مقالا بعنوان "وديعة لمتحف من أجل تهدئة التوتر مع ايران". ذكر فيه كاتبه بيتر اسدن انه في خطوة تدل علي توافق دبلوماسي نادر بين بريطانيا وايران، أرسل المتحف البريطاني "اسطوانة كورش"، إحدي أكثر التحف الثقافية أهمية، إلي طهران حيث ستبقي كوديعة تعرضها في متحفها لمدة أربعة شهور. والأسطوانة التي تحمل كتابات مسمارية بابلية بعد فتح سايروس بابل عام 539 قبل الميلاد، توصف بأنها أول إعلان لحقوق الإنسان. ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مدير المتحف البريطاني نيل ماكجريجور قوله ان الوديعة هذه تكتسي أهمية خاصة في وقت تشهد فيه العلاقة الدبلوماسية بين إيران والغرب توتراً. وقال: "انها وثيقة تتحدث عن احترام حقوق الشعوب الأخري وأساليب العبادة المختلفة". ولفت إلي انه "من الصعب جدا أن ننظر إلي كورش بدون ان نتذكر نظرته الي الحكومة والعلاقات الإنسانية". وليست هذه الاسطوانة الأولي لكورش التي تزور طهران، والتي عثر عليها المتحف البريطاني خلال التنقيب في بابل بالعراق عام 1879. فقد سبق لشاه إيران أن طلب استعارة "الطبل الطيني" في العام 1971، مما أثار جدلاً دبلوماسياً مع لندن. وكان طلب الشاه جاء عبر السفير البريطاني، ورفضته وزارة الخارجية. لكن المتحف البريطاني تحرك وسلفه إياها، مما أثار ردود فعل ساخطة من المسئولين البريطانيين. وكان من المقرر ان يعير المتحف اسطوانة كورش لطهران في يناير الماضي، لكن العملية أرجئت بعدما اكتشف المتحف في اللحظة الأخيرة قطعتين مفتتين من الفخار، اعتبر أنهما تشكلان دليلاً حيوياً علي كيفية نسخ الاسطوانة وتوزيعها. لكن إيران رأت في ذلك دافعاً سياسياً، فأوقفت منظمة الإرث الثقافي الإيرانية تعاونها مع المتحف البريطاني في فبراير الماضي. وعمد المتحف البريطاني إلي إذابة الجليد عبر دعوته باحثين إيرانيين لدراسة الاكتشاف في ورشة عمل دولية، مؤكداً أن الوديعة سترسل إلي طهران لاحقاً. من جهة أخري لجأت إيران لسحب استثماراتها من البنوك الأوربية كآخر الحلول المطروحة لمواجهة آثار العقوبات. وهذه الخطوة تأتي في إطار رد المسئولين الإيرانيين رسميا علي الحرب الاقتصادية التي تشنها الولاياتالمتحدة والغرب تجاه إيران. وحسب ما أعلنت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية علي لسان محمود بهمني رئيس البنك المركزي الإيراني:" معظم قائمة استثمارات تلك المؤسسة البنكية في أوروبا، والآن سوف نستردها. حيث بلغ مجموع الأرصدة المجمدة في تلك البنوك الأوروبية 432 مليون دولار". والمعروف أن الدورة الرابعة من عقوبات مجلس الأمن والحظر الأمريكي والاتحاد الأوربي ضاعف من الضغوط علي إيران، وتعقدت تعاملاتها الدولية أكثر من ذي قبل.