في خطاب لباراس باعته صالة كريستي للمزادات قبل أيام، كتبت جوزفين تقول: «يعرف أنني أذوب فيك عشقاً، ويغرق هو في حبي.. أهينه، لكنه لا يستطيع أن يفعل». الخطاب الأزمة كشف مدي التعاسة التي عاشها نابليون مع زوجته جوزفين وكيف لعبت به.. بينما ظل صامتاً حتي مات. لا أحد يعرف ما الذي جعل الرجل الذي أخضع العالم، يركع أمام زوجته فتضربه علي خده الأيمن فيدير لها الأيسر.. وهو سعيد. لا أحد يعلم أيضا السر في أن تلعب جوزفين بالإمبراطور الذي أخضع البلاد والعباد، فيرضي ويستكين وينام تحت قدميها يعد النجوم، ويعد الذين عشقتهم. باراس الذي كتبت له جوزفين الرسالة أحد مدراء الحكومة الفرنسية، وواحد من تلاميذ نابليون. وهو الذي تدخل ليقنع جوزفين بالزواج من نابليون.. وهو الذي نام نابليون فيما بعد علي «رجل الكرسي» في مكتبه يشكي له جوزفين وأفعال جوزفين، وقصصها الغرامية مع ضباط الجيش. زوجة نابليون «مرمطت» سمعته في التراب، مثلها مثل الليدي بومبادور، وزوجة تشارلز ديكنز، وأم الفيلسوف شوبنهور وأم أطفال الأديب الروسي ديستويفسكي، ولا أحد يعرف ما الذي أجبر هؤلاء العباقرة علي تلك النساء؟! لم يستطع ديستويفسكي طوال حياته انهاء علاقته بزوجته، ولا يعرف أحدا لماذا أيضا. ولما انفصل عنها دون طلاق، كتب أروع أعماله، وكان أكثر ارتياحاً.. وصفاءً.. ورغم أن الشائعات والتشنيعات كانت تقترب منه في مكانة البعيد.. وتصفر في أذنه كالرصاص إلا أنه خاف أن يأخذ قرار الطلاق. «الرصاص» نفسه هو الذي جعل الفيلسوف الألماني «شوبنهور» يكره النساء، ويعيش حياته طولاً وعرضاً ناقماً علي أمه وعلي كل الإناث علي وجه الأرض. علاقات أم شوبنهور كانت متعددة، والرجال الذين ناموا في سريرها كانوا أكثر من الذين ماتوا في حرب طروادة لكن شوبنهر قال «لولاها لصرف مغفلا».. فهي التي دفعته لمواجهة «الحقيقة».. وتأسيس مذهبه الفلسفي لنقد أي شخص وكل شيء. أمه هي السبب في أن يقول شوبنهور «إذا كان تحت الصخرة عقرب.. فأرفع الصخرة واقتل العقرب». جوزفين هي الأخري ساعدت نابليون كثيراً. فقد قال نابليون إنه لولاها لمات في الحرب مائة مرة، لكنه قرر أن يعود ويجلس تحت قدميها.. فتتركه لتخونه مع غيره، وتعود ليجلس تحت قدميها من جديد.. عجيبة!!