ما زالت قصة حياة الإمبراطورة جوزفين، زوجة الإمبراطور نابليون بونابرت، مادة ثرية وخصبة تثير أسرارها خيال الكتاب والباحثين فهى، كما تقول عنها كتب التاريخ، المرأة الوحيدة التى استطاعت إخضاع نابليون تلك العقلية العسكرية الفذة التى أخضعت العالم، بل إنها لم تخش نابليون بكل سلطانه، وخانته مع أحد ضباط جيشه. وفى فرنسا صدر مؤخرًا كتاب «جوزفين سيرة إمبراطورة» تأليف بيير فرانسوا لادفوكا، الذى سبق أن كتب السير الذاتية لكل من الكاتب الفرنسى الراحل هوجو وشاتو بريان والشاعر لامارتين. ويعرض الكتاب لفترة معينة وهى تلك الفترة الواقعة بين عامى 1810 و1811، حيث دمرتها الثورة الفرنسية عندما قام الإمبراطور نابليون بالانفصال عنها. ولدت الإمبراطورة جوزفين عام 1763 وكانت قد تزوجت من الكونت بوهامان فى عام 1779، وأنجبت منه طفلين ثم توفى عام 1794، فتزوجها الإمبراطور نابليون فى عام 1796. وتوفيت فى مثل هذا اليوم «29 مايو» من عام 1814 ويذكر أنه فى عام 2007 قد عرضت واحدة من رسائل الحب التى بعث بها نابليون بونابرت للإمبراطورة جوزفين للبيع فى مزاد علنى بمبلغ 409 آلاف يورو، وكان نابليون قد كتب لها هذه الرسالة قبل زواجه بها وبيعت الرسالة وهى إحدى ثلاث رسائل كتبها نابليون لجوزفين قبل الزواج فى هذا المزاد العلنى الذى خصص لبيع رسائل كتبتها شخصيات تاريخية فى دار كريستيز بلندن. وكان زواجها من نابليون قد تم فى التاسع من شهر مارس سنه 1796 وعلى قدر ما كان نابليون عاشقًا متيمًا بحب جوزفين لم يكن لديها أى ميول نحوه بل لم ترغب فى أى لحظة مبادلته الحب ولولا جهود المدير «باراس» وهو أحد أعضاء حكومة المدراء فى فرنسا لما تمت هذه الزيجة من الأساس، وكانت جوزفين قد اشتهرت فى تلك الفترة بمعيشتها المترفة وديونها المتراكمة، لكن ذلك لم يمنع بونابرت من عشق تلك السيدة التى تكبره بستة أعوام. عرفت جوزفين الكثير من رجال الثورة الفرنسية، وكان لها بينهم عشاق كثيرون فى طليعتهم «باراس» كبير الحكومة الثورية.