في الوقت الذي تتسابق فيه الحكومات حول العالم لبناء حضور رقمي قادر على مخاطبة مواطنيها، نجحت وزارة الداخلية المصرية في أن تتحول من جهاز يُعرَف تقليديًا بدوره الأمني الصارم، إلى مؤسسة تدمج التكنولوجيا في تفاصيل عملها اليومي، وتعيد صياغة علاقتها بالمجتمع عبر منصة واحدة: الصفحة الرسمية على فيسبوك. هذا التحول لم يكن تطوير شكل، بل تغيير فلسفة، أعاد تعريف معنى الأمن في العصر الرقمي، وجعل مصر ضمن الدول التي تستثمر بجدية في الإعلام الأمني الحديث، وهو ما تُوّج بتحقيق الصفحة المركز الثاني عالميًا بين الصفحات الحكومية الأكثر تفاعلاً وتأثيراً. إعادة تعريف دور الأمن في العصر الرقمي تواصل الأجهزة الأمنية اليوم تقديم خدماتها بناءً على المشاركة والمعلومة الفورية وتحليل البيانات، وهي رؤية يعكسها توجيه مستمر من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بضرورة مواكبة التطور التكنولوجي، وتسخير كل أدواته لخدمة المواطنين، وليس فقط لتأمين الشوارع. من منظور أمني تقليدي.. إلى منصة تصنع الثقة قبل سنوات، كان دور وزارة الداخلية يرتبط في أذهان المواطنين بإجراءات الضبط فقط، لكن مع قوة الإعلام الرقمي واتساع تأثيره، أدركت الوزارة أن كسب ثقة الشارع يبدأ من نافذة تواصل شفافة. وهكذا أصبحت الصفحة الرسمية واحدة من أهم مصادر الأخبار الأمنية، من خلال: فيديوهات قصيرة توثق العمليات على الأرض نشر بيانات موثقة وسريعة الرد على الاستفسارات كشف الحقائق قبل انتشار الشائعات هذا الأسلوب – القائم على الشفافية وسهولة الفهم – نقل الوزارة من مرحلة "الإعلام الأمني التقليدي" إلى مستوى أقرب للجمهور وأكثر تأثيرًا. مواجهة الشائعات لحظيًا.. وسد فجوة المعلومات في زمن تنتشر فيه الشائعة أسرع من الحقيقة، تحولت الصفحة إلى منصة لتصحيح المعلومات لحظة بلحظة. يعتمد القائمون عليها على تحليل تفاعل الجمهور، ورصد المحتوى المتداول، وتحديد أفضل توقيت وأسلوب لطرح المعلومات، ما جعلها مصدرًا موثوقًا للشارع في لحظات الارتباك المعلوماتي. خدمة المواطنين من الشاشة مباشرة أحد أهم التحولات أن الصفحة أصبحت "مركز خدمة إلكتروني" يستقبل: بلاغات فقدان أوراق شكاوى المرور بلاغات إلكترونية استعلامات طلبات عاجلة تُحوَّل فورًا للقطاعات المختصة هذا النموذج خفّف الضغط على المراكز الخدمية، ورفع رضا المواطنين، وجعل الشرطة أقرب من الجمهور من أي وقت مضى. لغة مختلفة.. وأقرب للمواطن ابتعدت الصفحة عن اللغة الرسمية الجامدة، واتجهت إلى لغة مباشرة وبسيطة، تتضمن رسائل إنسانية، وهو ما جذب فئات عمرية كبيرة، خاصة الشباب الذين يمثلون أكثر من 60% من مستخدمي فيسبوك في مصر. منصة تربط مؤسسات الدولة ببعضها تحوّلت الصفحة إلى جسر تنسيق بين الداخلية ووزارات أخرى كالنقل والصحة والتضامن، خاصة في الحوادث الكبرى أو البيانات المشتركة، ما خلق نموذجًا جديدًا للعمل الحكومي الجماعي. ترتيب عالمي يعكس الثقة وصول الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية إلى المركز الثاني عالميًا ضمن الصفحات الحكومية الأكثر متابعة وتفاعلًا، لم يكن محض صدفة، بل نتيجة 3 ركائز أساسية: الإيمان بأن الأمن الحديث يبدأ من الإعلام الإلكتروني. دمج التكنولوجيا في العمل الأمني يوميًا وليس في المنشورات فقط. فهم نبض الجمهور والتعامل معه بمرونة واحترافية. تراجع الجريمة.. وتأثير المنظومة الرقمية بالتوازي مع التطور الرقمي، واصلت الوزارة تحديث أدواتها الميدانية، من تعزيز الانتشار الشرطي إلى تطوير قدرات الأمن الجنائي، وهو ما أسهم في تراجع معدلات الجريمة بوضوح خلال السنوات الأخيرة، وفقًا لحديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انخفاض الجريمة في مصر، وهو تقييم يعكس نجاحًا أمنيًا ممتدًا.