دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي إحياء تراث الشيخ محمد عبد الله دراز بالأزهر الشريف وقال خلال الأمسية الأولي للصالون الثقافي لمكتبة الأزهر مساء أول أمس: "عرفت الشيخ من كتبه مثل رسالته الصغري عن القرآن الكريم، ودستور الأخلاق في القرآن، وتتلمذتُ علي هذه الكتب، وكنت أهاب اعتراضات المستشرقين قبل قراءة كتب الشيخ دراز، خاصة أن الردود علي اعتراضات المستشرقين متناثرة في التراث القديم ولا يمكن لشخص العودة بإجابات حاسمة تدحر الاعتراض ، لكن بعد قراءتي للشيخ دراز وجدت كتباً تنقذ طلاب العلم من شبهات المستشرقين، فبعد قراءتي للعقاد والشيخ دراز لم أعد أهاب أحداً من الشرق والغرب يتحدث عن الإسلام بصورة سلبية لأنهما يدربان علي كيفية مواجهة اعتراضات المستشرقين غير المنصفة للإسلام. وأعرب الطيب عن أمنيته بأن يقرر كتاب النبأ العظيم، و"الساهل الوافد للقرآن الكريم" في كلية أصول الدين إلا أنه لم يجد إلي الآن أستاذا يستطيع مجرد رصد ما جاء في الكتابين ، كما طالب أن يحيا الأزهر بتنشيط تراث الشيخ دراز بكلياتنا ومعاهدنا. من جانبه أكد الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن علماء الأزهر الذين سافروا لأوروبا أمثال الشيخ رفاعة الطهطاوي والشيخ دراز استطاعا أن ينتقدا ما عليه الوضع الغربي بفكر إسلامي مستنير، فالشيخ دراز انتقد النظام الربوي في الحضارة الغربية ، وهذا النظام جعل 97% من رءوس الأموال المالية توظف في الاقتصاد الوهمي وهو ما أدخل العالم في الأزمة المالية الحالية. وأضاف: إن الفاتيكان يؤيد الرؤية المالية الإسلامية حيث تحدثت عن البنوك المصرفية الإسلامية التي تعيد الثقة بين البنوك والمتعاملين معها وانتقدت الموقف الأمريكي الذي ينظر للمصارف الإسلامية علي أنها مصدر لتمويل الإرهاب، مؤكدا أنه في ظل الاقتصاد الوهمي التي جعلت رءوس الأموال باحثة عن الربح عن طريق المقامرة في البورصات، يبين أننا في حاجة إلي تقديم حل إسلامي لهذا المأزق الذي أدخلتنا الثقافة الغربية فيه. وشدد علي أن الواقع الذي تعيشه أوروبا هو واقع الفراغ الديني الذي عبر عن خطورتها البابا بنديكت: "بأنه يخشي أن روما تكون يومًا جزءًا من العالم الإسلامي"، وهو الواقع الذي أوجدته العلمنة، حيث جعلت هناك ديناً طبيعياً هو الحداثة وهمشت الدين الإلهي ولم تستطع أن تجيب عن العديد من المشاكل.. لافتا إلي أننا نحن بحاجة للاستفادة من إنتاج الشيخ دراز ونحيي هذا التراث وتقديم هذا التراث للعالم الذي يتطلع لحل ينقذه من هذا البلاء المادي والإلحادي الذي يعيش فيه. من جهته طالب الدكتور محمود عزب أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة السربون بأن يزود الطلاب الأزهريون الذين يذهبون للدراسة بفرنسا أن يعرفوا أسماء من درسوا من الأزهر بفرنسا وعلي رأسهم الشيخ دراز وتثقيفهم ببعض كتبه، مؤكدا أن العالم الإسلامي بعد أن وقع فريسة بحاجة إلي بعث جديد يأتي من داخل الإسلام وتراث علمائه ومن بينهم الشيخ دراز.