تشهد المساجد بشكل عام خلال شهر رمضان زحاماً كبيراً من المصلين، وخاصة المساجد الكبري مثل الجامع الأزهر وعمرو بن العاص ومسجد النور بالعباسية ومساجد آل البيت، فهناك من يبحث عن إمام ذي صوت عذب، وآخرون يستأنسون بآل البيت، لكل مصلٍ أسباب يضعها عن اختيار مسجد للصلاة خلال الشهر الكريم. وعن مواصفات اختيار المسجد لأداء الصلاة فيه خلال شهر رمضان يقول عادل محمد:" أصلي في أقرب مسجد يقع في طريقي، وأبحث عن مسجد لا يقرأ فيه الإمام جزءآً كبيراً من القرآن لأنه إذا قرأ جزءاً كبيراً فمن الممكن أن أخرج من خشوعي في الصلاة " أما محمد منصور فيقول انه يفضل صلاة التراويح في مساجد آل البيت كالحسين والسيدة زينب وذلك لإعطاء شهر رمضان خصوصية وطعم آخر خلاف باقي شهور العام . وتقول زينب محمد من الإسكندرية إنها دائما تفضل الصلاة خلال شهر رمضان بجامع " القائد إبراهيم " وصلاة التراويح وخاصة الفجر وذلك لعذوبة صوت الإمام ولما يقدمه القائمون علي المسجد من دروس كما أنه تكون هناك خدمة ممتازة يقدمها الشباب طوال الصلاة من تقديم الأكل والمساعدة علي تهدئة الأطفال وأيضا تفضل الصلاة في مسجد " النبي دانيال " حيث يأتي إليه السائحون من آسيا للصلاة به . أما صلاح السيد فيفضل تغيير المساجد التي يصلي بها خلال شهر رمضان حتي تكون المسافة بعيدة عن المنزل سعيا وراء أخذ ثواب أكبر. تفسيرات الدعاة وحول تفسيرات وزارة الاوقاف والدعاة لاختيار البعض مساجد بعينها للصلاة بها في رمضان يقول دكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف إنه خلال شهر رمضان ينصرف بعض الناس للصلاة في مساجد معينة وذلك لأسباب عدة سواء للإمام أو لمن يلقي الدرس أو وراء المسجد والخدمة المقدمة فيه، ولا توجد مشكلة في ذلك شرعا لأن المساجد كلها مثل بعضها إلا ثلاثة مساجد: المسجد النبوي والمسجد الحرام والمسجد الأقصي ، وكل الأسباب السابقة أسباب شرعية إلا إذا كانت هناك نية بترك مسجد دون غيره لأن مساجد الله كلها واحدة. ويعلق احمد ترك إمام مسجد النور بالعباسية انه من خلال إمامته للمسجد لاحظ أنه خلال شهر رمضان تأتي أسر كاملة من خارج القاهرة وقد يمكثون كثيرا بمسجد النور وعند سؤالهم عن سبب ذلك يقولون إنهم يأتون من أجل الصلاة خلفي خاصة خلال شهر رمضان . ويري أن هذه الظاهرة صحية، حيث إن المسلمون أمامهم خيارات متعددة بحيث يختار كل واحد منهم وسيلة قربه من الله سبحانه وتعالي . ويذكر أن النسبة الغالبة ممن يتوجهون لمسجد النور من الشباب، كما تكثر النساء خلال الشهر لأداء صلاة التراويح بحيث يضطرون إلي تهيئة مكان خلف المسجد حتي يمكن أن يستوعب عدد المصلين ومن الممكن ألا يكفي . ويضيف فؤاد محمدي إمام مسجد المحطة بعين شمس إن صلاة التراويح تطوع، والتطوع يكون حسب مقدرة المتطوع وأمر النبي صلي الله عليه وسلم بأنه إذا صلي الإمام بالناس فليخفف، أما إذا اتفقت مجموعة علي أن تطيل الصلاة فلا بأس، فهناك من يصلي بخمس أو عشر آيات وهذا حسب السنة للتخفيف وقد يكون بسبب مسئوليات عند المصلين . ويستطرد :"إنني في المسجد أصلي بجزء كامل في التراويح وهناك من يحضر من كبار السن الجالسين علي الكراسي ويريدون الصلاة بجزء كامل، كما يحضر من كل الفئات العمرية أطفال وشباب ونساء وكبار . رأي علماء الأزهر وعن الرؤية الشرعية في تحديد مسجد للصلاة مع اختلاف الأسباب يقول دكتور احمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رُجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصل "، وبناء علي هذا الحديث فإن الإنسان يصلي في أقرب مسجد يصلي فيه الفرض والنافلة، مشيرا إلي أن بعض الناس يفضلون بعض المساجد لأن الإمام يصلي بقراءة تؤثر في المأموم أو أن بعض الناس يفضلون الأئمة ممن يطيلون الصلاة فالمسألة راجعة إلي ما تعود إليه نفس المصلي فيختار ماهو مناسب له والمهم أن يحافظ علي هذه المساجد وعلي الصلاة فيها، وهذا لا شيء فيها لأن النبي صلي الله عليه وسلم بلغ عن رب العزة قوله: "إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبي لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، فحق علي المزور أن يكرم زائره"، فبناء علي الحديث الذي روي عن رب العزة أن أي مسجد يذهب إليه الإنسان هو بيت من بيوت الله ويقول دكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث إنه لا يوجد في الشرع ما يمنع اختيار المسلم لمسجد معين لأداء الصلاة به سواء كانت في رمضان أو غير رمضان، مع اختلاف وتعدد الأسباب لاختيار المسجد إما لصوت الإمام أو لأسلوبه أو حسب ثقة المصلين به أو حسب ما يجد المسلم من أصدقاء، المهم ارتياح نفس المسلم إلي جو مسجد معين أو إلي موقعه أو طريقة فرشه أو نظافته وكلها أسباب شرعية، وهذه ميزة من مميزات الإسلام حيث لا يقيد حرية العبادة.