تحطمت رودسيا وجنوب افريقيا الدولتان العنصريتان ولكن مازال البيض يعيشون فى سلام تام على الأقل فيما يخص جنوب أفريقيا وفى سلام نسبى فيما يخص زيمبابوى. والسؤال هو هل تقوى إسرائيل على التحول من دولة عنصرية دينية إلى دولة متعددة الأجناس مدنية كما فعلت جنوب أفريقيا ورودسيا؟ طبعا جنوب افريقيا انعم الله عليها بالرجل الأسطورة والانسان الذى لا يولد فى عالم السياسة إلا كل مائة عام ربما مرة المناضل الزعيم نيلسون مانديلا لا أظن أن فى تاريخ إسرائيل كان هناك سياسى فى إسرائيل بقيمة مانديلا وحتى أكون صادقا مع نفسى لم يوجد أيضا شخص بعظمة مانديلا على الجبهة الفلسطينية. مثال رودسيا ولكى أكون محايدا قد يثير مخاوف اسرائيل حيث إن الأوضاع والمشاكل فى زيمبابوى فى عهد موجابى لا يمكن أن تسمى بالمثالية وعلى الرغم من ذلك أظن أنه كلما أسرعت إسرائيل فى التحول والتفاهم مع الفلسطينيين فى وجود الرئيس عباس والرئيس المصرى حسنى مبارك كانت التضحيات والمخاطرات أقل وكلما اقتربت من مثال جنوب افريقيا وابتعدت عن مثال رودسيا، تأخرت إسرائيل في قبول المنطق الذى لابد منه كان الثمن الذى سوف تدفعه اسرائيل أكبر كثيرا مما يتخيل حكامهم الحاليون. أنا بالطبع مثل كل شخص يعرف سيرة رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو ناهيك عن وزير خارجيته ليبرمان ولذلك أنا متشائم ولا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تفهم الوضع التاريخى والديموغرافى للمنطقة ومازالوا يحلمون بضرب ايران والهيمنة على الشرق الأوسط وربما أيضا على منابع البترول فيه.