القصة التي لازمتني وقت دراستي في لندن لنيل درجة الدكتوراه كانت التفرقة العنصرية والمشاكل المستمرة في جنوب أفريقيا وكذلك رودسيا. الكلمة التي كانت تستخدم لوصف التفرقة العنصرية في ذلك الوقت كانت «أبارتهيت» ومعناها الانفصالية وهي توليفة من كلمتين «أبارت» ومعناها قريب من الكلمة الإنجليزية للفصل أما «الهيت» فهي من لغة الأفريكان عندما يغلق اسم من فعل وترادف بذلك ما يستخدم في اللغة الألمانية الأفريكان هي اللغة الهولندية القديمة التي استخدمها أول المستعمرين الأوروبيين القادمين من الأراضي المنخفضة والذين كان منهم مؤسس الدولة كروجز. جاء بعد ذلك الاحتلال الإنجليزي ثم ثار الأفريكان عليهم ومن هذه الثورة بدأت الحرب القذرة في جنوب أفريقيا بين الإنجليز والأفريكان وتعرف بحرب البوير والكلمة مشتقة من كلمة «بورن» أي الفلاحين باللغة الهولندية وكذلك باللغة الألمانية تصور العجرفة الكئيبة الإنجليز يحارون البوير كما لو كانت أفريقيا قارة بدون سكان، كان البوير يحاربون ما يسمونه الاستعمار الإنجليزي ليحصلوا علي حريتهم ليستعمروا ويسودوا علي الآفارقة أصحاب البلد الحقيقيين. علي كل حال انتهت هذه المهزلة إلي الأبد من جنوب أفريقيا وهو ما سوف نتحدث عنه بإسهاب فيما بعد أما هنا فنريد أن نسرد ما حدث في رودسيا وتحولها بعد ذلك في عهد أيان سمس وآخر رئيس وزراء أبيض لرودسيا إلي دولة زيمبابوي التي يرأسها حتي الآن الرئيس موجابي أول رئيس أفريقي أسود للبلاد السؤال الآن هل تستطيع إسرائيل استيعاب الدرس الذي أعطاه التاريخ لنا ممثلاً في جنوب أفريقيا وكذلك زيمبابوي؟!