هو ليس «أطلس» جغرافيا متخصصًا كما قد يظن البعض من اسمه أو كما تشير الدلالة المعتادة للفظة أطلس، بل هو رؤية جديدة جيو - سياسية للعالم في عصر العولمة، عالم تسوده المخاطر و التهديدات ، لكن لا يخلو من الفرص والتحديات. وفي مقدمة الكتاب، يقول باسكال بونيفاس، السياسي والأكاديمي ومدير مركز العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، وأحد مؤلفي كتاب"أطلس العالم في زمن العولمة"، أن الهدف من تأليف هذا الكتاب هو تزويد القارئ بالمعلومات اللازمة لمحاولة فك شفرة هذا العالم "المتعولم" شديد التعقيد الذي نعيش فيه منذ نهاية الحرب الباردة من خلال 80 خريطة مختلفة تصحبها مقالات ووثائق ورسوم توضيحية. ويؤكد الكاتبان أنه في خلال ال50 عامًا الأخيرة التي تلت سنوات الحرب الباردة اختلفت الحقائق والمعطيات ولم يعد هناك تعريف ثابت للوضع العالمي، فإن من الضروري تعريض القارئ لمختلف المفاهيم ووجهات النظر حتي يكون رأيه الخاص ويجيب عن الأسئلة الأهم التي تشغل العالم كله.. هل أصبح العالم أحادي القطب بعد أن كان ذا قطبين متوازنين، أم أن ظهور قوي إقليمية جديدة قد جعل منه متعدد الأقطاب؟ هل هناك وجود حقيقي ل"مجتمع دولي" يلتف الجميع فيه حول قيم عالمية موحدة،أم مازالت تقسمه الاختلافات علي القيم والمعتقدات التي تحكمه؟ هل انتهت للأبد صراعات المصالح والقوي الكبري أم مازال ينتظرنا ما هو أفظع من حروب وصراعات علي خلفيات دينية وبيئية وجيوسياسية؟ وقد حرص المؤلفان علي إثراء الكتاب في طبعته الثانية بآخر المعطيات الاقتصادية والسياسية وإضافة أبواب جديدة مثل: السياحة، التحديات البيئية بعد قمة كوبنهاجن، والقوي الإقليمية الصاعدة مثل المغرب واندونيسيا.. ويرفض الكتاب ما استقر عليه العالم الآن من أن مفاتيح المستقبل كلها في أيدي الغرب مؤكدا علي تفرد كل دولة وكل شعب وقدرته علي التقدم والنهوض بأدواته الخاصة عن طريق ما أسماه بال"الحمض النووي للأمة" الذي يميزها عن أمة أو شعب آخر.