قد لا يعرف عدد كبير من المصلين أهمية صلاة التراويح ومدي ضرورة الخشوع والتركيز فيها لقربها إلي الله عز وجل، إضافة إلي أنهم كثيرا ما يقومون ببعض الأفعال التي تؤثر علي تركيزهم في الصلاة وتمنعهم من التمعن فيها والاستماع لكل آية يقولها الإمام والتأمل في معناها، ومن أكثر هذه الأفعال ممارسة هو عدم إغلاق التليفون المحمول أثناء التواجد بالمسجد والذي كثيرا ما يلهي المصلين عن الصلاة عندما يعلو صوته ومنهم من يتركه ومنهم من يغلقه أثناء صلاته، ولكنها في كلتا الحالتين قد تشتت ذهنه وتخرجه من الجو الروحاني للصلاة علي الرغم من وجود العديد من اللافتات المعلقة في الجوامع لتحذر المصلين بضرورة إغلاق التليفون المحمول . وعند مناقشة القضية اطلق أحد علماء الدين وهو الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم فتوي هي الأولي من نوعها تؤكد بطلان صلاة المأموم إذا ترك هاتفه المحمول مفتوحا عن عمد، لأنه يشوشر علي صلاة اخوانه، كما أنه يتعمد الاستماع للهاتف المحمول إذا اتصل به أحد، وهي ما أثارت جدلا بين علماء الأزهر . في البداية كان لابد من التعرف علي آراء من يذهبون للمسجد بالمحمول أثناء صلاة التراويح حيث يوضح محمود عبد الرحمن -23 سنة - أنه لا يستطيع الاستغناء عن تليفونه المحمول أثناء ذهابه لأداء صلاة التراويح ولكنه يغلق صوته عند دخوله المسجد ذلك حفاظا علي احترام هذا المكان . وتقول يمني مجدي - 20 عاما - إنها تأخذ تليفونها المحمول معها أثناء ذهابها إلي المسجد وكثيرا ما تنسي أن تغلقه أو حتي تغلق صوته، وكان صوته يشغلها ويشغل المصليات حولها، الأمر الذي يجعلها تضطر لإغلاقه أثناء صلاتها . و أوضحت مريم أسامة - 22 سنة - أنها حفاظا علي آداب هذا المكان لا تأخذ معها التليفون المحمول أثناء ذهابها إلي الصلاة مؤكدة أنه لا يوجد شيء أهم من أداء فرض الله وضرورة الخشوع وهي بين يدي الله . بينما يشير فتحي علي إلي أنه قد يضطر لفتح الهاتف المحمول لمعرفة من اتصل به بعد الصلاة لكنه قد ينسي أن يغلق صوته، ويخشي الحركة في الصلاة لغلق الهاتف حتي لا تبطل. بطلان الصلاة وعن الحكم الشرعي في فتح الهاتف المحمول أثناء الصلاة أفتي الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ببطلان صلاة من يتعمد فتح الموبايل الخاص به أثناء الصلاة فرضا او نفلا، ويوضح أن ترك التليفونات مفتوحة أثناء الصلاة يعرض المصلين للتشتت وعدم التركيز.. لذا فإنه إذا ترك تليفونه مفتوحا عن عمد فإن هذا سيبطل صلاته ويشير إلي أنه إذا تم ذلك عن غير عمد فلا حرج منه إن قام أثناء الصلاة بغلقه لأن هذه الحالة تحتاج إلي سرعة تصرف حتي لا تتسبب في تشتيت المصلين من حوله . من جانبها أكدت الدكتورة عفاف النجار عميدة كلية الشريعة الإسلامية بنات جامعة القاهرة أن الصلاة لابد أن تتم في سكينة وخشوع لأنها تزيد من الاقتراب بين العبد وربه ولابد أن يبتعد المصلي عن أي شيء يشغل المصلي عن صلاته لأن المسجد مكان للعبادة ولابد فيه من غلق التليفونات المحمولة احتراما لرب هذا المكان وليس هناك أهم من الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالي . وتوضح أن المصلي له غلق هاتفه إن نسي أثناء الصلاة مادامت هناك ضرورة، ومادامت الحركة ليس بها لهو أي أنها حركة بسيطة وليس بها أي انفعال، لأن هذا سيمنع أضرارا كبيرة علي المصلين خاصة أن هذه الأصوات ستشغل المصلين عن خشوعهم، وقد تؤدي إلي إفساد صلاة أحدهم بالتحرك مثلا عفويا لمصدر الصوت. لا تؤثر في الصلاة أما الدكتور مصطفي أبو عمارة أستاذ الحديث وأصول الدين بالأزهر فيري أن صوت المحمول لا يبطل صلاة صاحبه، ويؤكد أن الصلاة لابد أن يكون المسلم فيه خاشعا، حيث الإسلام قطع الطريق عن اللهو أو انشغال أي مصلٍ سواء كان خارج الصلاة أو داخلها، لأنه أثناء وجوده بين يدي الله لابد أن يشعر بالخشوع ولا يلتفت يمينه أو يساره أو أعلاه أو أسفله، ولذلك منع الله سبحانه وتعالي أن يصلي المصلي وهو ناعس . ويشير عمارة إلي أن وجود التليفونات المحمولة مع المصلين هو عامل من عوامل التشويش، فينبغي علي الإمام أن ينصح المصلين بأن يغلقوا تليفوناتهم الشخصية، ولكن إذا نسي أحدهم فلا مانع من غلق التليفونات أثناء الصلاة وهذا لا يؤثر فيها علي الإطلاق من ناحية البطلان من عدمه، وللمصلي أن يفتح هاتفه علي المتصل ويشعره بأنه يصلي بترديده بعض الكلمات مثل " الله اكبر " ثم يقوم بغلقه مرة أخري.