يحتفل العالم في الأيام الأولي من شهر أغسطس بأعياد الصداقة.. وهي تختلف من بلد إلي بلد وإن كان أول عيد صداقة كان قد تم الاحتفال به في الولاياتالمتحدة في عام 1935 وتقرر له الأحد الأول من شهر أغسطس.. ولا نهتم كثيرا في مصر بهذا اليوم السنوي علي الرغم من أننا نقلنا اعيادا أخري غريبة علي ثقافتنا كعيد الحب، وصارت له ضجة كبيرة في كل عام.. ومع فتور العلاقات الإنسانية، صار الاهتمام بعيد كهذا ضروريا.. إذ إننا في خضم أحداث الحياة وسرعة إيقاعها قد نفقد بعض الصداقات الثمينة التي قد لا نعوضها فيما بعد.. وتسهل المقارنة بين صداقات أجيال الآباء وأجيال الوسط وصداقات الشباب المعاصر.. ففي جيل الآباء كان الصديق ألصق من الأخ، وفي جيل الوسط لا تزال بعض الصداقات الحقيقية تعيش وتزدهر.. أدعي أن لي عددا من الصداقات التي لا أزال أحافظ عليها بالرغم من تباعد المسافات والأزمنة بيني وبين هؤلاء الأصدقاء.. أما الشباب فكلما قابلت أحدا منهم شكا لي من مشكلتين: الحب، والصداقة.. ويقولون إن الصداقات الحقيقية هي صداقات الرجال.. أما السيدات فلا يعرفن معني الصداقة الحقيقية.. ولكنها نتيجة بدون مقدمات.. والمعروف من الاختبارات النفسية الاجتماعية أن الرجال غالبا ما يميلون إلي التنافس، والسيدات يفضلن التعاون.. مما يجعل للسيدات الأفضلية في تكوين الصداقات والاحتفاظ بها.. ولكن الواقع قد أثبت أن الرجال والنساء علي حد سواء يستطيعون ذلك إذا اجتهدوا في الاحتفاظ والحفاظ علي أصدقائهم.. ومن أجمل ما قيل عن الأصدقاء والصداقة: الصداقة ليست من ضروريات الحياة.. مثلها مثل الفلسفة والفن.. ولكنها إذا وجدت تعطي معني وقيمة للحياة.. صديقك الحقيقي يراك كالبيضة التي بلا عيب بالرغم من أنك قد تعاني من بعض الشروخ.. صديقك هو الذي يعرف كل شيء عنك، ومع ذلك يحبك.. الصديق الحقيقي هو من يأتي إليك في الوقت الذي يكون كل الآخرين قد تركوك.. كل واحد من أصدقائنا عالم جديد نعيش فيه، ولا يولد هذا العالم بداخلنا إلا بميلاد تلك الصداقة.. فكم عالم لديك؟ صديقك هو الذي يعرف الأغنية التي في قلبك، وقد يغنيها لك حين تنسي أنت كلماتها.. الصديق كالصحة الجيدة، لا تعرف قيمته إلا لو فقدته.. إن عيد الصداقة دعوة لإحياء الصداقات القديمة، ولإنشاء صداقات جديدة.. فالأصدقاء يخففون عليك مصاعب الحياة وكأنهم يحملونها معك.. وحتي إذا حملت معهم مشاكلهم لن تشعر بالإرهاق.. وأصدقاؤك هم الذين تهرب إليهم في سويعات من الإجازة بعيدا عن صخب حياتك اليومية.. وحين يهدأ إيقاع حياتك ويصبح أبناؤك من جيل مختلف ينظرون إلي الحياة من منظور آخر، لن يبقي سوي أصدقائك يشاركونك منظورك للحياة.. تحية لكل الأصدقاء، وعيد سعيد لكل أصدقائي..