أتابع باهتمام النشاط السياسي المكثف لمؤسس حزب الغد الدكتور ايمن نور، فأنا ارتبط بدائرته الانتخابية باب الشعرية ارتباطاً عاطفياً وثيقاً حيث ولدت وشهد درب الرشيدي بالجمالية ايام طفولتي الاولي حين كنت اتجول مع جدي لوالدتي في بيت السحيمي وسيدنا الحسين وبيت القاضي والمغربلين ليكرمني ربي ان تكون نشأتي الأولي علي ارض الحارة المصرية العريقة، ولسوف يذكر تاريخ الانتخابات الرئاسية التي اقرت قبل خمس سنوات مضت ان المواطن المصري الدكتور ايمن نور كان اول من استخدم حقه الدستوري في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وذلك في اول انتخابات يتم اجراؤها للفوز بالمنصب الاعلي في الدولة، وقد كان الدكتور نور هو الفائز الثاني في تلك الانتخابات ليحقق نسبة اثنا عشر في المائة من مجموع اصوات الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم وقتها. ووقت الانتخابات لم تقف في وجه الدكتور نور قوة القانون التي تحرمه من حق كفله له الدستور من الترشح، ولم يصده قانون القوة يمارس معه بلطجة ارهابية تجبره او تخيفه من ممارسة ذلك الحق، وما يدهشني ما قرأته في احد مواقع شبكة الانترنت المحترمه والتي تتحري الصدق في كل اخبارها عن خبر مفاده ان الدكتور نور بدأ حملته الدعائية ضد ترشيح مواطن مصري آخر هو السيد جمال مبارك عضو الحزب الوطني الديمقراطي لمنصب رئيس الدولة في الانتخابات الرئاسية الثانية المزمع اجراؤها نهاية العام القادم. لقد بدا الأمر و كأن مواطنًا مصريا يريد ان يحرم مواطناً مصرياً آخر من حق استمتع هو به من قبل وحقق من خلاله سبقاً تاريخياً يحسب له في تاريخه السياسي، وهو امر مستغرب عن مناضل يدافع عن حريات مواطنين اخرين من عامة الشعب يأمل من خلالهم ان يحقق نجاحاً في انتخابات عامة لا يحدد صاحب المركز الاول فيها الا صندوق الانتخابات، وكنت اتمني ان يقف المواطن المصري الدكتور ايمن نور منافساً للمواطن المصري الآخر السيد جمال مبارك في جولة الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنني قرأت انه يقف ضداً لمبدأ الترشيح نفسه .. وما اعرفه - ويشاركني الملايين معرفته - ان المواطن المصري السيد جمال مبارك لم يطرح اسمه مرشحاً لانتخابات الرئاسة المقبلة لا بصفته الشخصية ولا بعضويته الحزبية حتي الوقت الحالي، فما هو الداعي لما يحدث الآن من شخصية مصرية لها تاريخ سياسي حافل بالدفاع عن الحريات من هجوم علي مواطن مصري آخر له نفس الحقوق المكفولة بنص الدستور. حتي ليبدو الأمر وكأنه صراع شخصي وليس تنافسًا فكريا يحمله برنامج كل مرشح كفل له دستور الوطن حق الترشح للمنصب الأرفع في الدولة، لقد وقف المواطن المصري الدكتور ايمن نور علي ارض واحدة منافساً قويا في اول انتخابات رئاسية تجري في مصر دون خوف او حتي شعور برهبة من منافسيه حتي وان كان ابرزهم رئيس الدولة نفسه، بل انه نجح في احراز مركز الفوز الثاني، فما الذي جد في امر الدكتور نور جعله يتصور وجود شبح لمواطن مصري اخر ينوي ان يرشح نفسه منافساً له، وذلك الشبح عليه ان يحاربه من الآن قبل ان ينطلق من مكمنه، حتي وان جاءت تلك الانطلاقة بعد عام كامل من الوقت الحالي !! وبحسب القصص الخيالية الساحرة الجميلة التي قضينا كلنا امتع اوقات طفولتنا معها فان "الشبح" لا يراه الا صاحبه، الا ان شبح - ان صدق التعبير - الدكتور نور يراه الملايين ويسمعونه ويتابعون نشاطه علي مدار الساعة، منهم من يؤيده ومنهم من يعارضه شأنه شأن كل العاملين بحقل السياسة شائك الطرق .. آمل كصاحب صوت انتخابي ان يكون التنافس بين مرشحي الرئاسة المقبلة تنافسا فكريا لا تطاحنًا شخصي فمحل التنافس هو قيادة الدولة المصرية بكل تاريخها العريض المشرف وحضارتها الاولي في التاريخ الانساني التي خرجت من عباءتها كل حضارات العالم. وليتذكر الدكتور نور ان له تاريخًا في انتخابات الرئاسة المصرية حقق فيه فوزاً يستحق الاحترام ادخله التاريخ السياسي المصري من اوسع ابوابه وكان اسمه علي بطاقات انتخابية عديدة داخل صندوق انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت وقائعها لاول مرة في تاريخ مصر، فلا يجب ان يضحي بذلك التاريخ لقاء خيال غير مؤكد الحدوث، وان حدث، فالحكم يومئذ لصاحب البرنامج الاقوي الذي يقدر حجم مصر ومكانتها وطموحاتها المستقبلية ومشاكلها المتراكمة ويجتهد في صياغة الحلول لها .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليس المتناحرون.