الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومدير الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، تحدث عن مهرجان القراءة للجميع، تناول في رأيه الجوانب السلبية والإيجابية للمشروع، وبين هذا وذاك، كان لروزاليوسف معه هذا الحوار: كيف تري مشروع القراءة للجميع؟ - أعتقد أنه من أهم المشاريع القومية التي ظهرت في مصر خلال الخمسين عاما الماضية، وقد أوجد لنا كتابا كبار، كما أوجد لدور النشر الخاصة جيلا من القراء تتراوح أعمارهم حاليا بين 17 و37 عام، هؤلاء هم من يقبلون علي شراء الكتب حاليا، ويجعلون مبيعات وأرباح دور النشر الخاصة عالية، لذا أعتبره من أهم المشاريع، يكفي أنه حاول ونجح في ترسيخ عادة القراءة لدي كثير من الأسر المصرية. المشروع له العديد من الروافد، أبرزها وأهمها مكتبة الأسرة التي أتاحت قدرا كبيرا من الكتب المتميزة في تنوعها واختلافها، ووفرتها، كل هذا بسعر زهيد، دفع العديدين لاقتناء الكتب حتي لو لم يقرؤوها في حينها، وحتي لو احتفظوا بها وحسب لقراءتها فيما بعد، المشروع غير شكل الكتاب في مصر، جعله أرقي، وينافس الكتاب الأوروبي شكلا وإخراجا. وما رأيك في وضع الكتبات المتعلقة بالمهرجان؟ -بجانب مكتبة الأسرة كان هناك تصميم علي التوسع في إنشاء المكتبات العامة، كمكتبات مبارك، فضلا عن تطوير المكتبات التابعة للوزارات والهيئات ومكتبات قصور الثقافة، فطوروها واقتنوا مجموعات أكبر من الكتب، في النهاية أصبحنا نري ما يقرب من 7 مكتبات تفتتح كل عام في الكفور والنجوع، أتمني من الجميع، أفرادًا، أو هيئات أو رجال أعمال، أن يساهموا في المشروع، لأنه السبيل لخلق جيل ومجتمع كامل قارئ، المستفيد الأول والأخير هو المجتمع، فحين يبدأ الأولاد القراءة في سن صغيرة، يتكون لديهم قدر كبير من الانتماء، وتتبلور لديهم أفكار ورؤي تنويرية حقيقية. ألا تري عيوباً تستحق المراجعة؟ - لا أستطيع أن أقول عيوباً أو سلبيات، لكني أتمني أن تزداد العناوين علي أرفف مكتبة الأسرة، كان المشروع قد بدأ ب50 ألف كتاب، ثم تناقص إلي خمسة آلاف ثم ثلاثة آلاف نسخة، هذه الزيادة لن تتحقق إلا باهتمام من البنوك، والشركات، والمؤسسات التي يجب أن تدعم المشروع، كي تزيد ميزانية مكتبة الأسرة، وتزيد معها العناوين والفروع المنشور فيها كتب. هناك من يري وجود مجاملات في عملية اختيار الكتب فما رأيك؟ - أيضا، في وقت من الأوقات كان هناك مجاملات لبعض الكتاب بنشر كتبهم، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت هناك لجنة تختار العناوين، المختلفة، وأصبح هناك تنوع، وموضوعات ومجالات لم تكن مطروحة، وإلي جانب كتب التراث والكتب الفكرية، أصبحنا نري في السنوات الأخيرة، كتبًا لعلماء التربية وعلماء المكتبات والمعلومات. في رأيك كيف يمكن إدماج جهود دور النشر الخاصة في المشروع؟ - لقد قررنا في اتحاد الناشرين مع دورته الجديدة أن نكرم السيدة سوزان مبارك، لأنها ساعدت علي تجويد الكتاب، كما قمنا بتنظيم طريقة يمكن من خلالها لدور النشر الخاصة أن تشارك في المهرجان، وذلك عبر بوستر قام الاتحاد بطبعه، يتم توزيعه علي المكتبات، حين يجد القارئ هذا البوستر، فإنه يحصل علي خصم خاص علي منشورات الناشر الذي وجد عنده هذا البوستر، نسبة الخصم غير محددة، متروكة للناشر، الذي عليه أن يعلم جيدا أن يساهم بذلك في ترسيخ عادة القراءة، والناشر الواعي عليه أن يعلم أنه يعمل في مجتمع غير قارئ، وأن جل الصعوبات التي تواجهه في عمله كناشر مرجعها الأساسي إلي أن عادة القراءة غير متأصلة لدي المصريين، لذا عليه أن يحاول نشر عدد أكبر من الكتب علي نطاق أوسع، وبأسعار تكون في متناول الجميع. هل تري أن إصدارات مكتبة الأسرة شملت كل المبدعين وأقلامهم؟ - ليس شرطا أن تشمل إصدارات المكتبة كل المبدعين، وهي بالفعل لم تشمل كل المبدعين، كما لم تشمل كل المجالات المعرفية، هناك نقص في الجانب الفني، كما أن أعداد العناوين يجب أن تزيد لتشمل المفكرين، وأساتذة الجامعات، أتمني أن أراها تعود ل30 ألفًا و50 ألف عنوان مرة أخري، حينها ستشمل كل المبدعين وأساتذة الجامعة و المفكرين.