لابد أن علي بعض الأشقاء المسيحيين أن يمعنوا التفكير وأن يطبقوا فضيلة التروي قبل أن يحتشدوا في باصات ويسافروا إلي القاهرة للاعتصام داخل البطريركية في قلب القاهرة.. اعتراضا علي اختفاء هذه أو تلك.. فليست كل الأمور تحل بهذه الطريقة.. خاصة إذا لم يكونوا يعلمون الحقيقة. إن قصة كاميليا، زوجة الكاهن، التي قيل إنها اختطفت، وثار البعض طلبا لعودتها كما لو أنها كانت رهينة لدي المعسكر الآخر، لم تكن أكثر من مسألة عاطفية، ولم يكن ينبغي أبداً أن تتحول إلي مشكلة طائفية.. وكان علي الثائرين أن يتفهموا ويتريثوا.. وأن يعلموا أن البيوت مليئة بالأسرار التي لا يجب إقحام الأمور الوطنية فيها.. وأنه من العيب أن ينتفض البعض غضبا من أجل هذه السيدة الشابة.. لأن هذا بالتأكيد يطعن في مصداقية مثل تلك الوقفات الاحتجاجية التي تغضب في الكنيسة لأتفه سبب.. سواء التي كانت أو التي سوف تكون. ان أي جهة إعلام كانت تتابع وقفات يومي الأربعاء والخميس لابد أن تراجع مواقفها قبل ان تتفاعل مع مثل هذه المواقف. لا يمكن أن تتعلق مقادير البلاد بمثل هذه القصص العابرة، فمثلها يحدث كل يوم، والبيوت مسلمة ومسيحية عامرة بالحواديت وبما ينبغي أن تتخذ منه العبر وليس أن تقوم من أجله الاعتصامات وتنظم من أجله الاحتجاجات، ولو كانت كل قصة عاطفية أدت إلي مثل هذه الأمور لانهار البلد. (احتجاجات الشرف) هذه لابد لها أن تتعقل.. والذين يغضبون يجب أن يلوموا أنفسهم.. وألا يتحولوا إلي لعبة يتم العبث بها لتغطية ثغرات البيوت التي لا يمكن أن تتحول إلي ثقوب في جدار وحدة الوطن. لا أحد فينا كان يعرف كاميليا ولا زوجها الكاهن.. ولا كيف تزوجا.. ولا كيف جري بينهما ما جري.. ولا أنه ضربها.. ولا أنها تركته طواعية.. ولا أين ذهبت.. ولا هل هي مقتنعة حين عادت.. ولا هل سوف تكون سعيدة.. ولا هل سيكون هو راضيا.. ولكن الذي جري أننا جميعا أصبحنا شركاء في بيت الكاهن وزوجته.. بسبب احتجاجات في الكنيسة. لا أريد لي أو لغيري موقعا في هذا البيت.. إن كان مستقرا.. أو ليس كذلك.. دعوا الناس في حالهم.. أيا ما كان دينهم.. وبدلا من أن تحتجوا من أجل سيدة خرجت من بيتها بإرادتها.. ابحثوا عن حل كنسي قانوني ديني.. يوفر لمثل تلك السيدة ولزوجها آلية تجعلهم قادرين علي حل مشكلاتهم أيا ما كانت .. إن الأمر في النهاية يصب من جديد فيما لا تريد أن تواجهه الكنيسة بمزيد من التعقل: الأحوال الشخصية للأقباط. إذا كان كاهنا في كنيسة.. فهو في النهاية رجل . واذا كانت مسيحية زوجة كاهن.. فإنها في النهاية امرأة. ومن الواجب أن نعتبر الاحتجاجات التي جرت في البطريركية رسالة ضد أوضاع الأحوال الشخصية القبطية..بدلاً من أن تحولوها إلي مشكلة طائفية. اقرأ ايضا : (زوجه ابونا) ..عوده كاميليا ..وازمه الكهنه و...الاحوال الشخصيه للاقباط ..امن قومى