عرض: أمنية الصناديلي مع حلول 1900 أصبح العالم كله يعتقد في تميز الجنس الألماني فقد كانت الفلسفة والموسيقي الألمانية أكثر عمقا بينما كان العلماء والمهندسون الألمان هم الأكثر تميزا أما عن الجنود فلم يكن هناك من يباريهم علي وجه الأرض، وقد علق الكاتب البريطاني الشهير هيوستن ستيوارت تشامبرلين علي ذلك في عدد من كتاباته ووصف الألمان بأنهم الورثة الحقيقيون لليونان وروما القديمة وهو التعبير الذي أسعد الألمان وأثار حنق اليهود في الوقت ذاته. عن التميز الألماني صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان "العبقرية الألمانية..نهضة أوروبا الثالثة والثورة العلمية الثانية والقرن العشرين " للكاتب والصحفي البريطاني بيتر واطسون الذي يركز علي فضل الألمان علي الحضارة الحديثة عن طريق جمعه لعدد كبير من المساهمات الألمانية في علوم الفلسفة واللاهوت والرياضيات والطبيعة والعلوم الاجتماعية والفنون منذ 1750 ويركز واطسون علي عدد من الأيقونات المضيئة في التاريخ مثل الفيلسوف كانط الذي تطرق إلي أقاصي حدود التنوير العقلاني في نظرية المعرفة ليشق بذلك طريقه الصحيح في أعماق العقل البشري في البحث عن الحقيقة والمعني. كذلك يذكرنا واطسون بأن عصر كانط هو نفسه عصر سيمفونيات هايدن الكلاسيكية الشهيرة وشعر الأديب العالمي جوته واكتشافات العالم هيردر في التاريخ الوطني والتي دعت البعض لاعتبار تلك الفترة فترة نهضة ثالثة، بعد نهضتي القرن الثاني عشر والخامس عشر.. وعلي الرغم من جنسيته الإنجليزية يقول واطسون أن الألمان أظهروا، قبل الإنجليزي داروين بفترة ليست بقصيرة، أن العالم الطبيعي هو مكان التغيرات التي لا تهدأ شأنه شأن المجتمع البشري، لذا فإنه يري أن البشرية مدينة للألمان بالتاريخ، كما يقول أن الرومانسية الألمانية زرعت الحقيقة والإبداع داخل العقل البشري، كما يسوق بعد ذلك عدد من الأمثلة التي تتميز بالثقل التاريخي مثل هيجل وماركس ونيتشه وفرويد ليرد بذلك علي مقارنة الغرب بين ألمانيا وانجلترا في مجال التقدم الإنساني مرجحا الكفة الألمانية علي كفة بلاده.. وعلي الرغم من أن الكتاب يركز علي رموز الفكر والتنوير في ألمانيا لم يستطع الكاتب تجنب الحديث عن هتلر الذي يعتبره الغرب نقطة سوداء في التاريخ الألماني، والذي يقول عنه الكاتب أنه قائد ذا تفكير عبقري إلا أنه جاء في وقت شديد التأزم، كما أن هتلر وحده لا يجب أن يؤثر علي عمق الثقافة الألمانية الفريدة، فقد يلاقي الكتاب عدم استحسان البعض بسبب هتلر والنازية التي أفقدت ألمانيا، الشعبية التي كانت تحظي بها تماما مثلما فقد جوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر، احترام الغرب بسبب تأليهه لهتلر في الثقافة الألمانية، واعتقاده بأن عظمة الألمان هي التي دفعت العالم للاتحاد ضد ألمانيا، لكن في النهاية يدعو واطسون لتجنب السياسة والتركيز علي الثقافة والفكر الذي تم إثراؤه من خلال الإبداع الألماني علي مدي عصور مضت.