عرض: أمنية الصناديلي بعد مرور ما يقرب من عامين علي الأزمة الاقتصادية العالمية التي جعلت الاقتصاد الأمريكي في أسوأ حالاته وبعد أن أصبح حوالي 20 مليون أمريكي في عداد العاطلين عن العمل سواء بشكل كلي أو جزئي يحاول خبراء الاقتصاد الأمريكيون تحليل الأزمة لاقتراح معالجات جديدة من شأنها رفع مستوي الأداء الاقتصادي حتي تعود أمريكا علي رأس قائمة الدول الاقتصادية الكبري. ومع احتلال الدول الأوروبية مثل الدانمارك وفنلندا والنرويج للمراكز الثلاثة الأولي للقائمة، يقول الكاتب والمؤلف توماس جيوجيجان أن الوصفة الاقتصادية الأوروبية هي الحل الأمثل للاقتصاد المتهاوي في كتابه الجديد والذي يحمل عنوان «هل ولدنا في القارة الخطأ؟ كيف يمكن للنموذج الأوروبي أن يساعدنا في العودة للحياة مجددا». ويقول جيوجيجان في كتابه أنه منذ بداية الركود تضاعف عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة، بينما اضطر أولئك الذين حالفهم الحظ وظلوا في وظائفهم إلي العمل لساعات أطول وبرواتب أقل وحتي قبل الأزمة الاقتصادية كان الأمريكيون يعملون لساعات أطول من أبناء عمومتهم الألمان الذين يعملون لساعات أقل وبرواتب أعلي، فالأمريكيون يعملون 1804 ساعات في السنة في حين يعمل الألمان 1436 ساعة في السنة مع فارق المستوي في إجمالي نصيب الفرد من الناتج المحلي. ويعيش الألمان تحت ظل الاشتراكية ويحصل العمال علي عطلة لمدة ستة أسابيع سنويا بتكليف اتحادي هذا بالإضافة للرعاية الصحية ورعاية الأطفال، وعندما حاولت المستشارة الألمانية ميركل أن تتبني السياسة الاقتصادية الأمريكية، لتقليل الفجوة بين ألمانيا وأمريكا مع احتلال ألمانيا للمركز الثالث والثلاثين واحتلال أمريكا للمركز الرابع عشر في ترتيب الدول الاقتصادية، برفع القيود والتخفيضات الضريبية، فإنها قابلت معارضة وغضبًا شديدًا من اليسار الذي اختلف معها خاصة أن عوامل التنمية الاقتصادية مختلفة، فعدد السكان الألمان لا يتعدي 88 مليون نسمة وعدد السكان في أمريكا يتعدي 307 ملايين. ويؤكد جيوجيجان أن الاشتراكية أفضل من الرأسمالية إذ أنها تجعل الناس أكثر سعادة وأفضل حالا وتعزز الديمقراطية الاجتماعية، فالاشتراكية أصبحت الكلمة القذرة في السياسة الأمريكية علي الرغم من أنها قد تؤدي إلي الازدهار الاقتصادي.