بينما رست أمس سفينة «الأمل» الليبية التي تقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة في ميناء العريش المصري حيث قدمت لها السلطات جميع التسهيلات اللازمة كشفت مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي المنظمة للسفينة عن توصلها لاتفاق مع إسرائيل عبر وساطة مصرية قضت بإدخال السفينة إلي العريش، مقابل سماح الدولة العبرية للمؤسسة بالبدء في مشروع طموح لإعمار القطاع الفلسطيني. وقالت المؤسسة في بيان بثته أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن سفينة الأمل نجحت في «انتزاع جملة من التنازلات لصالح غزة تتمثل في السماح بتنفيذ مشروعات لإعمار القطاع، وإدخال مواد البناء إلي غزة، ونقل المرضي للعلاج في الخارج». وأوضحت أن الهدف من وراء تنظيم سفينة الأمل هو توصيل المساعدات إلي غزة وتخفيف معاناة سكانها وليس القيام بدعاية إعلامية أو عمل استفزازي مشيراً إلي أن السفينة تعرضت لمختلف أنواع التشويه والتشويش من قبل إسرائيل وتابعت أن الموقف الذي واجهته السفينة جعلنا نفاضل بين البدائل، ولفتت إلي أن رسو السفينة في ميناء أشدود الإسرائيلي لم يكن خياراً مطروحاً مثلماً لم يكن مطروحاً الدخول في مواجهة وسفك دماء الأبرياء. ومضت تقول «أكدنا أن هدفنا تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني وأوضحنا للوسيط طلباتنا التي اعتبرناها تعجيزية حيث اشترطنا جملة من الشروط التي تبدأ برفع الحصار وإعادة إعمار غزة.. كنا نشعر أن إسرائيل لن تقبل الشروط لكن يبدو أنه كان لسفينة الأمل آثارها.. وتم القبول بشروطنا. واستطردت لقد وافقت إسرائيل علي أن ننفق 50 مليون دولار لإعمار غزة كما سنوفر 500 مسكن جاهز كدفعة أولي علي وجه السرعة لسكان القطاع، مشددة علي أن مصر قدمت جميع الضمانات علي التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق. وعزا سيف الاسلام القذافي في تصريحات لصحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية الموافقة علي الاتفاق إلي أن إسرائيل كانت تخشي تكرار سيناريو «أسطول الحرية» وتعرف انه اذا لم يتم التوصل لتسوية ستستمر السفينة الليبية في المضي قدما نحو غزة ومن الممكن ان يحدث صدام وخسائر بشرية. واعتبر الاتفاق إنجازاً تاريخياً وأشاد بالدور المصري الفاعل في إنجاز الاتفاق الذي «لم أكن أحلم به ولم أتوقعه» قائلاً: انه بدون مصر لا يمكن أن نفعل شيئاً.. مصر مهمة جدا والحقيقة ان موقف مصر لا ينسي وتشكر عليه». وأكد ان مصر هي الضامنة للاتفاق منتقداً موقف المسئولين الفلسطينيين الذين دخلوا في صراعات علي حساب الفلسطينيين البسطاء وقال: «نحن نحب أن نساعد الفلسطينيين لكن ادهشنا أن كل طرف منهم كان يريد استغلال الموقف سياسيا في اطار الصراع الفلسطيني الفلسطيني. ورأي ان السفينة حققت اكثر من هدفها عندما تم التوصل الي الصفقة. ورست السفينة علي رصيف ميناء العريش لتفريغ حمولتها وذلك بعد توقف اكثر من 20 ساعة في غاطس الميناء. ووصل دبلوماسيون من السفارة الليبية بالقاهرة الي العريش للتنسيق مع الجانب المصري لادخال المساعدات الي غزة. وصرح اللواء جمال عبدالمقصود مدير عام ميناء العريش بان المهندس علاء فهمي وزير النقل اصدر قرارا باعفاء السفينة من أي رسوم واشار الي انه تم اخلاء الرصيف من السفن الاخري لادخال السفينة الليبية. وارسل الهلال الاحمر المصري طواقمه من اجل انزال حمولة السفينة ووفر عددا من الشاحنات بناء علي توجيهات السيدة سوزان مبارك لنقل المساعدات الليبية وادخالها الي غزة بالتنسيق مع الهلال الاحمر الفلسطيني.