بحث الرئيس حسني مبارك امس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الوضع في منطقة الشرق الاوسط والاراضي الفلسطينية وعرض وزير الخارجية الروسي خلال لقائه الرئيس مبارك، بمقر رئاسة الجمهورية نتائج جولته في المنطقة حيث زار كلاً من تل ابيب ورام الله. اكد لافروف ان الرئيس مبارك وافق علي التعاون بين مصر وروسيا لكسر الجمود الحالي في عملية السلام. حضر المقابلة وزير الخارجية احمد ابو الغيط والوفد المرافق للوزير الروسي والسفير الروسي بالقاهرة ميخائيل بوجدانوف. قال أن اللقاء اتاح الفرصة لإجراء مشاورات في غاية الاهمية حول عدد كبير من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية. واوضح في تصريحات للصحفيين ان المشاورات تركزت حول موضوعين اساسيين هما العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، والتي وصفها بأنها جيدة للغاية وما تتسم به من تعاون وتفهم إزاء المجالات المختلفة بما في ذلك التعاون في المجال التجاري فضلا عن التنسيق السياسي المستمر بين البلدين إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. واضاف ان الموضوع الثاني الذي حظي باهتمام خلال المناقشات هو تطورات الوضع الاقليمي وبصفة خاصة قضايا فلسطين حيث تم التأكيد في هذا الخصوص علي ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وكذلك تأمين رفع الحصار عن قطاع غزة وأهمية تحريك عملية السلام في مجملها. وقال إن هناك الكثير من الافكار يجري تناولها لهذه الغاية وقد اتفق وزير الخارجية الروسي مع الرئيس مبارك علي ان يتم التنسيق بين مصر وروسيا وصولا الي اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحده وعندئذ تجتمع المجموعة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط وتدفع في التحرك المنشود. واضاف ان الحديث دار خلال اللقاء حول اجتماع وزاري يعقد في موسكو لكافة اطراف عملية السلام حيث أيد الرئيس بقوة فكرة عقد هذا الاجتماع. وقال ابو الغيط ان المناقشات تناولت كثيراً من المسائل منها الوضع في افغانستان واليمن، والقارة الافريقية ومنطقة البحر الابيض، والاتحاد من اجل المتوسط، وهي مشاورات مهمة للغاية طرح خلالها الجانب الروسي الكثير من المواقف. وذكر انه تم الاتفاق علي عقد الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي المصري الروسي في شهر ديسمبر القادم في موسكو. من جانبه عبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن امتنانه للرئيس مبارك وما أتاحه اللقاء من اجراء مشاورات مثمرة جاءت بعد المناقشات الموسعه التي اجراها مع وزير الخارجية احمد ابو الغيط امس الأول . وقال لافروف انه تم التركيز خلال المشاورات التي اجراها في القاهرة علي التنفيذ الملموس والفعلي علي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا والتي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الروسي ميدفيدف للقاهرة خلال العام الماضي، والتي قال انها تهدف الي تطوير وتعميق التعاون بين مصر وروسيا في جميع المجالات اضافة الي تعاون البلدين علي الساحة الدولية. وشدد في هذا الخصوص علي ان بلاده تقدر تماما جهود مصر لتحقيق هذه المصالحة الفلسطينية المنشودة، وقال اننا نعتقد أن هذه الجهود يمكن ان تكون اساسا وقاعدة لحل المشكلة. وردا علي سؤال عما اذا كان لايزال هناك امل في عملية السلام في ضوء عدم وجود نوايا حقيقية لدي اسرائيل لإنجاح المفاوضات .. قال لافروف : ان الامل موجود طالما هناك جهود تبذل للتوصل لحل قضية السلام واؤكد أن روسيا سوف تستمر في بذل الجهود بأقصي ما تستطيع.. وكذلك ستعمل اللجنة الرباعية الدولية في هذا الاتجاه .. وعلينا ان نقوم بهذا الجهد من خلال التنسيق المشترك.. كما نأمل ان تستمر الجامعة العربية في جهودها في هذا الخصوص. من جانبه اكد ابو الغيط انه في كل القراءات المدققة للوضع في الشرق الاوسط والتحليلات المشتركة لدينا مع روسيا تفاهم واتساق كامل في الرؤي والتحليل والخلاصات والنتائج. وردا علي سؤال بشأن موقف مصر المؤيد للحوار مع ايران بشأن برنامجها النووي .. قال وزير الخارجية الروسية ان موسكو اعلنت مرارا أنها لا تثق ولا تعتقد في مسألة العقوبات، غير انها احيانا تكون امرا لا مفر منه..وكذلك نحن نعتقد أن فرض العقوبات لا يأتي بالنتيجة المرجوة.. وفيما يخص ايران، تم اتخاذ قرارات ومنها عقوبات اقرها مجلس الامن مؤخرا.. وحتي الان لم تأت .. ورغم ذلك نعتقد ان القرار الاخير كان لا مفر منه وكان الهدف منه هو ارسال اشارة قوية للقيادة الايرانية بان طهران لا تستطيع ان تماطل في الاجابة عن اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتأكيد علي ان برنامجها النووي هو للأغراض السلمية وله طابع سلمي بحت. واشار الي أن اللجنة السداسية (5+1) لا تزال ترغب في تجاوب ايران، وقال إنه بالتوازي مع صدور قرارات مجلس الامن الاخيرة فقد اصدر وزراء خارجية اللجنة بيانا اكدوا فيه ان باب الحوار مع ايران لا يزال مفتوحا وان المقترحات التي تم طرحها سابقا لا تزال علي الطاولة. وردا علي سؤال بشأن لموقف المصري والروسي حيال الاجراءات الواجب اتخاذها لرفع الحصار عن قطاع غزة واعادة تشغيل المعابر..اعرب وزير خارجية روسيا عن اعتقاده بأهمية اعادة العمل باتفاقية 2005 لتشغيل المعابر وأن هذه الخطوة مهمة وضرورية وعاجلة ، مشيرا الي انه بحث هذه القضية في لقاءاته في القاهرة واسرئيل.. واكد اهمية الاتفاق علي برنامج لرفع الحصار عن قطاع غزة وكذلك الاتفاق علي آليات تمنع تهريب الاسلحة الي القطاع. ومن جانبه..أعرب احمد ابو الغيط عن اعتقاده بان رفع الحصار عن قطاع غزة هو ضرورة قصوي وملحة، وكان هذا الامر هو المطلب المصري علي الدوام. واكد ابو الغيط ان مصر تري أن العودة الي اتفاق 2005 لتشغيل المعابر وسيلة منطقية للغاية ويمكن ان تمثل احد اساليب الحل..لكن اتفاق 2005 يتطلب تواجد السلطة الوطنية الفلسطينية علي المعابر، ومن هنا، فإن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية امر ضروري..واذا تعذر ذلك -وللاسف لا نري فرصا لتحقيق المصالحة بشكل عاجل وبما يدفع او يؤمن عودة السلطة الفلسطينية الي الاشراف علي المعابر- فهناك آليات مختلفة ومتعددة نستطيع أن نبحثها مثلما تحدث لافروف". واضاف إنه وفي هذا الاطار فسوف يشارك اليوم الخميس كوزير للخارجية المصرية في اجتماع يعقد في باريس يضم وزراء خارجية فرنسا واسبانيا والنرويج ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير ومفوضية الاتحاد الاوروبي للشئون الامنية والخارجية كاثرين اشتون. لبحث التوصل الي صياغة يمكن أن تعجل برفع الحصار ولكن يبقي الامر المؤكد ان رفع الحصار عن قطاع غزة هو ضرورة قصوي. من ناحية أخري تحدث أبوالغيط في لقاء مع قناة روسيا اليوم، عن الرؤية المصرية للاستفتاء علي مصير جنوب السودان في يناير المقبل، قائلا: إنه أمر متروك للشعب السوداني ولشعب الجنوب، وقال: لا ينبغي أن نحجر علي حق الشعب في تقرير مصيره، والسودان يحظي بأكبر قدر من الاهتمام المصري. وأجاب أبوالغيط عن: هل تعتقد أن مصر يمكن أن تدخل في حرب مع دول المنبع؟ قائلا: لا.. لا، لا نتحدث عن حرب ومن يتحدث عن حرب لنفسه لكن القاهرة والشعب المصري ليس علي استعداد للدخول في حرب مع طرف شقيق في القارة الأفريقية. وعن ترديد البعض تراجع عن دور القاهرة الإقليمي قال: فليرددوا كما يريدون، هناك تيارات في مصر أو خارج مصر يمتعها الحديث في هذا المجال، هي مصر لأنها تحمل الكثير، وهي تحمل الكثير هذا يحب أن يأخذ شيئاً، هذا يحب.. من يريد أن يلعب دوراً فليلعب، ولكن مصر، الكتلة السكانية، تأثير الموقع المصري، الشعب المصري، هذه المسائل لا تقول إن هذا الشعب اليوم نائم، وغداً سوف يستيقظ، مصر لها دورها، لها فاعليتها ودعيني أقول، بوضوح شديداً جداً لا يحدث شيء في الشرق الأوسط بدون مشاركة مصرية مصرية وفاعلية مصرية، ومن لديه أمر آخر، يأتينا ونتحدث ونري كيف تدور الأيام. وأضاف: هؤلاء يرددون هذا الكلام لخدمة مصالح أطراف، هناك الكثير من الرغبة في فرض اتجاهات علي مصر، البعض يقول لا دور لكم، فنقول وما هو الدور؟ فيقولون.. اسمعي هذا الكلام جيداً فلتعودوا إلي قعقعة السلاح، هم يريدون مصر أن تعود لتأخذ مقعد القيادة، وهي جالسة فيه الآن، لكي تأخذ الإقليم في مواجهة الحرب، والنضال والمواجهة، والكثير من المناهج التي لم تكشف الأيام أنها حققت المطلوب، هذا هو بيت القصيد، لقد فقدتم دوركم، وعليكم أن تعودوا العودة إلي ماذا؟ إلي التأثير في سياسات الإقليم كيف نؤثر في سياسات الإقليم؟ أن ترفعوا السلاح، هذا هو المطلوب.