نظراً للركود الذي يعاني منه بعض الفنانين في تسويق أعمالهم الفنية، وتباعد الجمهور عن قاعات العرض بسبب علمه مسبقاً بقيمة وسعر العمل الفني، أعاد قطاع الفنون التشكيلية إلي أجندته، فعالية "معرض الأعمال الصغيرة"، ولكن ليس كمسابقة وإنما كسوق فني تحت مسمي "سوق الأعمال الفنية الصغيرة"، بهدف تسويق وترويج الأعمال الفنية بسعر يناسب الجمهور العادي، افتتح المعرض الثلاثاء الماضي بقاعتي نهضة "مصر وإيزيس"، والمعرض يستمر حتي 22 أغسطس المقبل. كتالوج المعرض جاء صغيرا بنفس حجم الأعمال المعروضة، الصغيرة ملائما جدا شكلا ومضموناً لمسمي المعرض، ويمكن للكتالوج أن يمنح الجمهور فرصة للاقتناء من الفنان ويعتبر دليلا لأعمال الفنانين المطروحة للبيع حتي بعد انتهاء فترة المعرض. الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية أشار إلي أن فكرة معارض التسويق بدأت مع ظهور قاعات العرض، التي كانت موجودة في منطقة باب اللوق حيث طرحت أعمال الفنان عبد الهادي الجزار وكانت تباع بسعر ملائم. وأضاف: كان لي شرف تأسيس صالون القطع الصغيرة عام 1997، وحينها أشرفت إشرافاً كاملاً علي وضع الفكرة، وبدأنا في الدورة الأولي بتقديم ما يقرب من 11 جائزة قدمتها مؤسسات وشركات وطنية، الدورة الثانية توليت الإشراف عليها وأضيفت عليها جوائز من شركات أخري، وتولت الراحلة فاطمة إسماعيل الدورة الثالثة، وبذلت جهدا في تطوير واتساع وبلورة هذا الصالون، الذي بلغ عدد الشركات المانحة به ست شركات وأكثر، وإن بدأت الشركات تتناقص وصولا إلي الدورة السابعة، التي أقيمت في عام 2007 بدون جوائز علي الإطلاق، ثم توقف صالون الأعمال الصغيرة الذي كان يقام كمسابقة تعتمد علي مانحي الجوائز من المؤسسات، مما تسبب في عرقلته، لذلك قررت إعادة تقديم الصالون دون الخضوع لجهات خاصة تمنح قيمة الأعمال، علي أن تعرض الأعمال الصغيرة للجمهور العادي والمتذوقين للفن، وأيضا للشركات والمؤسسات ودعواتها للاقتناء، لأن الهدف الأساسي تسويق الفن الراقي، وإعادة نشر الجمال داخل البيت المصري، كما أن القطع الصغيرة أو فن الاسكتش من السهل تواجدها عند كل الفنانين. وأكمل شعلان: مع نجاح الافتتاح ووجود إقبال جماهيري، قررت تثبيت هذا السوق سنويا، وفي نفس قاعات العرض، علي ألا يزيد سعر العمل الفني علي 2000 جنيه للفنانين الكبار المعاصرين المشتركين، مع زيادة أعداد الفنانين المشاركين فبدلا من عرض الأعمال التصويرية في القاعات علي شكل صف واحد، فلنضع الأعمال في صفوف فوق بعضها باعتباره سوقًا وليطرح فيه كل الأذواق، وعلي أن يحضر كل فنان بيعت لوحته عملاً فنيا آخر بدلاً منه ولا ينتظر المشتري نهاية السوق. الفنان تامر عاصم مدير مركز محمود مختار الثقافي أوضح: جميع الفنانين المتقدمين تم قبولهم، ولم نشكل لجنة لرفض للأعمال أو للتمييز بينها، فمن حق كل الفنانين الاشتراك في هذا المعرض، علي اعتبار أن المعرض سوق لترويج الفن، لنعطي فرصة لكل المستويات الفنية واتجاهاتها، فالسوق يعتبر محاولة إيجابية تجمع بين إعادة استقطاب جمهور لقاعات العرض، مع تسويق العمل الفني بسعر مناسب، وقد شارك في السوق لأول مرة 450 فنانا وفنانة تشكيلية من أجيال مختلفة ومجالات فنية متعددة، وأضفنا شروطًا منها اشتراك الفنان بعمل فني واحد في أحد مجالات الفنون التصوير والرسم والحفر والنحت والخزف، كما اشترطنا ألا يتعدي مقاس العمل 30 سم كإطار خارجي للعمل، وكذلك في العمل المجسم.