أصابتنا هذا الأسبوع موجة شديدة من ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما أثر علينا جميعاً ليس فقط طوال ساعات النهار.. ولكن أثناء ساعات الليل أيضاً. ولقد استفادت شركات التكييف كثيراً بحيث حققت مكاسب مالية لم تحققها منذ عدة سنوات بسبب (هوجة) الشراء لتفادي هذا المناخ السيئ ومواجهته. لم يكن هناك أي سبيل لتجاوز هذه الموجة الحارة جداً سوي بتشغيل (التكييفات) أكبر عدد ممكن من ساعات اليوم. وهو الأمر الذي أدي إلي زيادة استهلاك الكهرباء، وتحميل شبكة الكهرباء بأكثر مما تحتمل. وهو ما جعل شركة الكهرباء تقوم بقطع التيار الكهربائي لمدة وصلت إلي ساعتين ونصف الساعة تقريباً في بعض المناطق. ولم أستطع أن أبرر أو أفهم منطق وزارة الكهرباء في قطع الكهرباء للأماكن نفسها كل يوم تقريباً طيلة الأسبوع الماضي. وهو الأمر الذي سبب مشاكل للعديد من الأسر.. خاصة لأنها فترة امتحانات. أعتقد أنه كان من الأفضل لشركة الكهرباء أن تقوم بعمل توازن جغرافي بين المناطق التي ستقطع عنها الكهرباء بدلاً من التركيز علي المناطق نفسها يومياً لكي يتساوي الأمر بدون أن يسبب ضيقاً يومياً ومعاناة للأسر التي يتم قطع الكهرباء عنهم.. خاصة أن المناطق التي تم قطع الكهرباء فيها.. تتسم أغلبها بأنها مناطق شعبية.. لا تنتشر فيها التكييفات مثل مناطق أخري. ومن هذا المنطلق، أقدم هنا بعض المقترحات للحظة الراهنة، ومقترحات أخري طويلة الأجل للسنوات القادمة.. خاصة أنه من الواضح أننا قد دخلنا إلي مرحلة مناخية جديدة تتسم بارتفاع ملحوظ ومتصاعد في درجات الحرارة. أما المقترحات الحالية، فهي: - تخفيف الإنارة العامة في الشوارع والميادين والكباري ليلاً، والتأكد من إغلاقها تماماً أثناء ساعات النهار. - تقليل عدد ساعات العمل عند تجاوز درجة الحرارة 42 درجة مئوية.. ترشيداً للاستهلاك غير المنضبط للكهرباء في المصالح والوزارات الحكومية. - التوازن الجغرافي في قطع التيار الكهربائي لتخفيف الضغط علي شبكة الكهرباء. أما المقترحات طويلة الأجل، فهي: - أن تقوم شركات الكهرباء بالاستعداد مبكراً لهذه الزيادة في استهلاك الكهرباء من خلال إجراء الصيانة الدورية لمحطات التوليد قبل نهاية شهر مايو من كل عام. - وضع معايير محددة للإنارة.. خاصة للمحلات والكافيهات ومحلات السوبر ماركت التي تتنافس علي زيادة قدرة الإضاءة لشد الانتباه. - توفير كميات أكبر للمبات الموفرة للطاقة.. علي أن تكون مرتفعة الجودة لكي تدوم وقتاً أطول في عمرها الافتراضي. - إطلاق حملة توعية لترشيد الطاقة من خلال تعريف الأسرة المصرية أفضل أسلوب لاستخدام وتشغيل الأجهزة الكهربائية سواء في التوقيت المناسب أو من خلال أسلوب التشغيل علي غرار تشغيل التكييف بين24 و26 درجة. - إلزام شركات الثلاجات والتكييفات والغسالات والسخانات.. باستخدام تقنية أقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية في مكونات التصنيع. إنها مقترحات يجب أن يتبناها وزير الكهرباء بدعم من الوزارات الأخري المعنية.