أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب امين سر الحركة اللواء جبريل الرجوب ان حماس فشلت طوال السنوات الثلاث الماضية، في تقديم أي خدمة لصالح الشعب الفلسطيني في غزة وان مشكلة حماس هي انها لا تري الا نفسها مؤكدا في حوار خاص ل «روز اليوسف» ان فتح معبر رفح من جانب مصر ليس اجراء شكلياً، فالحركة في المعبر واضحة للجميع والبضائع من كل اتجاه تأتي وتدخل الي غزة، وهناك وفود تدخل وتخرج، مشدداً علي ان مصر هي الدولة الوحيدة التي التزمت منذ حرب 1948 بالهوية الفلسطينية وكشف الرجوب عن أن هناك اطرافا اقليمية تعتقد ان فلسطين حديقة ليس بها سور او بوابة يمكن تقسيمها واللعب بها. وإلي نص الحوار.. كيف تري زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي لقطاع غزة؟ - رحبنا في حركة فتح بالزيارة التي كان قرارها مفاجئاً لنا ونتطلع أن تشكل بداية لانهاء الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والزيارة أيضا تأتي بعد سنوات ثلاث من استيلاء حماس علي الحكومة في غزة، والسؤال هنا، ماذا حققت حماس لصالح مشروعها الحمساوي أو لصالح المشروع الوطني الفلسطيني، او حتي لصالح المشروع الجهادي الاسلامي الدولي إذا كانت تري في نفسها جزءاً منه؟! ورغم ذلك نأمل ان تكون هناك مراجعة حمساوية واستجابة للمبادرة الفتحاوية التي تري في المصالحة البوابة للشرعية الاقليمية والدولية لمواجهة العدوان الاسرائيلي الاحادي الجانب. تخوف البعض من أن تكرس هذه الزيادة الانقسام وربما تفهم انها تعطي شرعية لحماس فما رأيك؟ - نحن في فتح لا ننكر وجود حماس، المشكلة ان حماس لا تري الا حماس، بينما نحن نري ان حماس هي جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ببعد اسلامي، ونري ان انتخابات 2006 اضفت شرعية وطنية علي حماس. ما هي الرسالة التي توجهها لحماس بعد الزيارة التي قام بها موسي؟ - نقول لحماس ان الطريق الي الشرعية الدولية لن يكون الا من بوابة الوحدة السياسية وعلي الجميع ان يعلم ان الرسالة التي أرسلتها حماس الي الرئيس الامريكي باراك اوباما من تحت الطاولة هي خطأ وقعت فيه حماس ولن يخدم أبدا القضية الفلسطينية. التقيت مؤخرا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والوزير عمر سليمان فما السبب؟ - أولاً أنا نقلت لهما شكر اللجنة المركزية لحركة فتح علي قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح، وكذلك تقديرنا للجهد المصري، ان علي المستوي الاقليمي أو الدولي، لصالح تعزيز صمود أهلنا في غزة ورفع المعاناة عنهم، ونتمني علي مصر الاستمرار في هذا الجهد، واعتبار مجزرة قتل «رسل السلام» في البحر بداية وصحوة لإنجاز مشروع المصالحة، فحماس وفتح وكل الفصائل.. الجميع يجب أن يعلم ان هناك أطرافاً اقليمية تعتقد ان فلسطين حديقة ليس لها سور او لديها بوابة وتلعب فيها كيفما تشاء لمصالحها الخاصة. هل لديكم في فتح اقتراحات جديدة لانجاز المصالحة؟ - الآن لم يعد هناك اقتراحات، المطلوب قرار نابع من ارادة نحن في فتح وقعنا علي وثيقة المصالحة ونتطلع الي قيام حماس بالتوقيع لأنه الممر الاجباري لانجازها. صحيح ان لدينا تحفظات علي الورقة لكن برأيي يجب ان نري فيها اساسا منطقيا وموضوعيا لاعادة بناء جسور الثقة وجسور الوحدة. هل تري ان الامين العام لجامعة الدول العربية قادر علي اقناع قيادات حماس بالتوقيع وانجاز المصالحة؟ - آمل ذلك واتمني ان ينجح ويجب ان ابقي متفائلا، فمن مصلحتنا ومصلحة حماس ان ننهي هذا الانقسام المعيب وان نمسح هذا العار، فتكريسه لا يخدم أحداً إلا إسرائيل. ما هو تقييمكم لعملية القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية؟ - ما حدث لأسطول «رسل السلام» وصمة عار في جبين السلطة الاسرائيلية، وهي رسالة للأسرة الدولية عن حجم الحقد والضغينة في نفوس الاحتلال الاسرائيلي تجاه كل ما هو فلسطيني او ما هو معارض لاحتلالهم. تردد الحديث مؤخرا عن إشراك تركيا كطرف مساعد مع مصر لانجاز المصالحة، فما رأيك؟ - المصالحة لن تكون الا علي أرض مصر ولن تكون الا مصالحة مصرية، فمصر لديها تفويض عربي وأي طرف آخر، في رأيي، لا يجب ومن جانبنا في حركة فتح لن نتهاون مع أي طرف اقليمي او دولي يسعي لتهميش الدور المصري أو المس بقرار الجامعة العربية بتفويض مصر، أو الالتفاف حول وثيقة المصالحة فهي بالنسبة الينا مسألة أساسية. كيف تري امكانية قيام الاتحاد الأوروبي بالوقوف علي المعبر لابقائه مفتوحا؟ - تطبيق هذا القرار بالاساس مرتبط بالوحدة وبوجود السلطة سواء لفتح المعبر أو لعلاقات اقليمية أو دولية، وهناك اربعة محرمات لايجب الوقوع فيها: وحدة الشعب الفلسطيني، وحدة الوطن الفلسطيني، وحدة القضية كقضية سياسية وليست انسانية ووحدة القيادة وعلي رأسها منظمة التحرير الفلسطينية.