لم تفلح الابتسامات والقبلات والعناق الحار بين عدد من المسئولين العرب ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في افتتاح الدورة الثالثة للمنتدي العربي التركي في اسطنبول امس في التحول الي واقع في البيان الختامي المقرر صدوره عن المؤتمر.. والذي شهد خلافات واسعة عكست تباينا كبيرا في المصالح بين تركيا وجيرانها العرب. وشهدت اجتماعات المنتدي العربي - التركي علي مستوي كبار المسئولين التي اختتمت مساء أمس الأول تمهيدا للاجتماع الوزاري الذي بدأ أمس في اسطنبول بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي خلافات عربية - تركية حيال عدد من القضايا. وكشفت مصادر دبلوماسية شاركت في الاجتماعات ل«روزاليوسف» أن تركيا رفضت تضمين البيان الختامي المقرر صدوره عن المنتدي فقرتين الأولي تتعلق بحق العراق وسوريا في مياه نهر الفرات، بينما الثانية تنص علي حق الإمارات في استعادة جزرها الثلاث التي تحتلها إيران، كما أوضحت المصادر أن تركيا تري أن العرب ليس لهم الحق في المطالبة بأي حقوق في مياه نهر الفرات رغم المساعي المضنية التي بذلتها العراق وسوريا لاقناع تركيا بحقهما في الفرات. وفي كلمته الافتتاحية أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في توسيع نطاق التعاون مع الدول العربية، معتبرا التعاون الاقتصادي والسياسي مع العرب نموذجاً ناجحاً وقال اردوغان امام المشاركين في المنتدي امس: ان علاقات انقرة مع الدول العربية تسير في الطريق السليم. ووصف اتهام حكومته بأنها تتخذ اتجاها مباعدا عن اوروبا بسبب تقربها الي الدول العربية ب «الدعاية القذرة» داعيا المستثمرين العرب الي تعزيز اعمالهم في بلاده. من ناحية اخري، ذكر أردوغان ان تركيا كانت تقف علي حافة حرب مع جارتها سوريا قبل بضعة اعوام، ولكن الحال تغير الآن حيث شهدت العلاقات تحولا جذريا، كما ان هناك حرية انتقال بين البلدين، وهو الحال مع لبنان والاردن ودول عربية أخري، علي حد تعبيره. وأشار اردوغان الي تضاعف حجم التجارة بين تركيا والدول العربية، وقال ان اكثر من الفي شركة عربية تقيم مشروعات استثمارية في تركيا واضاف اردوغان ان 400 ألف سائح عربي زاروا تركيا عام 2002 وزاد عددهم العام الماضي الي نحو 1.5 مليون سائح وجدد اردوغان انتقاداته للسياسة التي تنتهجها اسرائيل مع الفلسطينيين، وقال: «لن يكون هناك سلام طالما ان غزة محاصرة». أما عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية فقد اعتبر كلمته انه آن الاوان لتغيير المناخ العام في المنطقة هذا المناخ الذي ادي للهزائم والاضطراب. واضاف انه يجب ان نبادر بتقديم المبادرات، معربا عن الترحيب بدور تركيا، مثلما ترحب تركيا بدور الدول العربية، محددا اهم مجالات التعاون في ثلاث نقاط تحظي بأهمية خاصة وهي القضية الفلسطينية، والامن الاقليمي والتقدم والرفاهية. مصريا.. شارك وزير الخارجية أحمد أبوالغيط في المنتدي العربي- التركي، وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن أبوالغيط أبدي خلال مداخلته أمام المنتدي تطلع مصر لأن يسهم هذا المنتدي في تحقيق قدر أكبر من التواصل بين الجانبين العربي والتركي، وأشار إلي أهمية قيام الطرفين باستغلال الامكانات والميزات النسبية التي يتمتع بها كل منهما لتطوير التعاون بينهما والدخول به إلي آفاق جديدة. وطالب أبو الغيط إسرائيل بالاعتذار لتركيا مؤكدا أن المنتدي يمثل وقفة لدعم تركيا وسيخرج بموقف قوي مؤيد لأنقرة في مطالبها عقب الاعتداء الاسرائيلي علي اسطول الحرية. وأبدي أبو الغيط الموافقة علي مطالب تركيا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الاعتداء علي اسطول الحرية ومحاكمة مرتكبيه.