مشاهدو مسرحية «أوديب وشفيقة» التي تعرض حاليا علي مسرح الغد اعتقدوا للوهلة الأولي أن المسرحية مزج مميز بين أسطورة التراث المصري المعروفة باسم «شفيقة ومتولي» والأسطورة اليونانية «أوديب» حيث سري بين الحضور أن المؤلف كان يقصد إعادة تقديم «شفيقة ومتولي» برؤية جديدة إلا أن المؤلف نفي ذلك تماما وأكد أنه لم يقصد تقديم قصة شفيقة ومتولي كما تخيل أو اعتقد البعض وقال أحمد الأبلح مؤلف النص للأسف أعتقد الجميع أنني أقصد تقديم قصة "شفيقة ومتولي" لكن في جزء من الحوار كان واضحا أنني لم أقصد القصة بعينها وذلك عندما قالت لها العرافة: "متولي أخوكي جايلك" فردت الفتاة: ليس لها أخوه ثم تقول العرافة في جملة هامة: "كل شفيقة وليها متولي" وهذا يعني أنني أقصد السلطة الذكورية المتمثلة في شخصية "متولي" علي أي فتاة ضعيفة مثل "شفيقة". ويضيف الأبلج ما جذبني لعمل هذا المزج بين التراثين الأسطوري الشعبي والعالمي أن ما يجمع الروايتين أنني أحارب فكرة الشعوذة والغيبيات بشكل عام سواء من خلال ما حدث مع أوديب عندما تركه أبواه لمجرد نبوءة من عراف بأنه سيكون رجلا فاسقا ومن خلال شفيقة التي حاولت معها العرافة بكل الوسائل حتي تجعلها تؤمن بنبوءتها الخاطئة ، أيضا أردت أن أثبت أن الخرافات موجودة منذ الأزل حتي في أعمالنا الأسطورية وكيف نتعرض بسبب هذه الخرافات لدمار ومآسي. ويقول: خرج الجزء الخاص ب"أوديب" أقوي من "شفيقة" لأنني قصدت أن أكتب جزء "أوديب" باللغة العربية الفصحي لأنني لم أستطع أن أجعله بالعامية مثل "شفيقة" وذلك للحفاظ علي جلال الأسطورة إلي جانب أنني لم أستخدم ألفاظًا عربية مقعرة، وبصراحة كتابة هذا النص كانت صعبة للغاية واستغرقت مني وقتا طويلا حتي أحقق هذا المزج بين الأسطورتين فانتهيت منها في 11 شهرا متواصلا. أما المخرج المسرحي عاصم رأفت فيقول عن العرض: لم أقدم "شفيقة ومتولي" كمشروع لمسرح الغد من البداية كما أشيع بل قدمت مباشرة عرض "أوديب وشفيقة"، والحقيقة كنا ننوي تقديم العرض بمسرح كبير وليس بمسرح علبة كما قدم في قاعة الغد، إلي جانب أنه كان سيقدم في عدد ساعات أطول لكن تم اختصاره حيث أقمت ورشة عمل مع مؤلف العرض وعملنا إعادة فك وتركيب للنص المسرحي حتي يخرج بهذه الصورة. ويقول: بالرغم من أننا نجحنا في عمل مزج بين اللغة العربية الفصحي والعامية في عرض مسرحي واحد إلا أن جزء أوديب بدا أقوي من شفيقة علي مستوي التمثيل والحوار المسرحي لأن اللغة العربية لها جلال وحضور علي خشبة المسرح والميلودارما الموجودة في مشاهد أوديب أعلي بطبيعتها من الشكل الموجود بالتراث الشعبي لأنه يستدعي التبسيط أكثر، وعن غيابه عن الساحة طوال الفترة الماضية يقول: أنا راهب في المسرح وهذا ما يدعونني به أصدقائي لكن وتحت ظروف هيئة المسرح خاصة في الأعوام الأخيرة حدثت ظروف منعتني من التواجد فمثلا قدمت العام قبل الماضي عرض "الخيانة" لهارولد بنتر واستمر فقط فترة استمرار المهرجان القومي للمسرح ولم يعرض مرة ثانية أيضا ظروف حريق المسرح القومي وتجديد الطليعة كل هذه أشياء تعرض لها القطاع العام وأحدثت ربكة لذلك كان لابد مع عودة المسارح أن يعود النظام من جديد ، وخلال الفترة القادمة أتمني تقديم عرض موسيقي غنائي بالكامل بعنوان "عروسة البحر" وأتمني أن تنجح هذه التجربة، أما بالنسبة ل "أوديب وشفيقة" فنحن في انتظار رد الهيئة بمدي إمكانية تمديده شهرا بدلا من خمسة عشر يوما خاصة أن هناك إقبالاً جماهيريا علي العرض أكثر مما توقعت وهذا شيء جيد للغاية رغم أننا في موسم امتحانات.